top of page

دولة فلسطينية واحدة أم دولتان؟


الشعب الفلسطيني محتار في امره ، فهو يعيش في الخيام الممزقة التي لا تتسع له والظلام يلفه من كل جانب وليت الامر وقف عند الظلام بل ان صدره العاري يتلقى السهام التي تنهال عليه من الجهات الاربع.. بدون ذنب ارتكبه.. وهو لا يدري لماذا يعاقب..؟ فهو لم يرتكب جريمة ولم يؤذ احدا بل العكس هو الصحيح فقد كانت بلاده فلسطين مفتوحة لجميع الاشقاء العرب وبدون استثناء يشتغلون ويتاجرون بدون معارضة من احد بل بترحيب من الجميع. ولكننا نسمع اصواتا عربية تارة واصواتا عربية تحكي باللغة الانجليزية واصواتا لا نعرف لغتها والجميع يتكلمون عن الدولة الفلسطينية العتيدة ، فلقد سمعنا الرئيس القذافي يتكلم بالامس من الامم المتحدة وهو يعترض على قيام دولتين في فلسطين دولة لليهود والاخرى للعرب..، ، مؤكدا ضرورة قيام دولة واحدة تجمع العرب والاسرائيليين معا في فلسطين مع اقتراح بتعديل الاسم فقط..،.

واذا رجعنا قليلا فاننا نتذكر مشروع تقسيم فلسطين سنة 1947 الذي صدر عن الامم المتحدة وبمباركة من قداسة البابا لانه جعل القدس الشريف دولية تحت رعاية حاضرة الفاتيكان. ولقد رفضه الفلسطينيون في حينه. وبعد الاحتلال الاسرائيلي البغيض لفلسطين قامت الثورة الفلسطينية المسلحة. ارادت اسرائيل ان تجهض الثورة بخدعة دولية جديدة فجاءت اتفاقية اوسلو المشؤومة..، التي تم توقيعها في حديقة البيت الابيض في واشنطن بتاريخ 13 ـ 9 ـ 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل.. وسط احتفالات دولية مبهرة ، ونصت على قيام دولتين. ودارت الايام بسرعت كأنها طاحونة قمح بطيئة.. فالفلسطينون لا يعرفون اذا كان اليوم 24 ساعه او اكثر او اقل..؟ فخيامهم الممزقة اصبحت هوية لهم داخل مخيمات اللاجئين التي يعيشون فيها..،.

المهم ان الدولة الفلسطينية لم تر النور ، ذلك ان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس قال: ان المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل تشبه ركض الحواجز في الالعاب الاولمبية فيجب ان تظل تركض ومن يتوقف يخسر اللعبه.. فلا ندري كم سنة كان يريدنا ان نرضى..؟ الى ان جاء الرئيس الامريكي جورج بوش واعلن عن ضرورة قيام دولتين في فلسطين ويجب الاعلان عنها خلال سنة واحدة..، ولكن مضت السنة ولم نر اي شيء. واخيرا جاء الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما الذي اعلن عن حل ازمة الشرق الاوسط وتحديدا المشكلة الاسرائيلية الفلسطينية وذلك بقيام دولتين احداهما لليهود والثانية للفلسطينيين على ان يعلن عنها خلال سنتين فقط..،، وسوف تجري الايام سواء كانت سريعة ام بطيئة ولكن سوف تمضي مدة سنتين ولن يعلن عن قيام دولتين بكل تأكيد ، فان الوعود نفسها تتكرر باشخاص مختلفين.. ونحن لا نقول هذا رجما بالغيب ولكن الله جلت قدرته قال: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم" ، فامريكا اول دولة اعترفت باسرائيل وان الرئيس الامريكي ترومان قال قولته المشهورة (وجدت اسرائيل لتبقى). ويخطىء من يعلق آمالا على امريكا اذا كان الامر ضد اسرائيل.. او يخدش شعورها.. فكلنا يعرف ان الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي صراع لا مثيل له في التاريخ فاليهود يهاجرون الي ارض مرتبطة في اذهانهم بوعد الهي فان اسرائيل هبة من الله لهم بحسب زعمهم مما جعل الافكار الصهيونية راسخة في الوجدان اليهودي فان الدفاع عن ارض اسرائيل هو واجب ديني يؤثم من يتخلف عنه. بينما ينظر الفلسطينيون الي اسرائيل باعتبارها استثمارات غربية فقط فقد كانت بريطانيا تدعمها عندما كانت عظمى فلماذا افل نجمها سارعت اسرائيل الي امريكا تخطب ودها ملتمسة زواجا جديدا ما دام المال والسلاح والحماية متوفرين عندها.. فاصبحت احدى الولايات الخمسين في امريكا.

لذلك نجد انه لا داعي للخلاف على قيام دولة واحدة للفلسطينيين واليهود او قيام دولتين احداهما يهودية والثانية فلسطينية.. ما دام الراعي هو الولايات المتحدة ولا نعتقد بل نجزم بعدم قيام دولة للفلسطينيين ما دمنا نرى اقتتال الرعاة الفلسطينيين امام عدسات العالم وعيونه.. فلا داعي للكلام عن اقتسام فراء الذئب قبل اصطياده..،،

٠ مشاهدة٠ تعليق

Kommentare


bottom of page