top of page

مؤتمر فتح مهرجان للحرس القديم


انطلقت المزامير والطبول عبر الصحف والمحطات الفضائية والاقمار الصناعية مبشرة عن انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح بعد عشرين عاما من انعقاد المؤتمر الخامس لفتح وتضاربت الاراء حول هذا المؤتمر فهل هو يشبه حفل توقيع اتفاق اوسلو ذائع الصيط الذي وقعه الاخ محمود عباس في واشنطن سنة 1993..؟ ام انه سوف يكون لجمع القطيع بعد ان تفرق الرعاة..؟ فلا يخفى على احد ان حركة فتح اخذت اسمها من حركة التحرير الوطني الفلسطيني.هذه الحركة العظيمة التي قدمت الشهداء اسرابا وقوافل لا تنقطع وكانت بحق تقود الفصائل الفلسطينيه لتحرير فلسطين .بكل الم ان فتح تلك لا نستطيع القول انها استشهدت ولكن نستطيع القول انها انحرفت عن مسارها ودخلت نفقا مظلما اسموه نفق السلام ..ويبدو ان بعض من بقي على قيد الحياة من قادة فتح سعدوا بتغيير ملابسهم العسكرية ولبسوا بدلا منها البدل الحرير واصبحوا وزراءا وضباطا في السلطة الفلسطينية التي ما زالت تحت الاحتلال الاسرائيلي. ليس لدينا دموع نذرفها فقد سئمنا البكاء وجفت الدموع واصبحنا تواقين لرؤية الشهداء الابرارولكنهم ليسوا من فتح .فان فتح لم تعد تقدم الشهداء بعد دخولها عملية السلام.ان الذين يعيشون احلام اليقظه معتقدين ان بامكانهم عمل شيء لتحرير فلسطين بالمفاوضات مع اسرائيل فهم واهمون فقد مضى قطار التحرير من محطة المفاوضات الترفيهية الي المجهول ولا يستطيع احد ان يتنبأ اين سوف يقف..؟ اما الضجة الاعلامية بعد مهرجان بيت لحم فان هذا يدعو الي السؤال بجد وبحزم..؟ مؤتمر او مهرجان لا تهم الاسماء ..الاهم هو هل يمكن عقد مؤتمر لحركة تحرير تحت ظل بنادق الاحتلال الاسرائيلي وبحراسته بل وبمباركته..؟ لا يمكن للمرء المنصف ان ينكر نضال ابطا ل فلسطين من حركة فتح ومن غيرها من المنظمات الفدائية الفلسطينية منذ قيام الثورة الفلسطينيه .. الا ان بعض الاخوة في فتح سامحهم الله ..اعتقدوا ان اسرائيل سوف تتنازل عن فلسطين بدون دماء تروي الارض الطاهرة.لقد اخطاوا بكل تاكيد...,وهذا رأينا الذي نثق في صحته ... فان فتح وغيرها يعرفون بوصلة تحرير فلسطين فاذا اراد البعض ان ينحرف فهذا شأنه ولكن التاريخ لن يرحم .انهم الان في مازق معقد ويريدون الخروج منه ترى هل انتهاء المؤتمر بتلك التوصيات تنجح باحياء دور فتح المقاتله بعد فوات الاوان ؟ القرارالذي صدر بعد انتخابات بيت لحم وانتخاب قيادة قديمة جديدة كلها من الحرس القديم ومن يسير في ركابهم اكد على ان السلام هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين..!!فهذه هي عقيدتهم الجديدة المعلنة امام كاميرات العالم ورحم الله من استشهد. فقد تحولت فتح من حركة نحرير فلسطين الي السلطة الوطنيه الفلسطينيه فقد اصبحت تحكم الفلسطينيين . بعد ان كانت عقيدتها تحرير فلسطين وحتى تحكم فقد كان لابد من دفع الثمن وقدد تم دفعه فعلا وهو فتح المقاتله. ويتساءل البعض هل فتح بحاجة الي كل هذا الصراخ من اجل عقد مؤتمر لفتح ..؟ وهل فتح بحاجة فعلا الي مؤتمر لانتخاب قيادة لها ؟ ام ان هذا الصراخ كله في الهواء الطلق..؟ فلن يتغير شيء على اجندة فتح مهما تغيرت الوجوه...نتكلم هذا بالم وحسرة علينا وعلى فتح معا ..فهل يعقل ان يكون هذا مصير اكبر حركة نضاليه في تاريخ النضال الفلسطيني الحديث ..؟ الحركة التي حولت الشعب الفلسطيني من لاجئيين الي شباب مقاتلين .. لقد ارتموا في احضان ايهود اولمرت واستيبي ليفني مع الابتسامات العريضه والاحضان الدافئه.