top of page

غــزة مليئة بالأســرار والمفاجآت

غــزة مليئة بالأســرار والمفاجآت

لا أدري هل هو قدر الأمة العربية أن تخرج من حرب حتى تجد نفسها داخلة في حرب اخرى ونعيش في دوامة الحروب والاضطرابات التي لها بداية وليس لها نهاية فنزداد تخلفا على تخلف ونزداد فقرا على فقر من دون سائر الامم في الكرة الارضية. والذي يقطع القلب ألما وحزنا ان جميع لصوص العالم اتجهوا نحونا ينهشون من اراضينا ويسلبون من اموالنا ويستولون على مواردنا ونحن عاجزين عن الرد او موافقين على ما يصيبنا من كوارث. لقد استولى حثالة اليهود على وطننا واسموه (اسرائيل) وطردونا من ارضنا فاصبحنا لاجئين نبحث عن بلد يؤوينا مؤقتا ولم تتوقف سكاكينهم ولا بنادقهم عن ارتكاب المجازر في شعبنا متى شاؤوا وبالطريقة التي يحبها (دراكولا ) العصر الحديث اي مصاصي الدماء وسمعنا ما قاله حاخامات اليهود من تبرير لاستعمارهم فقالوا ان فلسطين هي ارض الميعاد وبرروا ما يفعلونه باننا من الاغيار فيحق لهم ان يفعلوا معنا ما يشاؤون وزعموا انهم شعب الله المختار كما ورد في كتبهم التي كتبوها بايديهم ونسبوها كذبا الى الله. ونتساءل كنا نصر على تحرير فلسطين من البحر الي النهر ثم اصبح هدفنا تحرير جزء من فلسطين واقامة دولة فلسطينية عليه بعد ان يئسنا من تحرير كامل فلسطين. او بمعنى اكثر صراحة بعد ان عجزنا عن تحرير كامل فلسطين فرضينا بربع فلسطين فقط. ولكن ما نسمعه هذه الايام يمزقنا من الداخل ربما من القهر. قال نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل وهو يصرح لقناة التلفزيون الاسرائيلي الثانية ما يلي:-كنا نعتقد ان حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي سوف يساعد اسرائيل على حل الصراع الاكبر وهوالصراع العربي الاسرائيلي ولكن اتضح لنا العكس فان حل الصراع العربي الاسرائيلي هو الذي سوف يساعد اسرائيل على حل الصراع الفلسطينى الاسرائيلي وها انت ترى اتفاقيات السلام مع دول عربية. ونحن على علافات اقتصادية طيبة مع كثير من الدول العربية وهي بكل تاكيد تشعر بضرورة صداقتنا. من المؤلم في هذا الظرف الدقيق في المنطقة ان يتم اختزال فلسطين الي حركة فتح وحركة حماس.فبعد اتفاق اوسلو قامت السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله حيث دولة فتح وهي( دولة رام الله)والثانية حماس تحكم(دولة غزة ).ونتيجة للخلاف الحاد بين فتح وحماس بدلا من الوحدة تجاه العدو الاسرائيلي نجد السلطة تعمل على تجفيف منابع الحياة في غزة اعتقادا منها ان هذا سوف يؤثر على الشعب الفلسطيني في غزة فينقلبون او يثورون على حركة (حماس) بصفتها حاكمة لغزة. فقامت بمنع الكهرباء وقطغ ثلث رواتب الموظفين وقطع رواتب اهل الشهداء واهالي اهل الاسرى في السجون الاسرائيلية... كل هذا صب ضد (اهالي غزة) وليس ضد حركة حماس. غزة بالرغم مما هي في فيه من بؤس وشقاء الا انها كنز مليء بالاسرار والمفاجآت بداية فان محاربة غزة ومحاولة تجويع اهلها والضغط عليهم كان خطأ لا يغتفر . وسر جديد نراه فجأة ظهور نجم جديد في سماء غزة وهو محمد دحلان . غزة مدينة الاسرارفهي خزان هائل من الاسراروالمفاجات يصعب معرفتها الا لمن يعرف بواطن الامور. محمد دحلان كان رئيسا للامن الوقائي في غزة زمن الرئيس ياسر عرفات وبعد وفاة عرفات وتولي عباس رئاسة السلطة نشب العداء بينهما فتم فصل دحلان من حركة فتح ثم تم فصله من اللجنة المركزية لحركة فتح ووجهت الي دحلان تهم كثيره .