top of page

مطاعم الوجبات السريعه عدونا السياسي والصحي الجديد..؟


السياسه والاقتصاد وجهان لعملة واحده وهذا يجعلنا نهدي تقديرنا واحترامنا الي المسؤلين في عمان الذين قاموا بالحملة الصحية في الاسبوع الماضي ولم يترددوا في اغلاق بعض المطاعم التي كانت مخالفة لاهم الشروط الصحية لسلامة المواطنين وكم ولقد سعدنا كثيرا عندما قال وزير التموين ( ان صحة المواطنين خط احمر) . فلم يخشى المسؤلون من الاسماء العالمية وخيرا فعلوا فقد حافظووا على صحتنا وثقافتنا بل وحضارتنا ايضا.ونتمنى الا تقف حملات التفتيش المباركه عند حدود العاصمة بل يجب ان تصل الي جميع المدن الاردنيه . فقد رحل الاستعمار العسكري عن جمع الدول التي كانت مستعمرة ولكنه اتخذ اشكالا جدييدة من الاستعمار الحديث تناسب العصر مع احتفاظه بغريزة امتصاص دماء الشعوب وتصدير الازمات لهم اقتصادية اوسياسية او صحية..الخ ..! فهذه غريزه في دمهم تدور معهم وجودا وعدما .فان ابشع ما درج عليه المستعمرون في العصر الحديث هو تغيير ثقافة الدول التي استعمروها فبعد الجلاء واعطاء الدولة استقلالها فان الاستعمار يغادر البلاد بعد نزع هويتها فتصبح دولة بدون تاريخ تعيش مثل الطحالب فوق سطح البحيرات الراكده بدون جذور.او تسبح في الهواء الطلق بعيدا عن تاريخها وملبسها وماكولاتها .وهذا ما حدث للدول الناميه التي كانت تئن تحت استعمار الدول الاقوى في زمانها فان المستعمرين نقلوا اسوأ طباعهم الي الدول الناميه من اجل نزع هويتها الوطنيه وتدمير صحة المواطنين فيها اضافة الي خلق جيل من السياسيين يروجون ويتبعون افكارا غريبه عن مجتمعهم فيصبح شعبها يسبح في الهواء الطلق بعيدا عن اصله ولعل اسهل وسيلتين طبقهما الاستعمار هما الملابس و المطاعم ..؟ .ففي العالم العربي بدأ الاستعمار بتغيير الزي العربي سواء كان لباس الراس وهو الكوفيه والعقال او الطربوش اصبحنا نرتدي الزي الغربي من بدلة او برنيطه وكذلك ازياء النساء فالسيدات العربيات كن يرتدين الحجاب والملابس الطويله بغض النظر عن الدين والان اصبحن ملفوفات ومغرمات بالملابس الغربيه ولا نبالغ اذا قلنا ان بعض نسائنا وفتياتنا اصبحن كاسيات عاريات تقليدا لما غرسه االغربيون فينا .. خاصة ونحن نرى عارضات الازياء كل يوم على شاشات التلفاز واحيانا كثيره تقدم العارضات الجميلات (احدث موضه) للازياء في عرض حي ومباشر في احد الفنادق الكبرى عندنا.. الا انه ترك خلفه اسوأ العادات التي مسحت تراثنا العربي في محاولة خبيثة لمحوصحتنا وصحة ابنائنا ..فيصبح المواطنون طريحوا الفراش بحاجة دائمة الي الاطباء والي المستشففيات واهم من هذا نبقى بحاجة الي الدواء الذي تنتجه الدول الاستعماريه ونحن لا نستطيع انتاجه خوفا مما اطلقوا عليه (قانون الملكيه الفكرية).خاصة بعد دخولنا في (اتفاقية الجات الدوليه) وهي (اتفاقية التجارة الحره).