الوفاء عملة نادرة هذا الزمان.. فان نكران الجميل.. هو السائد الآن.. فنحن نعيش زمن المصالح السياسية والاقتصادية ..الخ . اما المحبة والوفاء.. والاعتراف بالجميل.. فقد اصبحت من قاموس الذكريات.. حتى ثقافتنا بدأت تلبس هذه الالوان..؟ ولقد قيل في الامثال العامية وهي احد روافد الثقافة عندنا.. ان المستحيلات ثلاثة : - الغول والعنقاء والخل الوفي...؟ فالصديق الوفي.. والوفاء بصفة عامة.. هو من المستحيلات في تفكيرنا الحديث ..؟ ولكن يبدو ان هذه المقولات ليست صحيحة ... فان الامة العربية.. ما زالت بخير.. والاعتراف بالجميل ما زال في قلوبنا ..خاصة المثقفين من شبابنا..؟ اقول هذا لاني كنت في دبي.. الشهر الماضي وفوجئت بمقالة جميلة.. كلها حب ووفاء الى الاردن الجميل ..؟ والكاتب هو اماراتي الجنسية وليس من اصل اردني.. فان العرب ما زالوا بخير. وان الكاتب صحفي مميز.. ولا ينتظر مكافاة او وساما.. بل كتب ما في قلبه من حب حقيقي.. ومن وفاء عربي اصيل.. نادر هذه الايام..؟.فقد كتب بقلمه.. ما يجيش في صدره.. من ذكريات جميلة قدمها الاردن وابناؤه.. الى الامارات العربية خاصة.. والى دول الخليج بصفة عامة ..؟..واسمحوا لي ان انقل.. ما قراته في صحيفة الخليج..الاماراتية .. بقلم الاستاذ سعيد حمدان.. حرفيا.. بدون اي زيادة وهو بعنوان "بصمة اردنية":
لا توجد دولة عربية التصقت بدول التعاون.. واثرت فيها .. في مرحلة معينة مثل الاردن..؟ جيل السبعينيات والثمانينيات وتحديدا في الامارات.. يحمل ذكرى وصورة.. عن هذا البلد.. لا تسمح ولا يخف بريقها.. لماذا..؟ وما هي هذه الصورة ؟ تعالوا نتذكر المد الاردني.. الذي كان هنا في بداية السبعينيات.. والاتحاد يقوم.. ويكبر.. والدولة تؤسس وتنهض..؟ وجدنا الاردنيين في اشهر واهم جهاز انذاك.. وهو الجهاز العسكري.. كان كبار المدربين.. ومعظم الدورات عربيا.. كانت ترسل الى ربوع عمان...؟ وتدريبهم.. كما يحكي من كان في الجيش.. فيه الكثير من الشدة.. والضبط والربط..؟ لقد اتعبونا كثيرا في شبابنا.. لكنهم افادونا كثيرا.. في عملنا وحياتنا.. جزاهم الله خيرا...،، هكذا يردد لك هؤلاء.. الذين اصبحوا اباء واجدادا اليوم ...في الخمسين والستين من اعمارهم . ابقوا في حياتهم وذاكرتهم..اسماء العديد من الضباط ..والمدربين.. يرددونها وكلهم حنين ..؟ الى ذلك الزمن وتلك الوجوه.. واين هو البيت الاماراتي ؟ الذي لا تجد فيه واحدا.. او خمسة من افراده.. ينتمون الى او سبق ان عملوا في القوات المسلحة ..؟ فالجيش في تلك المرحلة كان هو المؤسسة الحلم.. التي يتمنى معظم الشباب الانضمام اليها ...،،
في التعليم.. كان اهم وافضل المدرسين.. الذين علمونا الانجليزية.. والعربية.. والرياضيات ..يحملون الجنسية الاردنية...،،
في الاعلام ..ايضا كانوا في جميع الصحف.. ووكالة الانباء .. ومختلف الاذاعات والتيلفزيونات المحلية.. زملاءً واساتذة.. عملوا باخلاص.. وقضوا سنوات طويلة.. في خدمة هذه المؤسسات . والاردن... دخل الينا من باب اخر.. باب واسع.. اوصل هذا البلد العزيز.. الى مختلف افراد الاسرة الواحدة.. انه باب الفنون والدراما الاردنية...؟ كان لا يمر يوم الا ونشاهد مسلسلا.. او اثنين.. من بطولة ممثلين وممثلات اردنيين..،، قد يكون المجتمع الاردني.. لم يحفظ اسماء وتفاصيل مسلسلاتهم... كما حفظها واحبها اهل الخليج..؟ هل يمكننا ان ننسى حلقات..(حارة ابو عواد) و( وضحى وابن عجلان) و(دليلة والزئبق) و( رأس غليص ) الغريب وساري) ..؟ اسماء ووجوه.. لا تزال محفورة في الذاكرة.. كنبيل المشيني.. ومحمود ابو غريب.. وزهير النوباني.. وحسن ابو شعيره.. وابو مرزوق.. وسمعه ..والجميلة عبير عيسى ..؟؟
هذه الدراما.. نقلت معها ثقافة الاردن..؟ وتحديدا حياة البدو..؟ التي هي ثقافة مشتركة.. مع اهل هذا الخليج.. اللهجة والعادات.. والعرف والربابة.. وبيت الشعر.. والشماغ الاحمر و الطرابيش وصوت الهاون (المهباش) وفنجان القهوة..،،
اين ذهب كل ذلك البريق.. ؟ اين اختفى الاردن من حياة مجتمع اهل الخليج..؟ صديق اردني برر ان الغزو العراقي للكويت.. وحرب الخليج الثانية.. والمقاطعة الخليجية للاردن.. هي السبب .اردن اليوم اين هو..؟ اين قوته..؟ التي تكمن في اعلامه.. وفنونه وموقعه .. وابنائه الذين وصلوا واثروا واستطاعوا ترسيخ صورة.. الاردن الجميل.. وثقافته وحضارته.. في الماضي يستطيعون اليوم.. بسهولة وسرعة.. ان يتقدموا وينافسوا.. ويشغلوا العالم فنونا وابداعا.. وان يستردوا الجماهيرية التي صنعوها يوما ..؟
Comments