
زوارق الموت من غزة إلى أوروبا
الكرة الارضية مستديرة وانها تدور..نتذكر هذه الحقيقة العلمية ونحن نرى ما يجري على الساحة الفلسطينية التي تهمنا.. وعلى شواطئ (غزة هاشم) تحديدا .فقد خرجت (غزة هاشم) من عدوان اسرائيلي هو الاطول من نوعه في حروب اسرائيل مع العالم العربي. وقدمت(غزة هاشم) تضحيات لا ينكرها احد.. ضد العدوان الذي لم يستطع ان يعمل الا استخدام الطائرات لهدم البيوت وتدمير المدارس والمستشفيات والمساجد وحتى الكنائس فهي بيوت عبادة للمسلمين والمسيحيين.. ولكنها بالنسبة لاسرائيل لا تعني شيئا بل يجب التخلص منها بحسب عقيدتهم . الذي يهمنا الكارثة الجديدة التي طالعتنا بها اجهزة الاعلام على اختلاف انواعها وهي (زوارق الموت)التي حملت ابناء (غزة هاشم) متجهة بهم الي اوروبا وفي الطريق تم اغراق الزورق ..عمدا ..وتوفي العشرات بل المئات منهم غرقوا في اعماق البحر الابيض المتوسط. والسؤال الذي يطرح نفسه . هل يهاجر ابناء(غزة هاشم) من فلسطين الى اوروبا ..؟ونتساءل ما هي الاسباب التي دفعت الي ذلك..؟العالم كله رأى المواطنين عندما قصفت الطائرات الاسرائيلية منازلهم.. احضروا خياما ونصبوها فوق ركام المنازل المدمرة وقالوا بصوت مرتفع، سوف نعيش هنا ونموت هنا ولن نغادر وطننا . ماذا حدث حتى تدور الكرة الارضية ويدور ابناء (غزة هاشم) 360 درجة..؟ نقول والالم يملأ قلوبنا فلم نعد نعرف طريقا الى البكاء...بل الالم يمزقنا ونحن نرى المهاترات بين ذوي القربى..بعد 51 يوما من السحاب الاسود اوقف العدوان الاسرائيلي .وبالرغم من اوجاعنا على شهداء سقطوا.. وجرحى ما زالوا في المستشفيات.. وبيوت تدمرت..ومصانع احرقت..الخ. الا اننا شعرنا ببريق امل نحو التحرير والخلاص من كابوس الاحتلال البغيض. عندما وجدنا وفدا فلسطينا موحدا.. يمثل كل الاتجاهات في مفاوضة اسرائيل في القاهرة..كان مجرد بارقة امل لنا. يبدو اننا حرمنا من مجرد الامل.. حتى الحلم ممنوع علينا.. الذي حرمنا الامل هم من يتولون زعامة هذا الشعب..بصراحة من القلب الى القلب .. دعونا نكتب ما في صدورنا رحمة بنا خشية الا ننفجر .ولا يعلم احد ماذا سوف يحدث. من المفهوم ان (حماس) اقوى منظمات المقاومة التي اشتركت في القتال ضد اسرائيل (ولكنها ليست العنصر الوحيد)التي رفعت رؤوس الجميع ودون استثناء. الا ان اهداف الانتصار على اسرائيل -وهو بجميع المقاييس انتصار-.. لم تترجم على ارض الواقع.. فاسرائيل لم ترفع الحصار عن (غزة هاشم) والمعابر الاسرائيلية لم تفتح على غزة.. ومعبر رفح.. بين مصر وفلسطين لم يفتح.. وهناك شرط من السلطات المصريه بان معبر رفح لن يتم فتحه الا اذا جاءت قوات السلطة الفلسطينية وامسكت بزمام الامر على المعبر .. وهم رجال( ابو مازن) ولم تمانع (حماس) فقد تركت الحكم وتنازلت عنه الى حكومة الاتفاق الوطني.. برئاسة السيد رامي العبدالله. (حرب الاشاعات) حماس من الاخوان المسلمين.. وهي حركة ارهابية. ان السيد (خالد مشعل) محسوب على قطر لانه مقيم في الدوحة. السيد (موسى ابو مرزوق) محسوب على القاهرة .وتمهيدا لحل هذه العقد يجب ان يستقيل خالد مشعل من رئاسة المجلس السياسي لحركة حماس.. ويحل محله الاخ موسى ابو مرزوق.. وان ياتي حرس الرئيس (ابو مازن) الي معبر(رفح). حتى يستطيع اهل (غزة هاشم) ان يشموا الهواء النقى المحرومون منه الان .العجيب ان من يحاول وضع انتصار (غزة هاشم) على الرف.. ويحاول الغاء جميع تضحياتها.. سواء في الصواريخ اوبناء الانفاق او الشهداء والجرحى.. ثم تدمير نصف (غزة هاشم) نقولها للمرة الالف انها السلطة الوطنية.. فلقد ذهلنا عندما ذهب الرئيس الفلسطيني الى الجامعة العربية.. لحضور مؤتمر وزراء الخارجية العرب .فاذا به يشن هجوما قاسيا جدا على (حماس)ويحملها مسؤولية تدمير نصف غزة وليس «اسرائيل» ... ونسينا ان اسرائيل هي العدو الاول والوحيد لنا .مما اضطر رئيس جامعة الدول العربية ان يطلب من الصحفيين مغادرة القاعة.. وجعل الجلسة سرية .ونتوقف عجبا عندما نسمع الرئيس محمود عباس يرفض اعادة اعمار (غزة هاشم) ويقول اعمار غزة مقابل نزع سلاح حماس ..يا الله اسرائيل لم تستطع نزع سلاح حماس خلال 51 يوما من العدوان البربري.. والان محمود عباس يريد نزع سلاح حماس..وهو الضمان الوحيد للدفاع عن (غزة هاشم) بل وعن تحرير فلسطين باذن الله .نحن نفهم ان السلطة ليس بيدها سلطة.. وان اسرائيل تدخل الي اي مكان في الضفة.. والاستيطان يتوسع كل يوم وهذه الاخبار ليست سرا يذاع، بل يعرفها الجميع .هذا يشكل الاحباط عند بعض الشباب من اهل (غزة هاشم) فيقعوا صيدا سهلا لعصابات التهريب..فزوارق الموت جاهزة لنقلهم الي الحياة الرغدة في اوروبا بعيدا عن المهاترات الفلسطينية.. والمنازعات الحزبية الضيقة.. خاصة وان عصابات التهريب تجنى من وراء ذلك اموالا طائلة.. فالمسافر يدفع 5000 خمسة الاف دولار وهم بعض الشباب المحبطين. حمى الله غزة هاشم وحمى فلسطين وابعد الله عنهم الفتنة وان تكون بوصلتهم نحو عدو واحد فقط هو اسرائيل والاحتلال فقط.. يا رب
Comentarios