
غزة.. قلعة الدفاع عن الامن القومي المصري
غزة هي الثغر الباسم على شاطىء البحر الابيض المنوسط وسوف نغوص قليلا في اعماق التاريخ للكشف عن الكنوز المدفونة في غياهب المجهول والذي لا نعرفه فانا ابن غزة . ومن الناحية القومية الاستراتيجية نجد غزة تلعب دورا لا مثيل له في الدفاع عن فلسطين والشام ومصر .فقد اسسها المعينيون العرب سنة 5000ق.م. وهي رابع مدينة عرفها العالم وهي معناها الكنز او القويقال عنها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (بشرى لمن سكن احدى العروسين عسقلان او غزة .)لم تكن القوة العسكرية التي انعم الله بها على فرسان (غزة )هي وليدة اليوم ولم تكن (غزة )شوكة في خاصرة اسرائيل منذ العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة سنة 2014 بل ان جبروت غزة منذ قديم الزمان فقد ورد ذكرها في التوراة بما يلي :- (لما اطلق فرعون الشعب ان الله لم يهدهم في طريق ارض الفلسطينيين ..مع انها قريبة ..لان الله قال لئلا يندم الشعب اذا راوا حربا ويرجعو الي مصر.. خوفا من الجبارين فادار الله الشعب الي برية بحر سوف )سفر الخروج –اصحاح 15 كما ذكر الله ذلك في القران الكريم قال L_(و1ذ قال موسى لقومه يا قوم ادخلوا الارض المقدسة.. التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباركم ..فتنقلبوا خاسرين قالوا ياموسى انا فيها قوما جبارين ..ولن ندخلها حتى يخرجوا منها .ثم قالوا ياموسى انا لن ندخلها ابدا.. ما داموا فيها ..فاذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون ) سورة المائدة .سبحان الله فالقوم الجبارون هم الكنعانيون اهل غزة ..ومنذ القدم غزة واهلها يرعبون اسرائيل .وهذا يفسر لنا لمااذا انسحب السفاح الاسرائيلي الجنرال شارون وقواته من غزة سنة 2005 .ولقد تحطمت قوات النخبة في الجيش الاسرائيلي على صخور غزة وكلنا راينا الصواريخ الجبارة تنطلق من غزة المحاصرة برا وبحرا وجوا الي تل ابيب ومعظم انحاء فلسطين المحتلة . راينا نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل يركض فزعا عند سماعه صاروخ غزة واجتمع مجلس الوزراء الاسرائيلي تحت الارض.(غزة) تتمتع باهمية فريدة منذ القدم فقد حباها الله بموقع استراتيجي تحسد عليه فهي القلعة التي تحمي المدخل الجنوبي لفلسطين والشام فلا يمكن لاحد الدخول الي فلسطين والشام برا من الجنوب الا بعد المرور بقلعة( غزة )سواء كان هذا حربا او سلما.واهميتها الي العزيزة مصر.. فهي الشقيقة الكبرى التي نعتز بها دوما .. لا تقدر بثمن فهي قلعة الدفاع الشرقي للامن القومي المصري.. فان المصريين عندما ارادوا الدفاع عن مصر ..ومواجهة المغول.. في عهد المماليك دخلوا من (غزة) .وكذلك الفرس والمغول عندما ارادوا غزو مصر.. وجدوا قلعة غزة قلعة حصينة وعقبة كاداء لحماية مصر.. فلا يستطيع احد غزو مصر او الدخول اليها حربا او سلما ..برا الا بعد المرور (بغزة ) كذلك فان العرب المسلمين عندما ارادوا فتح مصر.. بقيادة عمرو بن العاص وجدوا قلعة (غزة) امامهم فحاصروها ثلاثة اشهر حتى استطاعوا دخولها ومن ثم انطلقوا فاتحين الي ارض مصر..وكذلك الحال مع اسرائيل فعندما ارادت غزو مصر سنة1956 وجدت غزة صامدة للدفاع عن مصر.. مما اجبر القيادة الاسرائلية بترك غزة والابتعاد عنها الي طريق صحراوي.وقد كانت (غزة) قلعة فعلا ولها سور ضخم واربعة ابواب ضخمة.. ايضا وكانت هذه الابواب تغلق في الليل.. فتصبح غزة قلعة محكمة .ونظرلهذا الموقع الاستراتيجي الهام ..فقد كانت غزة مسرحا للغزوات فانها كانت مطمعا للجميع ..فقد دخلها الكنعانيون الجبارين والفينيقيين والاغريق والفرس والرومان والمسلمون والعثمانيون والانجليز واخيرا اليهود ..الا ان غزة شامخة ..ابد الدهر فلم تغضبلدمار ولم تفرح لاعمار ..بل كانت تنهض اقوى مما كانت دائما ..فهي مثل طائر الفينيق تخرج من بين الرماد اقوى واشد .وتفتخر غزة بانها انجبت اشهر عالم اسلامي ..بعد الاسلام وهو الامام الشافعي.. رحمه الله فهو ابو عبد الله محمد بن ادريس ولد في غزة سنة 767 م.وكان يحتفظ لغزة بمحبة خاصة فقال:-
واني لارض غزة لمشتاق وان خانني من شدة الشوق كتماني
سقى الله ارضا لو ظفرت بتربها كحلت به من شدة الشوق اجغاني
Comments