فشلت هيئة الامم المتحده في حفظ السلام العالمي.. مثل عصبة الامم؟
بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى اجتمع المنتصرون لتقسيم العالم بينهم في مؤتمر باريس للسلام واتفقوا على الحفاظ على السلام العالمي الدائم بعد انتهاء الحرب فاتفقوا على انشاء عصبة الامم سنة 1919 . الا ان عصبة الامم اثبتت فشلها في مواجهة القوات الفاشية ولم تستطع منع وقوع كارثة الحرب العالمية فتم الغاؤها واستبدالها بهيئة الامم المتحدة سنة 1945 ويبدو ان هيئة الامم المتحدة فشلت في حفظ السلام العالمي وتحقيق ما ورد في نصوصها ولن نغوص عميقا في التاريخ فلن نصل الي الحرب الامريكية في فيتنام وفي كوريا ولن ندخل الي الحروب الاوروبية بل يكفي ما نشاهده في هذه الايام غلى شاشات الفضائيات كل يوم من دماء ودمار وغزو . ولقد نصت المادة الاولى من الفصل الاول لميثاق هيئة الامم المتحده على الاتي:-1- حفظ السلم الدولي ..وتحقيق تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعالة لمنع الاسباب التي تهدد السلم .. ولازالتها وتقمع اعمال العدوان وغيرها من وجوه الاخلال بالسلم ..وتردع بالوسائل السلمية ..وفقا لمباديء العدالة والقانون الدولي . ولكن هيئة الامم فشلت بداية مع فلسطين فان الارهاب الاسرائيلي في فلسطين لا يصدق.. فقد طرد الشعب الفلسطيني من ارضه ليحل محله اخرون من مختلف الجنسيات استنادا الي كتب يهودية من مزبلة التاريخ وليس لهم اي علاقة بفلسطين من قريب او من بعيد .ثم اغتال اليهود الكونت (برنادوت) مندوب الامم المتحده في فلسطين ولم تكن لهيئة الامم المتحدة اي هيبة او احترام عنند اليهود والهيئة الدولية لم تفعل شيئا حماية لمندوبها او حفظا لكرامتها .بل ان قرار تقسيم فلسطين رقم 181 سنة 1947 لم تستطع هيئة الامم تنفيذه ..وكذالك عشرات القرات الصادرة من (مجلس الامن) ضد اسرائيل ولكن لم تستطع الامم المتحده تنفيذ ايا منها .ونرى القتل والتدمير الجنوني والامم المتحده لا حول لها ولا قوة. ومانراه في العراق الشقيق يكاد لا يصدق فتقسم دولة العراق بامر امريكي الي ثلاث دول والحال في سوريا تدمي القلب فيهاجر المواطنون السورين ليحل محلهم اخرون مع عشرات الاف الشهداء والجرحى طوال خمس سنوات ونجد مئات الاف المقاتلين على الاراضي السورية .. منهم من يزعم انه مع ثورة الشعب السوري.. ومنهم من يزعم انه مع الرئيس.. والضحية هو (الشعب السوري) ومندوب الامم المتحده لا يستطيع ان ينقذ مواطنا سوريا واحدا .اما (اليمن) السعيد فكان سعيدا واليوم في حرب اهلية ومندوب الامم المتحده لا يملك شيئا .وهذا ما ماحدث في( السودان) فقد قسم الي دولتين والثاله على الطريق وفي اثبوبيا قسمت الي دولتين (اثيوبيا) و(ارتيريا )بعد حرب طاحنة .اما امريكا الجنوبية فالانقلابات العسكرية مستمرة.. باجندة اجنبية ..دائما اما (الهند) و(الباكستان) فالقتال شبه مستمر والمنازعات على الحدود بصفة مستمرة فبريطانيا تركت اقليما متنازع عليه منذ سنة 1945 حتى الان . وتنص المادة رقم 2 من الميثاق على ما يلي:- يمتنع اعضاء هيئة الامم المتحدة جميعا في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة او استخدامها ضد سلامة الارض او الاستقلال السياسي لاية دولة. وبالرغم من هذا النص الصريح في ميثاق الامم المتحدة بعدم استعمال القوة حفظا لسلامة اراضي الدول او استقلالها السياسي .