لماذا يتمدد داعش بشريا ودوليا..؟
عندما خرج (داعش) الى النور واعلن ان اسمه هو.. الدولة الاسلامية في العراق والشام نشر خريطة لموقع الدولة المؤقت.. وفيه العراق وبلاد الشام زائد الكويت..قوبل هذا بكثير من الاستهزاء خاصة بعد اعلان ابو بكر البغدادي (اميرا للمؤمنين) في 16/5/2010 صحيح ان الولايات المتحدة الامريكية شكلت حلفا من 63 دولة ضد (الدولة الاسلامية) واخيرا جاء دور روسيا.. التي شكلت حلفا جديدا ضد الدولة الاسلامية واتفق الشرق والغرب لاول مرة في التاريخ ضد ما سمي الدولة الاسلامية بحجة ضرب الارهاب.. فقد ارتكب داعش القتل بالسيف ولم يتوان عن قتل من يقع في يده بعنف شديد حتى الحرق كما حصل مع الشهيد الطيار الاردني( معاذ الكساسبة )رحمه الله .وبالغ في استعمال العنف والقسوة في كل مكان استطاع الوصول اليه . الولايات المتحدة وحلفاؤها استخدموا احدث انواع الطائرات لقصف مواقع الدولة الاسلامية .وكذلك روسيا وحلفاؤها .الا ان الدولة الاسلامية او (داعش) قوات متحركة في كل مكان.. يستطيعون السيطرة عليه .لدرجة انهم اصبحوا يعبرون الحدود والقانون الدولي وسيادة الدول لم تعد لها اولوية في غزواتهم .ويقول الخبراء والباحثون ان تنظيم (الدولة الاسلامية )او داعش يعتبر من اكثر الحركات الجهادية العالمية تطورا وتنظيما.. سواء على المستوى الهيكلي التنظيمي ..والفعاليات الادارية.. خاصة بعد استيلاء الدولة على (الموصل )في يونيو 2014 فقد استولى على اراض في العراق وفي سوريا مساحتها اكبر من مساحة (بريطانيا ) فقد غنم من القوات العراقية اسلحة وعتادا حربيا لفرقتين كاملتين..!!..ومبالغ مالية ضخمة من المصرف المركزي في (الموصل) .ويعتمد التنظيم على العرب والاجانب معا ..خاصة في المجلس العسكري الذي من اختصاصة التخطيط الاستراتيجي والدعم اللوجستي( وتجهيز العزوات) واختيار المواقع الاستراتيجية للعمليات وتعيين الامراء على امارات الدولة بعد الاستيلاء عليها وهذه تسمية اسلامية قديمة . ولكن التمدد الفعلي للدولة الاسلامية خارج حدود الخريطة التي نشرها “داعش” بدأ في (سيناء) في مصر حيث استولى رجال من اتباع التنظيم واعلنوا (امارة سيناء) او (ولاية سيناء )وعين امير المؤمنين (اميرا) لها لم يكشف النقاب عن اسمه لاسباب امنية .. في مصر منذ ثلاث سنوات واصبحت (ولاية سيناء) عصية على الجيش المصري بل ان مرور القوات المصرية في سيناء لم يعد نزهة ..فالشهداء من الجيش المصري كثيرون.. رحمم الله .ثم تمددت الدولة في شمال افريقيا فسمعنا عن( الدولة الاسلامية) في المغرب العربي اي في شمال افريقيا وتنطلق من ليبيا وبعض الغزوات من تونس .حيث اعلنت ولاية المغرب العربي تابعة للدولة الاسلامية .اضافة الي 22 ولاية اسلامية في العراق والشام . ثم سمعنا عن (ولاية فرنسا ) واميرها صلاح عبد السلام الذي قاد ونفذ (غزوة باريس ) باوامر مباشرة من ابي بكر البغدادي كما كشفت عنه التحقيقات ..وكلنا نتذكرها حيث تمت مهاجمة 7 مواقغ في (باريس) وقتل فيها 132 فرنسيا وجرح 391 اخرين .