لا لمن يقول..وداعا سوريا العربية الموحدة!
سلام من صبا بردى ارق ودمع لا يكفكف يا دمشق رحم الله امير الشعراء احمد شوقي فكأنه يتنبأ بالدموع.. التي سوف نسكبها على تمزيق دمشق.. فمنذ خمس سنوات قامت الثورة السورية بقصد حصول الشعب السوري على حريته وعلى العدالة الاجتماعية .ولم يدر بخلد اي من الثائرين ان ثورتهم هذه تعني تمزيق .. سوريا العربية الموحدة التي يعيشون على ارضها .فقد قتل من قتل رحمهم الله واضطر 12 مليون سوري حتى هذا التاريخ.. الى الهجرة خارج سوريا واللجوء الى دول الجوار التي قدمت لهم امنا من الحرب فلجاوا الي المملكة الاردنية الهاشمية ..التي قدمت الرعاية الكاملة لهم .والى لبنان والى العراق والى تركيا ثم بدات هجرة جديدة في نفق المجهول ..بين اوروبا وكندا والولايات المتحدة ويعلم الله اين سوف يستوطن السوريون .كنا نلوم اخواننا السوريين على مغادرة وطنهم.. ولماذا لم يتعلموا من الماساة التي حصلت مع اخوانهم شعب فلسطين.. بالرغم من الفارق فالفلسطينيون اجبروا على ترك ارضهم بالقوة المسلحة بينما الاخوة السوريون يهربون.. بحثا عن وطن جديد فيه استقرار وفيه الذهب الاصفر .على اي حال سمعنا اليوم عزفا جديدا ..وهو صادر من الامم المتحده التي طالبت بتوطين 10% من اللاجئين السوريين في دول الجوار مع العلم ان هذه الدول فتحت حدودها لهجرة مؤقتة.. ولا نعتقد ان اي دولة عربية تسمح بتوطين سوريين في ارضها .ويبدو ان طلب الامم المتحدة ليس صوتا نشازا بل انه جاء متانغما مع الذين اوجدوا الارهاب.. في المنطقة العربية. فسمعنا نائب وزير الحارجية الروسي (سيرغي ريابكوف) يصرح تصريحا غريبا ..فهو يرسم طريق المستقبل للوطن السوري.. حيث قال:- (انه يعتقد بان افضل حل للازمة السورية هو الفيدرالية.. اي تكون سورية دولة فيديرالية)بدلا من الدولة السورية الواحدة وذلك بحسب رعبة المقاتلين على الارض السورية .ويتساءل المواطن العربي لماذا جاءت روسيا الي سوريا ..؟زعموا انهم ضد الارهاب ..والقوات الروسية سوف تقضي على الارهابين في سوريا .ولم يدر بخلدنا ان (روسيا) جاءت لتقسيم سوريا العربية الي دويلات عرقية وطائفية..بحسب المخطط الامريكي الصهيوني. فقد سبق للسيد (جون كيري) ان ادلى بشهادته في الكونجرس ..عن مستقبل سوريا فقال بالحرف (انه بات الوقت متاخرا جدا للحفاظ على سورية موحدة .) ونحن كنا على علم بالمخطط الامريكي الصهيوني لتقسيم سوريا. وهو التقسيم الذي وضعه اليهودي القذر (برنار لويس) سنة 1980 والذي اعتمده الكونجرس الامريكي بالاجماع واصبح حجر الزاوية في السياسة الخارجية الامريكية .وبمقتضاه يتم تقسيم سوريا الي اربع دويلات طائفية هي :- 1- دويلة للعلويين والشيعه على ساحل البحر الابيض المتوسط وعاصمتها(اللاذقية )2- دويلة سنية وسط سوريا وعاصمتها (دمشق) 3- دويلة درزية في الجولان وعاصمتها (القنيطرة )4- دويلة للاكراد في شمال سوريا على الحدود الملاصقة لتركيا. الحقيقة التي يجب الا تغيب عنا وهي ان الدول الغربية كانت تطمع في الوطن العربي قبل قيام اسرائيل..منذ عقد مؤتمر( بنرمان )في لندن نة 1905والذي انبثق عنه سايكس بيكو وفرساي وكل المصائب التي حلت بنا . فقد اكتشف الغرب ان هناك دولا لا تقع ضمن( الحضارة الغربية المسيحية) ويوجد تصادم حضاري.. معها تشكل تهديدا لتفوقها وهي بالتحديد الدول العربية بشكل خاص والدول الاسلامية بشكل عام . ومن سوء الحظ اكتشف الغرب النفط في البلاد العربية سنة 1905 وادركوا ان المنطقة العربية.. تضم اكبر مخزون استراتيجي للنفط في العالم فبدأ السباق على احتلالها ثم تقسيمها بين الدولة الفتية الولايات المتحدة الامريكية ودول القارة العجوز اوروبا. فسوريا والعالم العربي كله كان تحت المجهر لاستعماره واستغلال ثرواته والان مع وجود الكيان الاسرائيلي في المنطقة فان الغرب قرر تقسيمنا لكي تبقى اسرائيل دولة مهيمنة في الشرق الاوسط. ان مؤتمرات جنيف المتلاحقة للمفاوضات السورية العبثية ..لايجاد حل ضد الارهاب كما يزعمون ليست الا (سكاكين) لذبح سوريا وتقسيمها بين فئات متنازعة خلقتهم امريكا نفسها .ونعلم كيفية تمويلهم وتسليحم.. فلا تذهب الضحية الي المذبح طواعية لتقطيع اوصالها على طاولة المفاوضات الجهنمية.الحمد لله ان الاخوة السوريين ادركوا هذه المؤامره فقال السيد( رياض حجاب) رئيس هيئة المفاوضين للمعارضة السورية ..ان الوقت غير مناسب للذهاب الى جنيف لاجراء مفاوضات مع بشار الاسد ويقينا هو يرفض المفاوضات العبثية لتقسيم سوريا بحسب رغبة المشروع الامريكي الصهيوني للمنطقة. . سوف نبقى محل طمع من كل مَن يملك خبثا ودهاء.. وهو مزود باسلحة على اختلاف أنواعها .. ولكن املنا الوحيد ان تصحو الامة العربية من سباتها العميق ..وتاخذ موقعها بين دول العالم المتقدم.. فان تاريخنا الماضي يشرفنا. فقد تعرضت بلادنا الى غزوات من كل بلاد العالم من قديم الزمان..ولكن ذهبوا جميعا وبقيت الارض العربية والمواطنون العرب. تحرسهم عناية الله ونتغلب على هذه المحنة التي مررنا بمثلها وتغلبنا عليها بوحدتنا وعزيمة شبابنا وسوف تبقى سوريا عربية موحدة.باذن الله..!!
Comments