بين هدير الرعد ومع ومضات بريق السحاب التي تنذر بهبوب العاصفه.. كان الشعب السوري بمعطم فئاته يستعد لاعلان ثورة على الظلم فلم يعد يتحمل المزيد ..ونظر الشعب حوله فلم يجد شيئا يخسره.. بعد ان جثم الحاكم اكثر من اربعين سنه على صدره وانتشر الفساد في البلاد فاصبح يرى فئة الغت رقم المليون من ارصدتها وتعاملت برقم المليار.. بينما باقي الشعب يكاد يطمع في مسكن ياويه مجازا وهو يلهث خلف لقمة خبز له ولابنائه. فتحولت بساتين الشام الي مزارع لقلة من اقارب الرئيس واتباعه والمحسوبين عليه بينما الجولان تئن من قيد الاحتلال الاسرائيلي ولكن تجد من لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم بل لا يقذف تفاحة على العدو الاسرائيلي.. وانطلقت ثورة الشعب السوري تطالب بالاصلاح والاصلاح فقط ..! ولكن لم يسمع الهدير احد وغاصوا بعيدا عن الواقع في قصة المؤامره.. وناموا على وسادة من العسل.. بينما نيران الثورة تشتعل وتلتهم كل من يقف امامها ..الوساده جميله ينام عليها الغني والفقير.. والضعيف والامير.. ولكن المهم من ينام عليها وهو مرتاح الضمير..! ولكل بداية نهاية.. فيبدو ان سوريا قد وصلت الي الطلقات الاخيره.ولكن الضباب يغلف الاجواء نتيجة لانعدام الشفافيه من النظام ومن تعدد جبهات المعارضه الا اننا اذا جمعنا الفسبفساء السوريه المتناثره لتكوين لوحة عن المشهد شبه النهائي فاننا نرى الاصدقاء الروس يرسلون بوارجهم الي الشواطيء السوريه وهي تحمل السلاح او الدواء اوبقصد اجلاء الرعايا الروس من سوريا.. وربما تحمل اشارات اخرى الي اركان النظام.. فان شمعة النظام احترقت وبدأت في الذوبان فهل يدري ساكن قصر الرئاسة ..؟ ربما يخلي الروس المكان الي لاعب جديد قد يكون الامريكان ..!!والحليف الايراني بدأ يتململ فسحب اخر جنوده من ميدان القتال في سوريا خاصة بعد انتقاد الرئيس الايراني احمدي نجاد لانه انفق 5 مليارات دولار على الحليف السوري علما بان ايران في امس الحاجه الي الدولارات الان.. فهي تواجه حصارا خانقا فرضته امريكا اضافة الي تهديدات بهلوانية مستمرة من اسرائيل.. التي تهدد بقصف المفاعلات النوويه الايرانيه وهي ليست دعايه انتخابيه.. فيجب اخذها على محمل الجد فاسرائيل شيمتها الغدر .ومن جهة ثانية نجد حوارا ساخنا يجري علانية.. بين الحليف اللبناني وهو حزب الله وحسن نصر الله.. وبين نائب الرئيس السوري( فاروق الشرع) ويبدو ان السهام الكلاميه اصبحت طائشه.. فكان المعركة اقتربت من قصر الرئاسه في دمشق.. فقد ذكرالسيد نصر الله في خطابه امس ان المؤامرة على سوريا صحيحه ومسلحة منذ اليوم الاول لانطلاقها.. والثوار مرتزقه.. وهي مؤامره خارجيه ..! والمضحك المبكي ان السيد( نصر الله) وجه حديثه الي رجال القاعدة قائلا ان الامريكيين والاوربين والعرب.. فتحوا للقاعدة فخا في سوريا.. حتى ياتي رجالكم الي سوريا لتقتلوا بعضكم بعضا..؟اي ان سوريا هي مقبرة للقاعدة .ثم رد نائب الرئيس السوري( فاروق الشرع) على الحليف اللبناني فقد صرح الي(صحيفة الاخبار) قائلا :- النظام كان يتوسل في بداية الثورة ان يرى مسلحا واحدا فوق اسطح البنايات وفي الشوارع ولم يجد.. والان اصبح النظام يشكو الي مجلس الامن من كثرة الجماعات المسلحة .