ولكنه يبحث عن طريق للعودة الي فلسطين بل يبحث عن موضع قدم باي ثمن ولا ندري هل يفكر في مصلحة فلسطين ان انه يريد تصفيات بينه وبين الرئيس الفلسطيني.سافر وفد من حركة حماس القاهرة لتحسين الوضع مع مصر فان مصر قدمت مئات بل الوف الشهداء من اجل فلسطين ولا نعتقد ان احدا يزايد على مواقف مصر. وفي القاهرة تمت (المفاجأة) التي اعتبرناها فخا لقيادة حماس الجديدة ..فقد اجتمع وفد حركة حماس برئاسة يحي السنوار القائد الجديد لحركة حماس في غزة مع محمد دحلان بناء على طلب دحلان . وكان الاجتماع سريا .وقدم دحلان الي (حماس) عرضا فلكيا خاصة ان حماس كانت في ضائقة مالية قاسية. وبالفعل صدر بيان مشترك.. فيه كل طلبات (حماس في غزة ) غزة فقد تعهد دحلان بفك الحصار عن غزة.. وفتح معبر رفح.. بين غزة ومصر واعادة الكهرباء الي غزة.. وتصليح المياه الملوثة.. واعادة بناء.. ما تهدم من غزة واقامة مطار وميناء ..في غزة ودفع تعويضات.. لجميع الذين تضرروا من الانقلاب اي من الحرب التي قامت بين فتح وحماس في غزة سنة 2007 اضافة الي تعهد دحلان بدفع رواتب.. جميع الموظفين من ماله الخاص كل هذا مقابل تشكيل حكومة وطنية (برئاسة دحلان) واحتفاظ حماس بوزارة الداخلية.وحماية دحلان من قبل حماس. ولكن للقصة بقية ..فقد سافر بعد شهر وفد اخر من حماس برئاسة اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس اجتمع وفد حماس مع كبار رجال (المخابرات المصرية) في القاهرة ..فان ملف غزة هو بيد المخابرات المصرية وهي على اطلاع بكل شيء يحدث في غزة وفجأةاعلن هنية وهو اعلى مسؤول في حركة حماس:- استعداد حماس للصلح مع السلطة الوطنية الفلسطينية ..واعلن من القاهرة موافقته على طلب الرئيس محمود عباس بحل اللجنة الادارية ..في غزة وهي اللجنة التي كانت تدير شؤون غزة بمعنى انها كانت الوزارة المحلية وطلب هنية من الرئيس ابو مازن ان يرسل وزارة الوفاق الوطني برئاسة السيد (رامي الحمد الله )الى غزة لاستلام الوزارات فورا وهذا ما حصل الاسبوع الماضي..كما اعلن اسماعيل هنية على موافقته على ان يقوم الحرس الرئاسي.. باستلام (معبر رفح) وهو النافذة الوحيدة المطلة على العالم من خلال مصر وطلب هنية من رئيس الوزراء ان يحضر (لانتخابات تشريعية ورئاسية ولمنظمة التحرير).. مع استعداد حماس لخوض الانتخابات. ومن القلب نقول دخلنا في باب صدق او لا تصدق ..؟ اي الاتفاقين هو الفائز اتفاق حماس مع محمد دحلان..ام اتفاق حماس مع السلطة برئاسة محمود عباس..؟ اصبحنا في سباق فأي الخصمين سوف يحصل على تاشيرة دخول الى غزة واذا افترضنا جدلا ان الاثنين فازا فهل يستطيع هذان الخصمان جر عربة فلسطين الى التحرير او الى السلام..؟ ان شراعنا ممزق ولا يتحمل المناورات. في رأينا ان عباس حصل على تأشيرة الدخول الى غزة ولكن نظرا لتقدمه في السن فتبقى فرصة امام دحلان ..ولكن القرار هو في يد ( المخابرات المصرية) فقد خرجت (حماس) من اتخاذ القرار .والايام القليلة القادمة كفيلة بكشف المستور.

٠ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page