سوريا العربية ..أو سوريا الايرانية...؟

الحديث عن سوريا فيه متعة ممزوجة بالالم..سوريا بزهورها ونهر (بردى) يتهادى في دمشق عاصمة الامويين ..وامجاد العروبة والاسلام ..وعلى ضفافه  الورد والياسمين ..بجانب الرجولة الحقيقية .سوريا بحق مهد الرجال من الشهيد(يوسف العظمه )..بطل معركة ميسلون الى (سلطان باشا الاطرش)زعيم جبل العرب..الى الرئيس (شكري القوتلي)الذي قاوم الاتراك وحكم عليه بالاعدام ولكن ارادة الله انجته من الاعدام ليتسلم رئاسة سوريا ثم يسلمها الى الرئيس الخالد( جمال عبد الناصر) بعد اجراء الوحدة بين مصر وسوريا .الى الرئيس (هاشم الاتاسي.).ذو الماضي المجيد والقائمة الذهبية اللامعة لرجال سوريا الاحرارتطول .سوريا قلب العروبة النابض لمن يؤمن بالقومية العربية ويتكلم العربية  .تحدت مؤامرات انجلترا وفرنسا على سوريا في اتفاقية (سايكس بيكو)حيث قام الوزيران وزير خارجية بريطانيا ووزير خارجية فرنسا..باقتسام املاك الامبراطورية العثمانية اي الرجل المريض.. كما كانوا يسمونها حيث قطعوا اوصال سوريا ونقصد سوريا الكبرى ....حيث سلبوا من سوريا (لبنان.. وفلسطين ..والاردن ..) ولكن بقيت سوريا شامخة لم ترضخ لاستعمار ولم تذل من جبار.. فحاربت الفرنسيين الى ان اجبرتهم على الرحيل . فسوريا تعشق الحرية مهما كلف من دماء ابنائها..لم تذل سوريا وعاشت بكبرياء فقد دخل الجنرال (جورو) قائد القوات الفرنسية الى سوريا ودخل الى قبر الشهيد البطل (صلاح الدين) الايوبي وقال مخاطبا صلاح الدين :- (ها قد عدنا يا صلاح الدين اي ان الحروب الصليبية لم تنته ) واشعلت  كلمات جورو فتيل الثورة السورية التي لم تنطفىء الا بعد ان حمل الاستعمار الفرنسي عصاه ورحل عن سوريا .الى ان  جاء حافظ الاسد ..وخلفه ابنه بشار الاسد وعمل حافظ الانقلاب واستولى على حكم سوريا..فان عائلة الاسد ليست عائلة ملكية ولا اقطاعية وليس لهم جذور في سوريا وليس لهم اعداد كبيرة بل هم اقلية في سوريا ..استولوا على الحكم (بانقلاب عسكري) كما هو معلوم للجميع . وثار الشعب السوري عليه لانه (علوي) فاضطر الى اللجوء الى الامام موسى الصدر مفتي لبنان الشيعي .. فقد اصدر فتوى بان العلويين هم من الشيعة اي من المسلمين الشيعة..مقابل اطلاق يد المسلمين الشيعة.. في سوريا فقاموا ببناء المراقد حول الائمة والمؤمنات مثل (قبر السيدة زينب )رضي الله عنها.والعالم يعرف ان حافظ الاسد حكم البلاد بيد من حديد ولم يتوان عن ضرب ثورة (حمص)بالطائرات فقتل اكثر من 30000 ثلاثين  الف سوري.هم شهداء عند ربهم يرزقون. كانت فتوى الامام موسى الصدر بان العلويين شيعة.. وكان هذا ايذانا بتحول جذري نحو (ايران) ..بدانا في عهد حافظ الاسد وابنه بشار نرى سوريا العربية العظيمة تختفي شيئا فشيئا ..ونصبح امام سوريا الايرانية .فقد بدأ الهلال الشيعي يمتد من طهران مرورا ببغداد الى دمشق وحتى وصل الى بيروت .تشكل حلف ما سمي (بالممانعة ) اي ضد امريكا واسرائيل ..ومنعهم من الاستيلاء على العالم العربي بحجة ان هناك مخططا امريكا ..يرمي الى تقسيم العالم العربي لصالح اسرائيل .و انهالت المساعدات (الايرانية) على سوريا مساعدات عسكرية ومساعدات اقتصادية ومساعدات سياسية حتى اصبحنا نتساءل ماذا حدث لسوريا ..؟