لا ادري هل يجب علينا ان نموت ونصبح شهداء حتى تقوم الدول بتعليم ابنائنا..؟ فقد ذكرت صحيفة الراية القطرية ان قطر تبرعت بتعليم ابناء شهداء الهجمة الاسرائيلية على (غزة هاشم)سنة 2014 .كما اعلنت تركيا قبل الانقلاب انها ستفتح جامعاتها لتعليم1000 طالب من ابناء الشهداء في (غزة هاشم) ..لهم الشكر. بعيدا عن السياسة قليلا .. فلم نعد نكتب الا عن الحروب والانقلابات وشلالات الدم في معظم الاقطار العربية.. ونكتب عن (الارهاب) في الدول العربية ..بل في اوروبا وامريكا .نريد ان نرتاح قليلا من هذه الهموم والماسي.. فقد تحولت الشاشات الفضائية الى نشرة اخبار القتل.. والدمار في كل مكان. هل هذا قدرنا ..؟اليس من حق الشعوب العربية ان تعيش حياة هانئة ..؟لقد اصبحت السعادة من الماضي ولا نعرفها في هذا الزمان ..هل مكتوب علينا ان تشتري الابتسامة والضحك من افلام عادل امام.. واسماعيل يس رحمه الله..؟ اصبحنا نحسد الشعوب التي تغني وتعيش في مرح وسرور.لعلها استراحة المحارب.على اي حال نعتقد ان الشعوب او الافراد ممكن لهم تغيير هذا الجو الخانق الذي لم يعد يحتمل والخروج من عنق زجاجة الهم والغم.. التي كادت توصل مجتمعاتنا الى الاحباط واليأس والامراض على كافة انواعها التي سمعناها والتي لم نسمع عنها من قبل. انا شخصيا كنت ساهرا بعد خروج علامات (الناجحين في الثانوية) العامة في (غزة هاشم ) ولفت نظري ان الناجحين من ابناء وبنات عائلتي) هم ثلاثة فابتسمت ولا اعلم كيف هداني الله الى ان اكتب على جهاز الكمبيوتر اني سوف اقدم (جائزة100 دولار) لكل ناجح علما بان هذا مبلغ زهيد جدا ولكنه من ناحية معنوية..لا باس به ..ولكن اتضح لي ان عدد الناجحين (ثلاثين)وليسوا ثلاثة فقط ..المهم دفعت لكل ناجح 100 دولار وكنت سعيدا بذلك فقد رايت الطلاب شبابا وصبايا مسرورين جدا وزادت فرحتهم .فان الهدية مهما كانت افضل من التهنئة بالكلام فقط اي مبروك. وفي العام التالي نجح من عائلتنا في غزة (35 شابا وصبية) وكلهم يطلب الجائزة وهي 100 دولار.. صدقوني كنت سعيدا جدا وانا ادخل السرور الى قلوب ابنائنا وبناتنا . فاقترح اخي ان نعمل لهم حفلا عائليا ونقدم اثناءة الهدية لكل من الناجحين والناجحات ..فوافقت وتمت الحفلة مع الجوائز . لقد اصبحت الحفلة العائلية عادة مستمرة..فيحضر الناجحون والناجحات ومعهم اهلهم سواء والدهم ووالدتهم الي اي صالة في (غزة هاشم) فيجتمع الناجحون معا في حفل يجمعهم ويزيل الهم عنهم..ولو لعدة ساعات وتتقوى صلة القرابة والمحبة وينسون اوضاعهم المؤلمة ..نتيجة الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة .والذي شارك فيه بعض ذوي القربى . اجمل ما في هذه الحفلات للناجحين انني شخصيا كنت اخر مرة في غزة هاشم سنة 1999 اي ان هذا الجيل لم اره ولم يروني ..بمعنى اخر اني لا اعرف الا اسماءهم فقط ..ولكني كنت في غاية السعادة يوم 2/8/2016 عندما اخذ الجائزة (الفوج السابع)من عائلتنا. ان عقارب الزمن تركض بسرعة يعني هذه هي السنة السابعة على التوالي التي نقيم فيها حفلا سنويا للناجحين والناجحات.لا تتصوروا مقدار الحب الذي ربطنا بدون معرفة والكلمات الرائعة التي اسمعها منهم بل والدعاء لي بالصحة وطول العمر ما يجعلني ابكي احيانا ولكن الله يعلم اني احبهم من كل قلبي. هذه تجربة فردية ..اتمنى ان يكون فيها مثل طيب لجميع العائلات ..ليت الاخرين من اهلنا في فلسطين. وهم والحمد لله في ثراء انعم الله به عليهم خاصة الذين يعيشون في المملكة العربية السعودية وفي دول الخليج. ليتهم ينفقون من مال الله فان المال لله جل شأنه. ونكون في غنى عن الموت والشهادة حتى يتعلم ابناؤنا ليتهم يخنارون عمل شيء يسعد ابناءهم واخوانهم في القدس.. ورام الله.. وغزة.. وفي كل مدن فلسطين القابعة تحت الاحتلال. فهم جميعا بحاجة الى ومضة من السعادة والسرور فقد قال عليه الصلاة والسلام(خيركم خيركم لاهله ) فان صلة الرحم من الرحمة التي هي عند الله جل شأنه.صحيح توجد جماعات تقدم القروض والمنح الى ابناء فلسطين مثل (التعاون) وصندوق التعليم العالي للاجئين الفلسطينيين.. وصناديق اخرى للعائلات فلهم الشكر على اهتمامهم باخوانهم ولكن المبادرات الفردية ليست بحاجة الي روتين واجتماعات فهذا يبني مسجدا لوجه الله تعالي واخر يبني مدرسة ابتدائية او ثانوية واخر يقدم اجهزة لغسل الكلى ..الخ المهم ان ندخل البهجة والسرور على صدور ابنائنا واخواننا وهم في اشد الحاجة الى معرفة اهلهم. قال عليه الصلاة والسلام بعد وفاة المسلم يزوره في القبر رجل يلبس ثيابا بيضاء فيساله المتوفى من انت..؟ فيجيب انا السرور الذي ادخلته على الناس فسوف اكون دليلك وان شاء الله شفيعك . اللهم ارحمنا برحمتك واجعلنا نقدم ما نستطيع طوال حياتنا.
top of page
bottom of page
Opmerkingen