لقد اكتفوا بالمفاوضات العبثيه ونسوا الواجب الثقيل الملقى على كتفهم فالمفاوضات التي كان العالم كله يراها على شاشات التلفاز والفضائيات الدولية لم ينتج عنها ازالة حاجز واحد من حواجز الاحتلال الاسرائيلي التي تمزق الضفة الغربية طولا وعرضا .ترى هل القيادة الجديدة لفتح قرأت اوامر الله جلت قدرته بخصوص الذين قاتلونا في ديننا واخرجونا من ديارنا وهم اسرائيل وقادتها ..؟ فقد ورد في القران الكريم احكام صريحه وواضحه ونرجوا من الاخوة في فتح ان يقراوها فبل اي لقاء مع اسرائيل او قادتها وهي :- (بسم الله الرحمن الرحيم... لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين .انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فاؤلئك هم الظالمون .) هذه نصوص امرة من المولى عز شأنه وهي التي تحكم العلاقة بيننا وبينهم . القيادة الفلسطينية مهما كانت..فهي محل احترام منا ومن جميع ابناء الشعب الفلسطيني بشرط الا تنسى الثوابت الفلسطينيه ولا تفرط بشيء واحد منها مهما صغر حجمه .وللتاريخ نذكر الاخوة في القيادة الفلسطينيه ان الراحل الرئيس ياسر عرفات رفض التوقيع على اتفاق سلام مع اسرائيل في كامب ديفيد تنسحب بموجبه قوات الاحتلال من كل الضفه الغربية ولكن بدون القدس...! القدس عروس الدنيا باسرها القدس عاصمة فلسطين ..! فنرجوا من الله ان يتذكر القادة الجدد هذا الموقف الذي كلفه حياته بعد ان فرضت عليه الاقامة الجبريه في غرفة واحدة في المقاطعة في رام الله اكثر من ثلاث سنوات ثلاث سنوات.انتقل بعدها الي رحمة الله .يخطيء من يعتقد ان الخلاف الذي حصل في عمان في اجتماع اللجنه المركزية لفتح لدراسة عقد مؤتمرها السادس كان بسبب الاختلاف حول المكان فقد كان فريق يرغب في عقد المؤتمر في رام الله حتى يحرم الكثيير من وجوه فتح من حضوره سواء من يرفض الدخول الي الضفة الغربية وهي تحت الاحتلال فلا يدخل الا بتاشيرة من اسرائيل او الذين تمنعهم اسرائيل من الدخول من تلقاء نفسها لاسباب امنيه او لاي سبب اخرفان الاسباب عند اسرائيل متعددة الالوان والاشكال بحسب الطلب..بينما كان فريق اخر من المجتمعيين من فتح يرفض عقد المؤتمر تحت ظلال الاحتلال الاسرائيلي وبحراسة بنادقه .الخلاف اعمق من مجرد مكان..فنحن امام انقلاب حقيقي داخلي في حركة فتح وهو يدق اجراسه للعارفين ببواطن الامور فان الصراع كان عنيفا لدرجه انه خرج من السر الي العلانيه ..؟ فهذا الفريق كان يرغب بالتخلص من اركان الحرس القديم وهم الذين اسسوا حركة فتح واشتركوا في معاركها بالسلاح ضد العدو الاسرائيلي ..فان مفهوم الدولة يختلف عن مفهوم الثورة ونحن في واقع السلام وهو يقتضي ذلك .علما بان هذا ليس غريبا فان الثورات دائما تأكل ابناءها .بينما الفريق الاخر في فتح وهو الذي يتمسك بمواقعه ويرفض تحويل حركة فتح الي حزب سياسي يكون مقدمة لتوقيع معاهدة سلام نهائية مع اسرائيل باي ثمن..بل ربما يتنازل عن الحقوق والثوابت الفلسطينية..!! على اي حال فقد انعقد المؤتمر السادس لحركة فتحوانتخب قيادة جديدة نتمنى لها النجاح وطعن في المؤتمر من طعن فهذا قال ان المؤتمر غير شرعي مع بيان الاسباب ..واخر قال ان المؤتمر عير دستوري مع ذكر اسباب جديده ..الخ.الا ان جسمنا ينزف دماءا غزيرة ولسنا بحاجة الي المزيد من الدماء خاصة اذا كانت على ايدي الفلسطينيين مع اخوان السلاح والنضال ..حفظ الله فلسطين من كل دخيل.

مشاهدتان (٢)٠ تعليق

Kommentare


bottom of page