غزة هاشم.قلعة الصمود ..ومعجزة الاختراعات...
في الوقت الذي ينشغل العالم بالرئيس ترمب وقراراته المجنونة والمجهولة احيانا.وبين المجازر الاسرائلية والحروب العربية وشلالات الدماء والدمار .
نبحث عن بقعة مضيئة في عالمنا العربي الان ..فنجد فخرا لنا في (غزة هاشم).. الثغر الباسم على شاطيء البحر الابيض المتوسط عرفها العرب قبل الاسلام بل غزاها معظم جيوش العالم.. فقد حاصرها (الاسكندر الاكبر) وسار (نابليون بونابرت) في شوارعها الي ان وصلنا العصر الحديث فدخلها الجنرال الانجليزي(اللنبي)سنة 1917فاصبحت تحت الانتداب البريطاني واخيرا الاحتلال الاسرائيلي .ولكنها لا تابه لغازي ولا تخضع لمستعمر فكلهم رحلوا واسالوا شواهد القبور عنهم..وهذا ما جرى مع الاحتلال الاسرائيلي فاضطر السفاح الاسرائيلي الجنرال( شارون) الي الانسحاب من (غزة هاشم ) بعد ان زاد عدد القتلى من الجنود الاسرائليين في غزة .ولكن اسرائيل حاصرتها برا وبحرا وجوا وشارك في الحصار ابناء العم ..وضايقها الاخوة ورفضوا دفع رواتب الموظفين .
تشكو كثير من الدول العربية الشقيقة من انحدار مستوى التعليم في بلادهم بل وفي تجمد المناهج الدراسية ..بدون تطور حتى تلحق ركب المعرفه والتكنولوجيا
ولكن (غزة هاشم )بالرغم من كل الظروف القاسية التي تمر بها فهي( قلعة الصمود) العربي في وجه الاحتلال الاسرائيلي ..فلا عجب في ذلك واهلها شعب (الجبارين) الذين ورد اسمهم في القران الكريم.. وتاريخ (غزة هاشم) مشرف فيكفي ان فيها قبر السيد(هاشم بن عبد مناف) جد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام . ومنه اخذت اسمها .ومنها تخرج الفقهاء والعلماء فهذا (الامام الشفعي ) رحمه الله احد ابناء غزة هاشم ..ويمتد الزمن فنسمع اختراعات تشبه المعجزات ففي سنة 2015 حفظ 20000 عشرين الف طالب من (غزة هاشم) القران الكريم كاملا وكان بعضهم لا يتجاوز عمره 8 سنوات فقط.
كان التعليم منهلا خصبا شرب منه ابناء (غزة هاشم )قدر ما استطاعوا ولكن في غزة هاشم امر عجيب.. نراه ولا نعرف سببه ..؟ ففيها الاطفال الذين لم تسمح لهم القذائف الاسرائلية بان يكبروا ..وفيها الامهات اللاواتي يطرزن خواصر ابنائهن بالاحزمة الناسفة ..ويتعاهدوا على اللقاء في الجنة ..وهنا رجال يصلون المغرب على الارض.. وكلهم امل في صلاة الفجر في الجنة .رايناهم يصلون العصر تحت مياه البحر حتى يصلوا الفجر.. مع الشهداء الاحياء عند ربهم يرزقون..وفي غزة هاشم (الخنساوات) اللواتي بقدمن فلذات اكبادهن لوجه الله العظيم في سبيل غزة
ما اروعك من بلد يا غزة هاشم ..ما اعظم سواعد رجالك ..وما احلى عقول شاباتك ..؟
لقد فعلوا المستحيل فقد انتهى عصر المعجزات بوفاة الانبياء والرسل ولكن غزة هاشم صنعت المعجزات.. ويحق لكل عربي بل لكل مسلم ..ان يفتخر بهذه المدينة الصامده الصابره فهي عربية حرة والحرة تابي السجود الا لله .
بعد حفظ (القران الكريم) اتجه ابناء غزة هاشم الي العلوم العسكرية فنبغوا واعطوا العدو دروسا لن ينساها رحم الله المهندس (يحي عياش) الذي كان اول من صمم الاحزمة الناسفة التي ارهبت العدو ..اما الصواريخ فقد تحولت( دكاكين الحداده)الي مصانع للصواريخ.. من كل الاحجام والي كل المسافات. ففي اثناء العدوان الاسرائلي على غزة هاشم سنة 2014 امطرت (غزة هاشم) الاراضي المحتلة بالصواريخ.. فدخلت (غزة هاشم ) في معادلة الرعب مع القوات الاسرائلية ..باستعمالهم عقولهم الذكية وتطويع التكنولوجيا الحديثة وعلوم المعرفه.