وبالامس سمعنا عن (ولاية بروكسل) بعد الهجمات التي تمت على مطار بروكسل الدولي وعلى (محطات المترو) وقتل 34 والجرحى ما زال العدد غير محدد واطلق عليها (غزوة بروكسل). ولم نعرف من هو امير هذه الولاية هل هو احد القتلى او انه هارب والله اعلم ..؟ وفي وقت سابق ذكرت المغرب انها فككت خلية ارهابية تابعة للدولة الاسلامية ومعهم اسلحة (بيولوجية)..؟ولكن التحقيقات كشفت في بروكسل عن (مصنع) تابع للدولة الاسلامية في احدى الشقق وفيه غازات لصنع القنابل والمتفجرات والاحزمة الناسفة..اعلن عنها مدير شرطة بروكس لفي المؤتر الصحفي الذي نقلته معظم المحطات الفضائية . ولكن لماذا كل هذا ..؟ هل الارهاب في عروقهم ..؟ هل اوروبا هي السبب..؟ حاولت داعش جذب الاوروبيين واهتمت بشكل خاص بالاوروبيين الذين اشهروا اسلامهم او هم من اصول عربية نظرا لمعرفتهم بالتكنولوجيا الغربية . والسؤال الذي يجب الاجابة عنه قبل الاستطراد في تفسير (تمدد الدولة الاسلامية) بشريا خاصة مع الاجانب الين اشهروا اسلامهم او الذين هم من اصول عربية وولدوا في اوروبا..؟بكل امانة وحيادية نجد الاوروبيين الذين انضموا الى الدولة الاسلامية هم من الشباب الذي همش دوره في المجتمع الاوروبي بل ان كثيرا منهم لم يجد فرصة للعمل في بلده ..وذلك من عيوب (النظام الراسمالي) فكبرى الشركات تكون ملكا للاسر الارستقراطية او الاسر العريقة في اوروبا وامريكا .ما يجعل هذه الفئة من الشباب حاقدة على المجتمع وبالتالي الانضمام للمنظمات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الاسلامية. اما الاوروبيون ..من اصول عربية او اسلامية فان الغرب يكذب على نفسه.. نعم الاوروبيون يكذبون على انفسهم .. الاوروبيون ينادون بالديمقراطية ويتغنون بها ولكنها في حقيقة الامر (ديمقراطية روما) قبل الف سنة فالديمقراطية في روما كانت تعني ان الرومان فقط ..هم من يحق لهم الانتخاب والترشيح فقط اما باقي رعايا روما او المواطنون فهم ليسوا الا عبيدا لا يحق لهم الانتخاب او الترشح .وهذا ماحدث حرفيا مع الاوروبيين من اصول عربية او اسلامية ..فقد حرموا من التعليم العالي الا من رحم ربي.. وحرموا من الخدمات الصحية والاجتماعية وطبعا حرموا من المناصب العليا في الدولة ..ويعيشون مع الفقر والبطالة .. فعاشوا مهمشين في اوروبا او مواطنين من الدرجة الثانية .فاوروبا لم تحترمهم ولم تحتضنهم مثل الباقين فكان من السهل عليهم بل من رغبتهم.. الالتحاق بالمنظمات المتطرفة انتقاما من الوضع الشاذ لهم في بلدهم .وهذا يفسر (غزوة باريس) التي حصلت العام الماضي ثم (غزوة بروكسل) وربما تحدث غزوات في المستقبل الله اعلم . في اعتقادنا الشخصي ان علاج هذه الموجة من الارهاب والقتل والدماء لا تعالج امنيا فقط بل يجب ان تعالج فكريا اولا باقناع هؤلاء الشباب بانتمائهم الوطني وتحسين اوضاعهم المعيشية ..واعطائهم فرصة ليتولوا المراكز العليا.. في الدول الغربية .فان الاسلام يدعو الى الرحمة والي صلة الرحم وليس دينا يدعو الى العنف والارهاب..كما يزعم المتطرفون الاوروبيون ومعظمهم صهاينة فان اولى كلمات المسلمين هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Comments