فنحن بحاجة الي شركات ادوية مجهزة بمختبرات حديثه وتجري الابحاث حتى تصل الي الدواء.. ولكنا ناخذه الان جاهزا مع تغيير لفظه فقط .وهكذا تقف عجلة الانتاج في البلاد صناعيا او زراعيا ونرجع مجبرين على مواجهة خطر جديد بل عدو جديد.. والفارق بين العدويين اننا اخترنا العدو الثاني بانفسنا .. فنحن اخترنا مطاعم الوجبات الخفيفه بانفسنا ..بل دفعنا لاصحابها الملايين من اموالنا من اجل سماحهم لنا باستعمال سمومهم بحجة استعمال اسم المطاعم الغربيه الاستعمال التجاري فاصبحوا يبيعوننا الهواء ..؟ فهذا (الهمبورجر) على اختلاف تسمياته وهو اللحوم المليئه بالدهون والمليئه بالزيوت مما جعل الاطباء المخلصون يقولون (اذا اردت ان تشتري مرضا لقلبك فاشتري الهمبرجور).ا ان المطاعم التي اطلقوا عليها اسم مطاعم الوجبات الخفيفه هذه المطاعم لها قصة اخرى لانها وجه جديد للاستعمار وان كان يهدف الي تدمير الصحة وتدمير الحضارة معا .فهي لها هدف صحي ولها هدف سياسي مهم جدا .. واذكر انني كنت في زيارة الي العاصمة الفرنسيه باريس... ودعاني احد الاصدقاء الفرنسيين الي الغذاء ونحن على المائدة سألني صديقي الفرنسي هل رأيت مطاعم الوجبات الخفيفه الامريكيه في( شارع الشانزليزيه) وهو اهم شارع في باريس .. فهناك مطا عم في شارع الشانزليزيه.. تبيع سندويتشات الهمبورجر المختلفه وكذلك البيتزا بانواعها ..الخ .فاجبت نعم رايتهم ..؟.. ولكن لماذا هذا القلق يا صديقي انها مجرد مطاعم للاكل .. فاجابني بعصبية ظاهرة يا صديقي هذه سياسة استعماريه جديده .. انهم يريدون ان يهدموا صحتنا وحضارتنا ويدمروا ثقافتنا..بهذه المطاعم .. انهم الان يريدون تدميرنا بهذه المطاعم الرخيصه .. واستفسرت من صديقي الفرنسي كيف يهدمون صحتكم وحضارتكم ببعض المطاعم ..؟ فاجابني والحزن باد على وجهه هذه المطاعم ببساطه شديده.. سوف تفكك العائلات ولن تجتمع عائلة واحده على العشاء او الغذاء.. وبالتالي يذهب كل فرد الي تناول وجبة منفردا او مع اصدقائه او صديقته .. ولا داعي للام او الزوجه.. ثم لا حاجة للاسرة.. بل ولا حاجة للقبيلة او العشيرة بل ولا داعي للبيت.. واخيرا اين الوطن..؟ هل وصلت الرساله ..؟ وبدأت احدث نفسي ترى هل نحن في العالم العربي بنفس التفكير .. سالنا انفسنا عن جدوى وجود عائلة للانسان ...ام ان صحتنا وثقافتنا وحضارتنا مهددة بمطاعم الوجبات الخفيفه..؟ هل نحن امام عدو جديد يحاربنا بطرق جديدة ....ان الاسره هي عماد الوطن بل هي اللبنة الاولى في جسم الوطن فاذا تفككت الاسرة انهار الوطن كله.. ليتنا نحرص على مكونات مجتمعنا مثل الفرنسيين فهم مثل باقي الاوروبيين ينظرون نظرة اعمق منا في كل ما يقدم لهم سواء من وجبات طعام او من الملابس او حتى السياسه ونحن نامل في قدوم اليوم الذي نفكر بعمق في كل شيء حولنا حتى نسابق الامم المتحضره ونجلس في المكان المرتفع الذي نحلم فيه .

مشاهدة واحدة (١)٠ تعليق

Commentaires


bottom of page