ولم يقف ابناء غزة هاشم عند صناعة الصواريخ.. بل صنعوا (الطائرات )التي تطير بدون طيارتصور من الجو وترسل الصور واحيانا تحمل صواريخ الموت الي العدوالظالم.. فهم ارتكبوا المجازر الوحشية وما زالوا يقتلون الاطفال الفلسطينيين بفتاوي من (حاخاماتهم) وهم قتلة الانبياء ا.كما وصفهم القران الكريم.
وجاءت المعجزات على ايدي( شابات )غزة هاشم فالفضل كله ليس لسواعد الرجال بل بنات غزة ونسائها لهن دور ايضا . ففي العام الماضي قامت اربع مهندسات فلسطينيات من غزة هاشم هن (المهندسة دعاء صيام) (والمهندسة عائشة ابو حطب) (والمهندسة هديل ابو عابد) (والمهندسة دعاء الحليمي) وهن خريجات الجامعة الاسلامية في غزة هاشم قمن بمعجزة القرن ..او صدق او لا تصدق .. صنعن الاسمنت من النفايات المنتشرة في غزة ..؟
تبدأ قصة الاسمنت من النفايات ..فقد اتضح للمهندسات الشابات وجود 1000 طن من النفايات يوميا.. في (غزة هاشم) ونظرا لضيق مساحة القطاع فاصبحت النفايات مشكلة تهدد السكان فكان لابد من ايجاد حل لهذه المشكلة .بدأت المهندسات الاربع في اجراء ابحاثهن فبدان بحرق كمية كبيرة من النفايات في فرن صغير.. هو مختبرهن المتواضع . فهن لا يملكن ترف المعدات اللاكترونية بل لا يملكن الا ادوات متواضعه. ثم اضفن الرماد الناتج عن حرق النفايات الي خلطة الاسمنت بنسبة الثلث .وبعد عمليات هندسية معقدة ادخلن المحلول الي الفرن مرة ثانية وبعد اخراجه من الفرن كان.. مادة اسمنتية بنسبة 100%
وهكذا اخترعت شابات غزة هاشم الاسمنت وتخلصن من القيود الاسرائلية لاعادة بناء غزة هاشم التي قامت الطائرات الاسرائلية بتدمير جزء كبير منها بالصواريخ والطائرات الحربية والبوارج البحرية..في العدوان الاسرائيلي سنة 2014
ويزداد ابناء وبنات غزة هاشم.. تعمقا في علوم المعرفة خاصة التكنولوجيا فراينا على (تلفاز فلسطين) كيف صنع ابناء غزة هاشم (جبنة) ليست لمجرد الاكل بل انها علاج الي (هشاشة العظام) عند الرجال والسيدات اللواتي يزيد عمرهن عن الخمسين عاما..وسجلت براءة الاختراع في سويسرا.
وتزداد الاعمال التي تشبه المعجزات خاصة في بلد محاصر برا وبحرا وجوا من عدو غاصب يمنع عن غزة هاشم كل شيء ولا يسمح الا بالنذر اليسير حتى ابناء العمومة شاركوا في هذا الحصار فاغلقوا المعبر الوحيد الي العالم بين غزة هاشم وبين مصر. لك الله يا غزة.
ونسمع اختراعا جديدا فقد قامت مهندستان هما (مجد المشهراوي) وزميلتها المهندسة (روان عبد اللطيف) وهما خريجتان من قسم الهندسة المعمارية في الجامعة الاسلامية بغزة هاشم . في محاولة لايجاد حل لمشكلة نقص مواد البناء .فقد استبدلت المهندستان الحجارة والرمل.. الذي يستخدم في صناعة الطوب الاسمنتي المعروف.. برماد الخشب والفحم وصنعتا نوعا جديدا من الحجارة اطلقتا عليه اسم
Green Geeks)) ونجحت تجربة المهندستان مجد وروان في صناعة هذا النوع من الطوب الذي يعتبر الاول من نوعه وتاكدت المهندستان من سلامة استخدام هذا الطوب ليكون بديلا لحجارة البناء المعروفة.
وقد ارسلت عينات منه الي اليابان كي يخضع للفحص المختبري المتقدم وتم اعتماده .ويمتاز هذا الطوب بانه مقاوم للحريق وغير قابل للاشتعال وهو خفيف الوزن وسعره اقل من سعر الحجر الاسمنتي بثلاثين بالمئة .
والجدير بالذكر ان المهندستين (مجد المشهراوي) (وروان عبد اللطيف) تلقتا دعوة من (اليابان) لزيارة اليابان ..للمشاركة في شرح وتدريب عملي حول مشروعGreen Geeks )) وهذه فكرة رائدة ليست في قطاع غزة هاشم فقط وانما على مستوى العالم.
ترى اذا تحررت فلسطين ..ماذا سوف يصنع ابناء وبنات ( غزة هاشم )..؟؟؟
حفظك الله يا غزة هاشم ..وسلمت سواعد رجالك ..وايادي شاباتك ..!!
Comments