مما لا شك فيه ان اصوات الشباب واعتصاماتهم ودماؤهم الزكية التي نزفت في تورة الشباب روت ارض مصر وتونس وليبيا. وكان ذلك ثمنا لتحريك المياه الراكده في العالم العربي .الذي ابتعد عن مجريات الدنيا مدة طويلة.. لدرجة ان الكثير من المثقفين العرب وصل الي قناعة.. بان الشعب العربي مات ..؟ بينما كان البعض اكثر تفاؤلا فكانوا يقولون في مجالسهم وندواتهم.. ان الشعب العربي نائم وسوف يستيقظ يوما ما .. فكلنا نعلم ان الرئيس السابق حسني مبارك حكم مصر بقبضة فولاذية ومعلوم للجميع مدى الفساد والكبت.. وحتى خيانة مصر.. وعروبتها من اجل خدمة اسرائيل الخ. وبالرغم من كل الفساد والجرائم التي تمت في عهد مبارك ..الا اننا نجد انفسنا واقفين امام حدث.. يختلف تماما عما نشاهده في ليبيا.. الان فان مبارك عند قيام ثورة الشباب حاول المحافظة على نظامه بالرغم من مضي 30 سنة في الحكم فاستشهد عدد من الشباب ومن الصبايا.. الا ان مبارك عندما شاهد الملايين تطالبه بالرحيل.. ركب طائرته وتنازل عن رئاسة مصر..؟ وهذا بعكس ما نشاهده الان في ليبيا.. فان القذافي بالرغم من انه حكم ليبيا 42 سته الا انه يقف بصلابة ووحشية.. في وجه ثورة الشباب التي امتدت من تونس الي مصر ثم وصل لهيبها الي ليبيا .. ويؤلمنا ما نراه على شاشات التلفزيون يوميا من استعمال القذافي الدبابات العسكرية.. والطائرات النفاثة.. والصواريخ .. لضرب شعبه الاعزل من السلاح..؟ وكل جريمته انه يقول للقذافي كفى حكمتنا 42 سنه وجعلت ليبيا مزرعة.. لك وللاولادك ..ونسيت الشعب الليبي..؟ ونعتقد ان الاستعباد والديكتاتوريه قد حانت نهايتها..!! ولكن الذي يلفت النظر.. ويستحق الوقوف عنده.. هو الموقفان المتناقضان لمبارك والقذافي..؟؟ فان الرئيس السابق او المخلوع حسني مبارك لم يستعمل القوة العسكرية لقمع ثورة الشباب..؟ ولم يستعمل الحرس الجمهوري..؟ وهو قوة لا يستهان بها من ناحية العدد او العتاد او التدريب.. ولا يوجد اي دليل على ان الرئيس السابق طلب من الجييش.. قمع الثورة ولكن الجيش رفض..؟ بل الثابت امامنا حتى الا هو ان الرئيس السابق لم يطلب.. من الجيش قمع الثورة بل انه طلب من الجيش ان يحافظ على مصر.. ويحكمها من بعده..؟ ويبدو هذا من حضارة الشعب المصري فنحن نذكر ثورة 23 يوليو سنة1952 المباركة فقد طلب الجيش من الملك السابق فاروق ان يتنازل عن العرش.. وان يغادر مصر..؟ وكان عنده الحرس الملكي وكانت القوات البحرية مع الملك بل ان بعض وحدات الجيش كانت تدين بالولاء له الا ان الملك قال:- لا اريد نقطة دم مصرية تسفك من اجلي ..؟ ووقع التنازل عن العرش.. وركب البحر واتجه الي منفاه الي ايطاليا دون سفك دماء او مقاومة . اما موقف القذافي.. فهو على النقيض.. تماما فقد توعد الثورة بالرغم من انهم شباب عزل وقرر فتح النار عليهم..؟ بل لم بخفي انه سوف يحرقهم جميعا.. واتهمهم بمختلف التهم والاوصاف ..من جرذان الي خونة الي عملاء الي المتامرين الخ. ونفذ تهديده فعلا فضربهم بكل انواع الاسلحة المتوفرة لديه.. ولا ندري كيف يضرب حاكم عربي شعبه من اجل كرسي ..ولم يكتفي باثنين واربعين عاما من الرئاسة القهرية المهم في نظرنا.. هو لماذا هذا التناقض في الموقفين ؟ او لماذا لم يستعمل مبارك القوة ..؟ بينما القذافي استخدم كل ما عنده من قوة... مفرطة في مواجهة شباب اعزل؟ نعتقد ان السبب لا يكمن في عزوف مبارك عن الحكم.. وتمسك القذافي به.. بل يرجع هذا الي حضارة الشعوب.. او عادات الشعوب.. فان مبارك بالرغم من كل اخطائه التي لا تغتفر... الا ان حضارة مصر اي سبعة الاف سنة قبل الميلاد.. كانت كفيلة بالا يقدم الرئيس.. على قتل ابناء شعبه ..؟ اما القذافي فان حضارة الصحراء هي التي تحكم تصرفاته ..؟ ومعلوم ان اهل الصحراء.. يتغنون بالجواد والسيف والشجاعة في الحروب..؟ وليبا صحراء كبيرة انعكست حضارة السيف.. على عفلية القذافي.. فلم يبالي بضرب شعبه وكسب غضب العالم كله ..؟ حفظ الله زهور ليبيا..!!
top of page
bottom of page
Comments