top of page

معجزة ماليزيا .. من الفقر الى الثراء


ماليزيا دولة صغيرة في جنوب شرق اسيا ، عدد سكانها 27 مليون نسمة ، كانت تعيش على زراعة الموز والاناناس وصيد السمك ، ويبلغ دخل الفرد سنويا حوالي800 دولار اي حوالي دولارين في اليوم؟؟ كانت تعيش تحت وطأة الاستعمار البريطاني ، الذي جاء بعد الاستعمار الياباني للبلاد ، الى ان قيض الله لها رئيسا مخلصا ، هو الرئيس مهاتير محمد ، الذي نشأ من اسرة فقيرة ، كان يحلم بدراجة يركبها الى المدرسة ، واضطر لبيع الموز في الشارع ، ثم ذهب في منحة دراسية ، ليدرس الطب في سنغافورة،، وبعد تخرجه عاد الى ماليزيا وفتح عيادة الا انه خصص نصف وقته ، لعلاج الفقراء مجانا،، ثم انتخب في مجلس الشعب والف كتاب (مستقبل ماليزيا الاقتصادي) وتم اختياره وزيرا للتعليم ثم رئيسا للوزراء لتبدأ النهضة وتغيير الاوضاع نحو الثراء ، كيف؟.

اولا: رسم الرجل خريطة لمستقبل البلاد ، حدد فيها الاولويات والاهداف والنتائج ، التي يحلم بها والتي يجب الوصول اليها خلال 10 سنوات.

ثانيا: قرر ان يكون التعليم والبحث العلمي ، لهما الاولوية في اجندته ، وضخ الاموال لتأهيل الحرفيين ، ومحو الامية ، وتعليم الانجليزية ، والبحوث العلمية ، وارسل عشرات الاف في بعثات للجامعات الاجنبية. فلماذا الاولوية للجيش ، وهم ليسوا في حالة حرب مع احد؟ وألغى التعازي والهدايا ، وحارب الرشوة والفساد ، بقسوة بالغة.

ثالثا: اعلن للشعب الذي احبه بكل شفافية ، خطته واستراتيجيته والنظام المحاسبي ، الذي يحكمه.

رابعا: بدأ بتحويل ماليزيا من بلد زراعي ، ينتظر المطر؟ الي بلد صناعي ، فاهتم بالالكترونيات ، والترانزيستور ، وكل مشتقات الصفائح الالكترونية وما يدخل في النظام العالمي الحديث ، من ادوات كهربائية وتلفزيونية ، وحاسوب. وبدأت الايدي والعقول تشتغل؟؟ ونظرا لرخص الايدي العاملة ، في ماليزيا ، فاصبحت ماليزيا قادرة على تصدير ، هذه القطع الي امريكا واليابان.. الخ ، فبلغ حجم الصادرات 200 مليار دولار سنويا،، واهتم باستخراج النفط من الارض ، ومن البحر ايضا ، بل ان ماليزيا تنتج النفط من اشجار زيت النخيل ، بطريقة علمية فريدة. واهتموا بمزج الحديد مع الالمنيوم والحصول على مادة اقوى من الحديد حيث تم بناء برجين توأمين وهما اعلى برجين في العالم (قبل افتتاح برج دبي) الذي اصبح الاعلى في العالم.

خامسا: اهتم بالزراعة التي تخدم الصناعة ، فتمت زراعة مليوني شجرة (نخيل زيت) فاصبحت ماليزيا ، اولى دول العالم ، في انتاج وتصدير زيت النخيل. واهتمت ماليزيا بالسياحة ، فحولوا معسكرات الاحتلال الياباني ، التي كانت في الحرب العالمية الثانية ، حولوها الي مناطق سياحية ومدن رياضية ، واصبحت ماليزيا ، مركزا عالميا لسباقات السيارات والخيول ، وتبع ذلك بناء المطارات العالميه الضخمة ، والطرق السريعة ، والاف الفنادق الفخمة 5 نجوم خدمة للسائحين والمستثمرين ، الذين اتوا من الصين والهند والخليج ومن كل بقاع الدنيا.

سادسا: اهتمت ماليزيا بالاستثمارات الخارجية ، فهي ضرورية للاقتصاد ، في هذا العصر ففتحت الباب على مصراعيه ، وانهالت الاستثمارات الخارجية ، خاصة بعد انشاء البورصة في كوالالمبور (عاصمة البلاد) ، وشهدت البلاد نهضة ثقافيه ضخمة ، بجانب النهضة الصناعية ، فقد تم انشاء المدارس والجامعات ، ومراكز الابحاث العلمية ، وتم انشاء اكبر جامعة اسلامية في العالم ، اصبحت من اهم 500 جامعة في العالم ، وفيها شباب من مختلف البلاد العربية والاسلامية. وهكذا وجدنا ماليزيا قد تحولت من بلد فقير الى ان اصبحت مزدهرة بل على قمة الدول الناهضة ، وقد اصبحت رابع قوة اقتصادية ، في اسيا بعد الصين واليابان والهند؟ فقد زاد دخل الفرد من 800دولار الى 16000 دولار ، وارتفع الاحتياطي النقدي من 3 مليارات دولار 1981 الى 98 مليار دولار 2009 واصبحت الصادرات الماليزية اكثر من 200 مليار دولار. مما سبق يتضح لنا ان ماليزيا لم تعتمد على المساعدات بل اعتمدت على سواعد ابنائها وعقولهم،،.

مهاتير محمد ، بعد ان صنع معجزة ماليزيا ، بعد 20 سنة من الحكم ، قرر بارادته المنفردة ، ان يترك الحكم ليستريح؟ رغم كل المناشدات الشعبية له ، الا انه فضل ان يفسح المجال لغيره ، تاركا لمن يخلفه ، ازدهارا مع ، خريطة وخطة ، عمل ماليزيا سنة ,2010

٠ مشاهدة٠ تعليق
bottom of page