top of page

داعش وأمريكا والخط الأحمر.. ثم إلى أين؟


يخطيء الكثيرون في تحديد  الاسباب التي دفعت حركة(داعش) اي تنظيم الدولة الاسلاميه في العراق والشام.. للتحرك لاحتلال العراق بهذه السرعة ثم اختلافها مع امريكا فجاة  .فقد نشرت (داعش) خريطة الدولة الاسلامية.. التي تحلم بها في المرحلة الاولى.. واصبح الهدف واضحا لمن يحب ان يعرف . فهذه بداية دولة الخلافة الاسلامية التي تسعى داعش لتحقيقها.. ويحلم بها رئيسها       ( ابو بكر البغدادي) .لقد تاكدت داعش من تردد امريكا في ضرب سوريا.. خوفا من ان يجرها ذلك عسكريا لحرب هي تناى بنفسها عنها.وراي ابو بكر البغدادي ان تردد امريكا.. في الدخول الى معركة عسكرية في سوريا هو اشارة جادة.. في عدم قدرتها او في عدم رغبتها.. لا فرق  في فتح جبهة قتال جديدة في العراق ..!! فكانت الفرصة التي يترقبها .فان العراق هو الارض التي يتمناها كلا الطرفين..( داعش وامريكا) فبالنسبة الى داعش.. او الدولة الاسلامية في العراق والشام فهي نصف الدولة التي سوف تحررها.. ونعني انها لا تريد اقامة دولة سنية ..في وسط العراق فهي لا تسمح بتقسيم العراق الى ثلاث دويلات..؟ وتقبل هي بدويلة سنية وسط العراق. ولعل هذا ما يفسر سبب زيارة السيد برزاني رئيس وزراء كردسان الى طهران لمناقشة الازمة الراهنة في العراق.. فان الاكراد يعرفون جيدا ان (داعش) لن تترك اقليما مستقلا للاكراد.. ويؤكد هذا امر  الرئيس البرزاني..الى جميع البشمرجة بالانضمام الى وحداتهم  ( القوات الكردية) للدفاع عن كردستان.وهو نفس السبب الذي دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق( السيد السيستاني) الى طلب( جهاد الكفاية )وهو امر الى كل من يقدر على حمل السلاح للدفاع عن الدويلة الشيعية  في جنوب  العراق . ويؤيد هذا ايضا ما صرح به السيد( روحاني) رئيس الجمهورية العراقية..( من ان الامة الايرانية العظيمة لن تالوا جهدا في الدفاع عن المقدسات ) اي مزار الامام على والامام الحسين رضي الله عنهما( فداعش) واضحة كل الوضوح في انها تريد تحرير العراق كاملا.. وبسط السياده عليه فلا شيعه ولا اكراد ..بل اضافت الكويت ايضا. ومن هنا بدأ الخلاف بين امريكا (وداعش) بعد شهر عسل وردي بين الطرفين.. فان السيده (هيلاري كلينتون) وزيرة خارجية امريكا السابقة قالت في مذكراتها وهو الكتاب الذي سمته (خيارات صعبة) ذكرت فيه ان الولايات المتحدة الامريكية هي التي مولت (داعش) لتكون رأس الفوضى الخلاقة في الشرق الاوسط ..وربما يكون هذا صحيحا من تصرفات داعش التي رايناها .وكان على (داعش) ان تسير بحسب المخطط الامريكي الجديد لتقسيم العالم العربي والاسلامي.. وهو الذي وضعه اليهودي (برنارد لويس) سنة 1980 ووافق عليه الكونجرس بالاجماع الا ان داعش.. خالفت هذا المخطط وارادت احتلال كردستان..وهذا خط احمر لا يجوز تجاوزه  فقامت الطائرات الامريكيه من طراز اف 18 بقصف مواقع موجعه الى (داعش) لمنعها من احتلال كردستان.. فيجب تقسيم العراق .والا فان القوة العسكريه جاهزه لمنع من يتعدى الخطوط الحمر حتى لو كان حليفا لامريكا. ان البغدادي زعيم داعش اراد ان يكرر نفس الدور فيحتل العراق كله اضافة الى سوريا والكويت ..الخ بحسب الخريطة التي اعلنتها داعش ما اجبر الولايات المتحده على قصف جوي لقوات داعش على حدود كردستان..فخارطة العالم الجديدة  يجب ان تنفذ ويحترمها الجميع والا فان القوات الامريكية جاهزة فامريكا لم تتدخل لمساعدة الازيديين في شمال العراق ولم تشفق على بيع نسائهن في سوق الجواري ويخطيء من يعتقد انها تدخلت لان داعش هدمت القبور والاضرحة بل والكنائس فأمريكا ليس لها قلب ولا تتعامل بالعواطف.لقد رغب الرئيس بوش باحتلال العراق فاحتلها الا ان الرئيس اوباما لا يرغب في تدخل عسكري في العراق فاكتفى بقصف (داعش) عندما ارادت تخطي الخط الاحمر وهو كردستان.ويبدو ان داعش فهمت الامر..فتوقفت عن مهاجمة كردستان ولكن الى اين تتجه قواتها الان..؟

Comments


bottom of page