الا اننا دخلنا في فصل جديد مناقضا لهذا النص الصريح وهو غزو الدول الكبرى للدول الاقل قوة..منتهكين الحدود والاجواء ومهددين سلامة الاراضي بل لم تتوانى الدول الكبرى عن تغيير النظام السياسي لكثير من الدول .. فدخلنا في باب صدق او لا تصدق.. فلا يوجد قانون يردع وهيئة الامم المتحدة.. التي اتفق العالم على تكوينها لحفظ السلام اصبحت لا تستطيع الوقوف في وجه رغبات الدول الكبرى ولا تمنعها من شن الحروب والغزوات متى شاءت.. فهو يذكرنا بالقرون السابقه زمن الاستعمار القديم ..؟ فان (الولايات المتحدة) الامريكية غزت (العراق )وهو دولة مستقلة ذات سيادة وعضو في هيئة الامم المتحدة كما انها غزت (افغانستان) وهاجم الاسطول الامريكي السادس( (ليبيا) وامطرها بالصواريخ مما ساعد على الغاء نظام الحكم فيها .كما ان جنود المارينز الامريكي احتلوا (بيروت) في الثمانينات زمن الرئيس ( ريجن ).واغرب شيء في هذا الزمان ما اطلقوا عليه( الارهاب) والارهابيون بدون تعريف له فهو مثل (بيض النعام)تسمع عنه ولا تراه وقد طلب الرئيس المصري السابق (حسني مبارك ) من الامم المتحدة تعريف الارهاب حتى نحاربه ولكن بدون جدوى..؟ فقد جمعت الولايات المتحدة دولا واسمته حلفا لضرب (الدولة الاسلامية) في العراق وسوريا وطائراتها الان تضرب العراق وسوريا وفي كل مكان. فلم يصبح للدول حدود معترف بها محل احترام من الدول الكبرى امام الغزو الاجنبي ..واصبحت اجواء الدول مستباحة..للدول الكبرى. وهذه روسيا قامت بغزو (اوكرانيا) وضمت جزيرة القرم والان انتهكت حدود (سوريا) وايضا سارت على درب الولايات المتحدة فانشأت حلفا لضرب (الارهاب المجهول ) فلا يوجد تعريف محدد للارهاب حتى هذه اللحظة وكل دولة تحدد تعريفا بحسب طموحاتها وهذا ما يحدث في سوريا والعراق الان ..؟ والطائرات الروسية تدمر المدن السورية ..بووحشية لا مثيل لها في القرن الحادي والعشرين..امام نظر العالم وهيئة الامم المتحدة ..تري كل شيء.. ولكنها لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم ولا يسمعها احد.فكل من يعارض الرئي السوري ويقف مع ثورة الشعب السوري يعتبر ارهابيا من وجهة نظر روسيا..؟؟ وكذلك ما حصل في (البوسنة )مما اعتبر جريمة حرب فهو تحريرعرقي والقي القبض على زعماء الحرب وقدموا للمحكمة الدولية. .(وامريكا الجنوبية) اصبحت مشهورة بالانقلابات العسكرية الدائمة وهي غالبا ما تكون باجندات خارجية لدرجة اطلق عليها دول جزر الموز. والمؤلم ما رايناه في (الشيشان )من تحريرعرقي حيث استشهد عشرات الالاف وهيئة الامم تتفرج. عاجزة فاشلة بدون انياب. لقد انتقد معظم رجال السياسة في العالم ميثاق الامم المتحدة نفسه فنص على وجود مجلس الامن الدولي وخصص في هذا المجلس خمس دول تملك حق النقض (الفيتو) وهي الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية وهي :- الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي والصين وبالتالي فهي تقود العالم .ثم اصبح العالم بقطب يقوده بحسب رغباته .واحد هو الولايات المتحدة..؟ فهل نحن على ابواب الغاء الامم المتحدة واستبدالها بنظام جديد.. يحقق السلام العالمي ويحقق العدل ايضا..؟
Comments