شد الاصابع الملتهبه.. بين الولايات المتحدة وايران.. في الخليج؟
يشتد تلاطم امواج الخليج وترتفع كانها جبال هملايا.. فوق سطح الماء في الخليج العربي.. وتزداد حدتها وكانها تريد اغراق من يسبح فوقها.. من القطع البحرية العملاقة.. التي تحمل الموت والدمار في قذائفها.. وهي الاساطيل التي تهدد بالحرب سواء الامريكة او الايرانة.. والعالم ينظر وقد بلغت القلوب الحناجرمن الرعب. فمنذ اعلن الرئيس (دونالد ترمب) انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الايراني النووي.. بدأت الغيوم السوداء تظهر في سماء الخليج ففرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية متتاليه على ايران.. اهمها عدم بيعها النفط الي اي دولة من دول العالم، ثم ارسلت الولايات المتحده قطع الاسطول الخامس.. الي الخليج العربي من حاملات طائرات ومدمرات وقاذفات صواريخ.. الخ، في محاولة لاستعراض القوة لتهديد ايران. طلبت الولايات المتحدة من (ايران) ثلاثة مطالب رئيسية هي:- 1- تراجع ايران عن احلامها بانتاج القنابل الذرية. 2- عدم تزويد ما اطلق عليه اذرع ايران بالصواريخ الباليستية 3- انسحاب ايران من الدول العربية والعودة الي حدودها الطبيعية . اضافة الي باقي الطلبات الاثنى عشر التي تقل اهنية. واتهمتها بانها الدولة الاولى في العالم التي تشجع الارهاب . وكان من الطبيعي ان ترد ايران على هذه الحرب الاقتصادية التي اعتبرتها مقدمة لحرب عسكرية فدخلنا في الحرب الكلامية..بين الدولتين فتارة تهدد ايران باغراق الاسطول البحري الامريكي.. وتضرب القواعد الامريكية في الخليج . ثم تنتقل المبادرة الي الولايات المتحدة التي يهدد الرئيس الامريكي بضرب ايران عسكريا .. وتصل الحرب الكلامية ذروتها عندما يهدد الرئيس الامريكي بالرد اذا اعتدت ايران على المصالح الامريكية او القوات الامريكية لدرجة ابادة ايران. ونبقى على هذه الحال وكاننا في (لعبة شد الاصابع ) المعروفة فتنتظر الدولتان من يصرخ اولا..؟ اي من يستسلم لشروط الاخر اولا ..؟. ولا ندري سببا حقيقيا لاستمرار هذ الازمة ….؟ خاصة وانها وصلت الي طريق مسدود. فقد تاكدت الولايات المتحدة من (صلابة ايران) واستعدادها للدفاع عن نفسها .. وان الحرب اذا وقعت فان ايران اعتمدت اسلوب شمشون اي ( تهديم المعبد على وعلى اعدائي يا رب) فان ايران تدرك ان الولايات المتحدة هي اقوى قوة على الكرة الارضية .. وانها بدون اخلاق. فكلنا يتذكر كيف ضربت اليابان وتحديدا (هيروشيما ونجازاكي) بالقنابل الذرية.. في الحرب العالمية الثانية. الا ان ايران.. لديها ترسانة ضخمة من (الصواريخ الباليستية) وهي قادرة على تدمير الاسطول الامريكي..بل وضرب جميع قواعده الموجودة في الخليج العربي .مما يلحق اذى كبيرا في صفوف الامريكيين .. وهذا يعني استحالة الحرب.. مادام الدرع موجودا، فهذا هو تساوى الرعب! لهذا السبب انتقلت المبادرة الي الولايات المتحدة فقد صرح الرئيس ترمب مرارا بان الولايات المتحدة لا تسعى الي حرب مع ايران .. وكرر ذلك وزير الخارجية الامريكية السيد ( بومبيو) ثم كرر ذلك نائب الرئيس (السيد بينيس)..بان الولايات المتحدة لا تريد الحرب مع ايران . واخيرا سار على نفس المنوال السيد (بولتون ) مستشار الامن القومي الامريكي وهو من اشد الصقور في الولايات المتحدة .. وكان من الطبيعي ان نسمع الرد من الطرف الثاني.. فقد صرح سماحة المرشد الاعلى السيد خامئني.. بان ايران لا تريد الحرب مع الولايات المتحده ..وكرر ذلك السيد (روحاني ) رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية بان ايران لا تريد الحرب مع الولايات المتحدة.. ولكنها سوف تدافع عن نفسها اذا اعتدى عليها. اذا لماذا نرى هذا التوتر في منطقة الخليج..؟ مادام الطرفان لا يرغبان في الحرب؟.. كما قال اعلى راسين فيهما الرئيس ترمب وسماحة المرشد الاعلى السيد خامئني ..؟ الا ان الولايات المتحده لها رغبات او مصالح.. تريد تحقيقها فاذا ساعدتها ايران ..على ذلك فسوف ترجع الامور بردا وسلاما. فهي تريد تحقيق ثلاثة اهداف: 1– نفط الخليج العربي لها ولباقي دول العالم 2- حماية صنيعتها اسرائيل والمحافظة عليها ضد اي عدوان 3- حلب دول الخليج العربية الغنية.. وتحديدا الدول النفطية. اما باقي الشروط التي وضعها وزير الخارجيه وطلب من ايران تنفيذها حتى يعم السلام .. فهي تاتي في مرتبة ثانية.. في الاهمية ويمكن التغاضي عنها ويمكن الاتفاق عليها. وبالنسيلة الي ايران فالنفط لا تعترض ايران عليه. اما حماية اسرائيل.. فان ايران تؤيد حقوق الشعب الفلسطيني باعتباره من المظلومين الذين تؤيدهم ايران بحسب الدستور فاذا اتفقت اسرائيل مع الفلسسطينيين على حل عادل.. بينهما فلا مشكلة لدى ايران مع اسرائيل. يبقى الهدف الثالث وهو حلب الدول النفطية الغنية… فقد كان الرئيس العراقي (صدام حسين) رحمه الله البعبع الذي تخاف منه دويلات الخليج او دول الخليج النفطية فتسارع الي طلب الحماية من انجلترا قبل سنة 1960 ثم تطلب الحماية من الولايات المتحدة بعد سنة 1960 لان الولايات المتحدة حلت في الخليج محل انجلترا، والحماية الامريكية لها ثمن ..فلا توجد حماية مجانية في العرف الامريكي..؟ الولايات المتحدة بحاجة الي دولة قوية ترعب الدول العربية وبالتالي تطلب الحماية الامريكية.. وهذه لها ثمن.. فلا توجد حماية مجانية ..؟ وراينا كيف دفعت السعودية الي الرئيس ترمب مبلغ (470 مليار) دولارثم نرى الان الشيخ تميم امير قطر.. وهو يقول ان استثمارات قطر في الولايات المتحدة تبلغ 155 مليار دولار ويستطرد قائلا ان هذا يوفر نصف مليون وظيفة للامريكيين اصدقاء قطر.. ويوقع على اتفاقات جديده بمبلغ 85 مليار دولار مع امريكا. هنيئا للولايات المتحدة الامريكية نفط العرب ثمنه من يحمي العروش ..!! نسال الله العافية..!!
Comments