من سخريات القدر ان تجد الامة العربية، بعض الرؤساء الذين لا يحكمون، ولكن زوجاتهم هم اللواتي حكمن البلاد والعباد بيد من حديد بدلا من ايديهن الناعمة، وهذا ليس كلام شاعر ذي خيال خصب بل هو حقيقة وان كانت مؤلمة، ونحن لا نتكلم عن شجرة الدر ولا عن زنوبيا، فهذا في الماضي السحيق ولكن في وقتنا الحاضر، فامتنا العربية اصابها الارهاق، والملل فجنحت الي التغيير حيث قامت احدى السيدات، في نيويورك، بدور الامام، فأمت المصليات والمصلين، ووصل حب التغيير الي الرؤساء وزوجاتهم، ونحن لا نعمم بل نقول البعض منهم، ولن نتكلم عن الماجدة وسيلة، حرم الرئيس المرحوم الحبيب بورقيبة، فانها لبست القفاز الحديدي، وحكمت تونس. ولن نتكلم عن السيدة جيهان السادات، فهي المرأة الحديدية بكل ما في هذه الكلمة من معنى، احتراما منا لقدسية الموت، فازواجهن في الدار الاخرة، الان ونحترم هذا، لذلك سوف نتكلم عن الاحياء، وهن والحمد لله كثيرات.
اولا: نبدأ بالسيدة ليلي الطرابلسي، زوجة الرئيس زين العابدين بن علي، الرئيس السابق لتونس: ليلى الطرابلسي من مواليد 1957 ولدت من عائلة متواضعة جدا، فكان والدها بائعا للخضار والفواكه في تونس، تلقت تعليما متوسطا واشتغلت (كوافيرة) ثم تعرفت على رجل اعمال، وكانت حسناء وايضا لعوبا، فتزوجت الرجل وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وعلمها التجارة فاشتغلت بها بين ايطاليا وتونس، الي ان ارتكبت مخالفة تجارية وسحب منها جواز سفرها، فذهبت لاسترجاعه وهناك تعرفت على مدير الامن العام، الجنرال زين العابدين بن علي، وتكلمت لغة العيون فتزوجته ثم اصبحت السيدة الاولى لتونس، ومن هنا بدأ التاريخ عند ليلى الطرابلسي فالرئيس مشغول بحبها، وهي اخذت المهمة، وكانت صلاحياتها تزداد يوما بعد يوم، واصبحت اقوى من رئيس الوزراء، فكانت تجتمع مع الوزراء بل هي التي تعين، وتعين السفراء حتى اصبحت الرئيسة الفعلية لتونس، وصدر كتاب (حاكمة قرطاج) يتكلم عنها الا انها منعته من دخول تونس، ولم تكتف بانها الرئيسة الفعلية، فبدأت تشتغل في نهب ما تستطيع، فامتلكت شركة الهاتف الخلوي، ثم احكمت سيطرتها على التعليم الخاص، وزرعت اقاربها في الاماكن الحساسة فكانت الدولة مزرعة لها، بحسب ما ورد في كتاب (حاكمة قرطاج) واصبح الفساد العملة الرائجة في تونس، وزادت الفضائح لدرجة ان موقع (ويكيليكس) نشر برقية للسفير الامريكي، في تونس موجهة الي وزارة الخارجية الامريكية،قال فيها ان (ليلى الطرابلسي وعائلتها تثير الغضب بين التونسيين) وفعلا زاد الفساد في تونس لدرجة لا تحتمل مما جعل الشعب التونسي يثور فنشبت ثورة 14 يناير 2011 المباركة في تونس، وردد الشعب التونسي بيت الشعر لشاعر تونس الكبير ابوالقاسم الشابي وهو:
اذا الشعب يوما اراد الحياة
فلا بد ان يستجيب القدر
وبدأ حكم ليلى الطرابلسي يترنح فهربت، من تونس وقالت (صحيفة لوموند الفرنسية) ان ليلى غادرت تونس الي دبي ومعها (واحد ونصف طن) من الذهب، اخذتهم من البنك المركزي التونسي واستندت لوموند الي المخابرات الفرنسية، وقيمة هذا الذهب اكثر من خمسين مليون يورو. ثم لحقت بزوجها الذي هرب الى (جده) وهي تعيش الان هناك الا ان القضاء التونسي، حكم عليها غيابيا بالسجن خمسة وثلاثين سنة مع غرامة خمسين مليون يورو. وهكذا ذابت المراة الحديدية، التي حكمت تونس 22 عاما وكان زوجها رئيسا من ورق.
ثانيا: سوزان مبارك وهي سوزان صالح ثابت زوجة الرئيس المخلوع حسني مبارك رئيس مصر ولدت من عائلة فقيرة جدا، فكانت والدتها ممرضة وخالها سائق لوري، وبعد زواجها من حسني مبارك اصبحت من حاشية جيهان السادات، ثم اصبحت سيدة مصر الاولى كانت شخصيتها قوية وتعمل عمليات التجميل، وتلبس عدسات لاصقة زرقاء، الا ان هذا المظهر الخارجي الانيق كان في داخله شيطان رجيم بل مصاص للدماء، جعلت زوجها يحكم بالاسم وفي الحقيقة جعلته قرطاس ورق في البيت، كانت تعين من تشاء، وجميع المحيطين، بها يعرف ذلك، ففتحي سرور مثلا رئيس مجلس الشعب، قال لها وهو يطلب رضاها (شايفة يا هانم دنا شاطر وبسقف للريس قوي لدرجة ايدي ورمت) كانت ملكة للفساد في مصر، فكانت عندما تسافر تامر السفير المصري في باريس او روما او لندن يشتري لسيادتها مائتي جوز جزم، واستلمت مكتبة الاسكندرية فان دخل المكتبة يحول الى سوزان مع جميع التبرعات التي تصل الي المكتبة، ثم اشترت قصر العروبه في القاهرة وهو لا يقدر بثمن، اشترته من زوجها الذي كانت تطلق عليه لقب البقرة الضاحكة، بمبلغ اربعة ملايين جنيه فقط، واتضح ان لها قصرا في جنيف في سويسرا، ولها فيلل في شرم الشيخ، كانت تريد توريث الحكم الى نجلها جمال مبارك، الا ان ثورة 15 يناير جعلت مبارك يتنحى عن الحكم بعد فشله في القضاء على الثورة المباركة، بعد ان قتل ثمانمائة شهيد من شباب مصر وكانت هي السبب خلفه، فهي تريد شهوة الحكم وسلطانه، الى ابنها وعائلتها وكأن مصر اصبحت مزرعة لها، الا ان حساباتها خابت فقالت صحيفة (الديار اللبنانية) ان سوزان مبارك تهدد بنشر اربعين شريطا لمسؤولين مصريين وعرب، كان صفوت الشريف قد جمعهم اذا حوكم الرئيس المخلوع، الا ان الجيش المصري لم يبال، وكانت مجرد اشاعة، الا ان امبراطورية سوزان قد ذابت، بعد ان رأينا مبارك ونجليه جمال وعلاء في القفص الحديدي في محكمة الجنايات، وتخلت سوزان عن كل ما جمعته من اموال، الى الشعب المصري فان دولة الباطل ساعة، ودولة الحق الى قيام الساعة. - See more at: http://www.addustour.com/16222/%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA+%D9%85%D9%86+%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF+%D9%88%D8%B1%D8%A4%D8%B3%D8%A7%D8%A1+%D9%85%D9%86+%D9%88%D8%B1%D9%82.html#sthash.aMHqH9Xi.dpuf
Comentários