top of page

قيمة المواطن في تشيلي .. وفي البلاد العربية!


لا ادري اذا كنا نسمع الانين ، الصادر من اعماقنا هذه الايام ، ولا اعلم اذا كنا نتألم ونحن في هذه الحال ، حال العرب يعلمها الجميع ، وهي لا تسر صديقا ولا عدوا ولا نملك الا ان نقول ، لا حول ولا قوة الا بالله ، لست متشائما ، فانا شخصيا متفائل دائما. الا ان الاحداث العالمية ، توجب على المرء ان يقف قليلا ، فان اجزاء من بلاد العرب اصبحت مستباحة ، وثرواتنا مثل بيض النعام ، نسمع عنها ولا نراها ولا نسمع الا عن المليارات ، الا بعد ان تضيع في البنوك ، التي اعلنت افلاسها ، والاقتتال بين دولة واخرى ، وعدنا الي ايام داحس والغبراء.

ان ما رأيناه في تشيلي ، الاسبوع الماضي ، يستحق ان نسأل انفسنا ، هل للمواطن العربي قيمة في كثير من البلاد العربيه مثل قيمة عباد الله في بلادهم.

تشيلي ، بلد في امريكا الجنوبية ، وذات يوم اختفى 33 عاملا كانوا يشتغلون في منجم سان خوزيه ، واغلق عليهم نتيجة زلزال كبير ، اتبعنه انهيارات ارضيه ، وظل هؤال العمال منفصلين عن العالم سبعة عشر يوما كاملة ، حتى نجحت اجهزة الانقاذ في العثور عليهم ، فهم ما زالوا احياء في بطن الارض ، على عمق رهيب كان يبلغ سبعمائة متر ، وبدأت جميع اجهزة الدولة في تشيلي ، العمل ليل نهار من اجل انقاذ هؤلاء العمال ، المدفونين في باطن الارض ، وبدأ المهندسون ، يعملون بحسب اخر ما توصلت اليه تشيلي من تكنولوجيا ، حيث صنعوا كبسولة ، تتسع لفرد واحد ، واحضروا رافعات ضخمة قامت بانزال الكبسولة الي المنجم المغلق ، وطلبوا من العمال الصعود ، واحدا واحدا ، فالكبسولة مصممة حتى تتسع شخصا واحدا فقط ، فاذا خرج الي سطح الارض ، ونزل منها راكبها عادت الكبسولة الي المنجم ، لتحمل عاملا ثانيا ، وهكذا الى ان يتم اخراجهم جميعا وكان الاطباء ، في عمل دؤوب ، حيث اعدوا مستشفى ميدانيا ، خصيصا لفحص العمال ، فور خروجهم الى سطح الارض ، ولكن اشد ما تجب ملاحظته ، هو ان رئيس الدولة ، السيد سيباستيان بينيير اصر على الحضور ، الي منجم سان خوزيه ، حتى يستقبل العمال ، عند خروجهم الى سطح الارض ، اهتمام يحسدون عليه.

وفعلا في صباح يوم 13 ـ 10 ـ 2010 بدأوا وكأنهم امام معجزة جديدة ، فقد خرج اول العمال فاستقبله المختصون ثم طفلته ثم والدته ثم احتضنه رئيس الدوله ، فرحا سعيدا ومهنئا ، وبقي رئيس الدولة ، في الموقع ، الى ان خرج العمال جميعا ، وكان يصافحهم ويحتضنهم مهنئا بسلامتهم ، وعودتهم الي اهلهم سالمين ، بعد غياب في جوف الارض استمر 69 يوما ، علما بان الكبسولة وعملية الانقاذ ، كلفت الدولة عشرين مليون دولار،.

والجدير بالذكر ان رئيس بوليفيا ، اصر على الحضور ، الي منجم سان خوزيه للترحيب بمواطنه ، كارلوس ماماني ، وهو احد العمال ، الذين تم انقاذهم واعلن الرئيس ان بوليفيا ، لا تعرف كيف تدفع دينها الى تشيلي ، للجهود التي بذلتها لانقاذ احد مواطنيها ، تصوروا انقاذ عامل واحد ، اصبح دينا على بلده بوليفيا.

تصوروا قيمة المواطنين في تشيلي ، وفي بوليفيا ، عندما يرى المواطن هذا الاهتمام به ، وبحياته ، سواء من رئيس دولته ، الى الاطباء والمهندسين والجميع ، فهو بكل تأكيد سوف يخلص لبلده ، ولا يفكر بالهجرة الى امريكا او استراليا ، كما يفعل شبابنا العربي ، وخطر في البال سؤال ، ترددت في كتابته ، ولكن ما دام الامر مطروحا بكل شفافيه ، فلا داعي لابقاء شيء في الصدر.

السؤال ماذا لو كان هؤلاء في بلد عربي ، كيف سيتم التعامل معهم ، هل نجند جميع اجهزة الدولة وامكانياتها من اجل عدة عمال ، الجواب من القلب ، باننا في واد اخر من الكرة الارضية ، فان المواطن اصبح همه الوحيد ، البحث عن لقمة الخبز ، وكيف يطعم زوجته واطفاله ، العالم العربي لكل من يبحث عن الثراء السريع ، فالمذابح والمجازر والحروب ، منتشرة في معظم ارجاء الوطن العربي ، ونسوا تحرير الاراضي المباركة ، التي يدنسها الاحتلال الاسرائيلي البغيض.

واخيرا ، سألت احدهم عن رأيه في هذا الموضوع ، فقال ان رئيس الدولة ، بالطبع سوف يكون اول المستقبلين لهم ، ويهنئهم بالسلامة ، فهم مواطنون ولهم اهميتهم. وابتسم ابتسامة لها معنى ، وسألت اخر ، فقال بل ستكون الاولوية للابناء والزوجات ، فان الرئيس قلبه كبير ، وسوف يراعي الناحية النفسية للعمال وعائلاتهم ، فهم مواطنون. واتفق الاثنان على ان الرئيس ، سوف يستقبل العمال ، ويحتضنهم ، ولكن من وراء حاجز زجاجي ، لا يخترقه الرصاص.

٠ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page