غزة تتنفس برئة هاشمية واحدة
خلق الله تعالى الانسان وله رئتان يتنفس بهما ولكن العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة جعل غزة تتنفس برئة واحدة بينما الرئة الثانية مغلقة.. لم تجد غزة الا الشقيق الحقيقي لفلسطين وهو المملكة الاردنية الهاشمية.. تتنفس منها فالشاحنات الاردنية تحمل الدواء وكافة المواد الي غزة هاشم وتحضر الجرحى الى المستشفيات الاردنية ..بينما معبر رفح وهو الرئة الثانية لغزة مع الشقيقة مصر مغلق ومكتوب عليه بقوة السلاح مغلق الى اشعار اخر.. وفي اللية السوداء يفتقد البدر .لم يشهد العالم بربرية ووحشية اكثر من المغول والتتار بقيادة هولاكو وجنكيزخان..الا ان المجازر الاسرائلية فاقتهم فهي اكثر رعبا وخسة ووحشية ونذالة .. فالذئاب الصهيونية المتعطشة للدماء تنقض بآلتها العسكرية ضد السكان المدنيين العزل .. بعد عجزها عن تحقيق اي انتصار عسكري ضد المقاومة .من المؤكد ان العدوان الاسرائيلي على غزة قلب كثيرا من الموازين.. فالحرب لم تعد نزهة ..امام شراسة صمود رجال المقاومة وهم يصرون على فك الحصار الذي ضربته اسرائيل على غزة منذ سنة 2005 برا وبحرا وجوا . فمن اسرار هذا العدوان ان الولايات المتحدة اعطت اسرائيل مدة اسبوع..لتنفيذ عملياتها بحسب طلب (نتنياهو) الذي اعلن ان هدف اسرائيل هو تدمير الصواريخ الفلسطينية الا انهم غاصوا في مستنقع غزة الذي يغلي فهو كالبركان يقذف الحمم..وفوجىء (نتنياهو) وعصابته بالمقاومة الشرسة التي لم يحلم بها في غزة وان الصواريخ الفلسطينية وضعت 90% (تسعين في المائة) من اسرائيل في الملاجىء وما اروع قصف مطار (بن جوريون) اوقفت شركات الطيران العالمية.. رحلاتها الى اسرائيل.. فكان حصارا جويا فلسطينيا لاسرائيل. اسرائيل استعملت الطيران الرخيص لتنفيذ العدوان اي الطائرات بدون طيار....ثم استعملت الدبابات والغوص في حرب برية .. على اطراف غزة.. وايضا فقد الجيش الاسرائيلي عشرات القتلى.. من الضباط والجنود ومئات الجرحي.. في كافة المستشفيات الاسرائيلية فلجأ الى الحرب القذرة ..اي ضرب المدنيين ولم يبالِ الجيش الاسرائيلي بهدم البيوت على رؤس ساكنيها من المدنيين العزل وامطرت السماء صواريخ من الطائرات بعد 5000 طلعة طيران ومن الدبابات اكثر من 30000 ثلاثين الف قذيفة محدثة زلزالا في (الشجاعية) ومجازر رهيبة راح ضحيتها اكثر من2000 الفي شهيد معظمهم من الاطفال والنساء اما الجرحى فقد بلغوا رقما فلكيا والعالم الغربي يتفرج بصمت ماعدا قلة ممن لهم ضمير حي.. ( فالاردن ) اثبت انه الشقيق التوأم للشعب الفلسطيني.. بحق فقد ارسل الشاحنات..واستقبل الجرحى في المستشفيات الاردنية اضافة الى المستشفى الاردني.. الموجود في غزة ..لعل هذا يمسح دمعة من عيون الجرحى او اهلهم. وسمعنا عن مساعدات من دولة الامارات وقليلا من السعودية. ونعتقد ان مشكلة نتنياهو انه ليس ابن المؤسسة العسكرية الاسرائيلية.. فهي التي تحكم اسرائيل منذ انشائها سنة 1948 ان ضباط الجيش عندما تنتهي مدة خدمتهم العسكرية ينزعون النجوم التي على اكتافهم.. وينضمون الى الحياة السياسية في اسرائيل..والعسكريون استطاعوا اتخاذ القرارات الصعبة ..فهم من الجيش اما نتنياهو فهو مدني ولا يستطيع اتخاذ قرارات الحرب.. بل يعتمد على وزير دفاعه في اتخاذ الخطوات المناسبة.. في عدوانه على غزة . فان مستقبل (نتنياهو) السياسي كله اصبح مرهونا بنتيجة العدوان الاسرائيلي على غزة . فقد ادخل الجيش الاسرائيلي الي مقبرة غزة..واثناء المعركة سمعنا نعيق البوم فهي فتوى من الحاخام (دوف لينور) تجيز قتل المدنيين في غزة بل وتدمير غزة بالكامل. فتوى عنصرية حقيرة. والاغرب من ذلك ما قاله البروفيسور (موردخاي كيدار) فقد دعا الى اغتصاب نساء..واخوات وبنات غزة.. حتى يتوقف رجال المقاومة..اخلاق كبار مثقفيهم المنحرفة رحم الله الخليفة ابو بكر الصديق وهو يوصي الجيش فقال:-( لا تقتلوا امرأة ولا صبيا ولا شيخا في صومعته ولا تقلعوا شجرة ولا تقتلوا بعيرا الا لمأكل).تلك اخلاق المسلمين مقارنة مع الاسرائيليين . ان ما يفعله الجيش يعتبر جرائم حرب بل انها جرائم ابادة ضد الانسانية بحسب ما اكدت السيدة (نافي بيلاوي) مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحده بعد صدور قرار من مجلس حقوق الانسان.. بتشكيل لجنة تحقيق دولية فهذا الحصار والعدوان هما عقاب جماعي ..ضد السكان ..وان عدم استعمال القوة المفرطة.. بحسب القانون الدولي . ووصل الخلاف في اسرائيل حدا يرثى له.... بعد ان فقد الجيش قدرته على تدمير الصواريخ او تدمير الانفاق في غزة..فبدأ بتدمير المنازل والمستشفيات والمساجد ..فقال الجنرال شاؤل موفاز.. وزير الدفاع الاسبق (ان الجيش الاسرائيلي فقد قوة الردع في غزة).واصبح واضحا من خلال اقرار الخبراء العسكريين.. بان المعادلات الجديدة التي افرزتها الحرب على غزة سوف تجبر اسرائيل ..على فك الحصار وتقديم تنازلات كبيرة ..خاصة وان واشنطن والدول الغربية بدأوا يشعرون ان اسرائيل باتت عبئا عليهم.. بل انها اخطر دولة تهدد السلام العالمي منذ الحرب العالمية الثانية.. وبدا واضحا ان نتنياهو يبحث عن سيناريو.. للخروج من غزة مع حفظ ماء وجهه..؟ ويبدو ان بعض المحنطين اعتقدوا ان هذه فرصتهم للعودة الي الحياة السياسية فقدموا خدماتهم مجددا لانقاذ اسرائيل وبدأت الخطوات المرتجفة هنا وهناك والمؤلم انهم من ذوي القربى الذين اقتربوا الي اسرائيل اكثر من التصاقهم بوطنهم او بعروبتهم وليتهم استيقظوا..؟ ولكن قائد قوات القسام السيد محمد الضيف اكد في خطاب متلفز ان اسرائيل لن تنعم بالهدوء ما لم تفك الحصار عن غزة .وهكذا وضعت حماس السيناريو الوحيد لخروج نتنياهو من مأزقه وهو فك الحصار عن غزة..ان ينصركم الله فلا غالب لكم.!!
Comments