فقال الرئيس الرئيس الايراني السابق احمدي نجاد انه انفق على سوريا 5 خمسة مليارات من الدولارات فما ان انطلقت شرارة (الثورة) السورية حتى قام بشار الاسد.. بضرب الشعب السوري بكل قوة ولم يتوان عن استخدام الاسلحة الكيمائية ..المحرمة دوليا .وتحولت شوارع سوريا الى انهار من الدماء.. ورأينا المدن السورية وهي تصبح خرائب.. بل مدن اشباح تفاءل الشعب بحاكم سوريا الجديد بشار بعد وفاة والده ..لانه طبيب درس في انجلترا وتزوج انجليزية.. كانت تشتغل سكرتيرة في بنك (ايلنج) في لندن.  وبدأ بشار الاسد يتخلى عن الحكم رويدا رويدا حتى انتقل حكم سوريا الى الولي الفقيه في طهران .. علنا وليس سرا ..من اجل الحفاظ على كرسي الحكم .. قتل اكثر من مائة الف.. سوري وتشريد اكثر من 6 ملايين لاجيء سوري..وتدمير ممنهج  للمدن السورية يقصفها بالبراميل المتفجرة فتهدم البناء على رؤوس من يسكنها دون رحمة .ثم راينا كيف تحولت سوريا العربية الى سورية الايرانية فهذا الجنرال قاسم مسلماني قائد قوات القدس الايرانية يقود القوات الايرانية في سوريا واخيرا راينا كتائب المعارضة السورية وتحديدا كتائب احرار الشام تتفاوض مع وفد ايراني من اجل الهدنة  في (الزبداني) بدلا من المسؤولين السوريين وقد جرت المفاوضات من اجل الهدنة في تركيا الا ان المفاوضات فشلت بسبب طلب ايراني غريب وهو تهجير جميع السكان المدنيين في الزبداني والقرى المحيطة بها تمهيدا لاحضار ايرانيين بدلا منهم اي تغيير ديموغرافي في الارض السورية.. واخيرا سمعنا ان السيد محمد جواد ظريف وزير خارجية ايران سافر الى موسكو للقاء سرجي لافروف لبحث الازمة السورية ..بدلا من وزير الخارجية السوري او من الرئيس السوري .هرب المواطنون من القصف الى بلاد امنة تأويهم مثل المملكة الاردنية الهاشمية وتركيا والعراق .بعد ان شاهدوا  المناظر المؤلمة ان تستعين سوريا بحزب الله اللبناني..وهو كما نعرف انه حزب شيعي طائفي..مجرد ميليشا تدافع عن سوريا وفي الوقع ارتكبت مجازر يعز علينا ان نذكرها فسوريا في القلب .ولكن سمعنا وراينا على الفضائيات ..ميليشيات ايرانية وعراقية ..وان الجنرال(مسلماني) قائد لواء القدس هو الذي يقود القوات في سوريا ...وتعللت الحكومة السورية بحجة مكشوفة للعالم كله وهو وجود مؤامرة دولية ضد سوريا ..لذلك فهي تستعين بالاشقاء من المسلمين الشيعه فقط ..؟ترى لماذا لم يطلب الاسد مساعدة عسكرية من باقي الدول العربية السنية ..؟ اصبح واضحا ان ايران هي التي تسيطر على سوريا .وبدا الاسد منهكا محصورا في 25% من سوريا وبدأ حكمه يتهاوى بالرغم من الوجود الايراني الكثيف .وبعد توقيع ايران الاتفاق النووي مع الدول الغربية بدأت تتصرف باعتبارها دولة محورية في الشرق الاوسط  فقدمت مبادرة قابلة للدراسة وهي تدعو جميع القوى الموجودة في سوريا بمن فيهم القوات الايرانية.. او التابعة لها الى مغادرة سوريا وترك البلاد للشعب السوري يقرر مصيره..؟ الكلام  الدبلوماسي جميل ولكن سوريا العربية ..تم تدميرها  واستولت عليها ايران ..فهل تعود سورية  الى احضان الامة العربية ..؟هل تعود سوريا عربية بعيدة عن كلام (لارجاني)(وروحاني ) وغيرهم من زعماء ايران..؟نرجو الله ان تكون كبوة فقط تستطيع سوريا نفض الغبار عن اجنحتها ويتركها الايرانيون كما تركها من قبلهم الفرنسيون ..وتقف على قدميها سوريا العربية باذن الله.