وهذا يقودنا الي سؤال خطير وهو من اوصل الوضع الي هذه الحافه..؟انها حافة الهاويه فمن المسؤول..؟يجيب الشرع قائلا:- لم يجر النظام تحقيقا سليما ولم ينشرنتيجته علانية على الشعب مما افقد النظام مصداقيته في الداخل وفي الخارج.. فقد بدات الاصابع التي كانت تتحرك من خلف الستار اصبحت تجاهر علنا فهذا الرئيس الامريكي( باراك اوباما) يعترف بالمعارضه السوريه وبما اسموه (التحالف الوطني السوري) وليس من المستبعد ابدا بحسب تقارير المخابرات ان تتدخل امريكا بحذر في الوضع السوري..فقد انفتحت شهيتها على الكعكة السوريه ..بعد اقتتال السوريين فهم عبدوا الطريق بدمائهم وجثثهم ويرجح الخبراء ان تفرض الولايات المتحده منطقة حظر جوي فوق شمال سوريا بجوار تركيا..ثم (بان كي مون) الامين العام للامم المتحده يضيق ذرعا بالقتل اليومي فنحن امام تدمير ممنهج لسوريا..لذلك فهو يدعو مجلس الامن لكي يتوحد من اجل ممارسة ضغط متواصل على سوريا لتطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة لاحلال السلام. ومن جهة ثالثة نجد( السويداء) وهي المحافظه السوريه ذات الاغلبيه الدرزية تنضم الي الثورة وتطالب باسقاط النظام.. ربما كانت اليقظة متاخرة ولكن يبدو ان صورة النظام اصبحت جسدا بدون روح. ومن بين الانقاض يطلع علينا (العقيد عبد الجبار العقيدي) وهو المتحدث الرسمي باسم الجيش السوري الحر..موجها كلامه الي الرئيس السوري قائلا:- (الحساب امامك تستطيع ان تاخد ما تشاء وتقتل من تشاء ولكن سوف تدفع ثمن كل شيء اخذته وتمن كل شهيد قتلته ..!) واخيرا دخلنا عنق الزجاجه.. واوشكت الستارة ان تغلق على ابطال النظام.. وهم يحاولون اسماع صراخ الفلسطينيين الي العالم في محاولة يائسه لانقاذ النظام ..؟فما معنى ضرب معسكر اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالطائرات المقاتله ..علما بان الفلسطينيين منذ البدايه اعلنوا موقفهم الثابت وهو عدم التدخل في الشؤون الداخليه لسوريا الشقيقه الا ان النظام يعتقد ان الفلسطينيين اخر اوراقه التي يلعبها ..فهم في سوريا العروبه منذ سنة1948 ولكن انتهى وهج الشعارات البراقه واصبحت ظلاما حالكا امام الواقع فان اصحاب الشعارات البراقه مثل امة عربيه واحدة ذات رساله خالدة وما شابهها هذه كلها افرغت من معناها.. واتضح ان طلقات اصحابها ليست سوى كلمات من وراء الميكروفون ..وطبعا لا احد يحسد النظام السوري على هذا الموقف الجنوني لقد اصبح قاب قوسين او ادنى من النهاية .. هل قدر اللاجئيين الفلسطينيين ان يعيشوا طوال حياتهم في هجرة مستمرة ابديه ينتقلوا من خيمة الي بيت صفيح ثم الي اين..؟وكانهم يطبقوا مقولة (شمعون بيريز) عن المفاوضات الفلسطينيه الاسرائليه فقال:- انها مثل الركض على الحواجز فمن يتوقف عن القفز يخسر السباق..اي ان المفاوضات مدى الحياة ..فهل هجرة الفلسطينيين ابديه ..؟ ولكن يقينا فقد اصبحت سوريا مع الطلقات الاخيره.... لك الله يا سوريا الحبيبه ..!!
top of page
bottom of page
Yorumlar