اعتقدنا ان المعجزات انتهت بانتهاء الانبياء والرسل هكذا كان اعتقادنا الا اننا اكتشفنا بطلان هذ الاعتقاد صحيح ان المعجزات اعمال خارقة لا يستطيع اي انسان فعلها وقد تكون مخلوقات نراها كل يوم ولكن لا نكتشف محتوياتها ومكوناتها الا ان تقدم العلوم والتكنولوجيا مكنتنا من معرفة مزايا هذه المخلوقات من خلال علماء افاضل قاموا بالبحث والكشف عن تلك الاسرارفي علم جديد اطلقوا عليه اسم (الاعجاز في القران ) لان العديد من المخلوقات المغلفه بالاسرار الالهيه ورد ذكرها في القران الكريم وتم الكشف عنها حديثا جدا .. وليس سرا نقول انني مثل الكثيرين من المثقفين اعتقدنا بان عصر المعجزات قد انتهى مع انتهاء عصور الانبياء والرسل الا اننا فوجئنا بالعلم الحديث يرفع الغباش عن عيوننا ويظهر لنا ان المخلوقات عديده ولكنا لا نعرفها مصداقا لقوله تعالي( وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الي ربهم يحشرون) صدق الله العظيم .ولقد سبق لنا ان كتبنا في جريدة الدستور الغراء عن (محاكم الغربان) والقوانين الالهيه التي تحكمها ثم تكلمنا في مقال اخرعن معجزة (النحلة وهل هي حشرة ام انها طائرة اف17) لان الله جلت قدرته خلق فيها ادوات ومميزات تفوق الادوات الالكترونيه الموجوده في الطائرات .وطبعا فان الاعجاز في القران يكشف لنا كل يوم معجزات جديده غريبه ويجدر الاطلاع عليها وسبحان الله الذي احسن خلق كل شيء.ولكن يبدو ان الخير والشر موجودان في الحياة منذ خلق الله ادم.. فالخير والشر بدءا منذ قابيل واخوه هابيل.. حيث قتل احدهما اخاه الاخر وهذا ناموس الكون الا اننا لا نجد هذا محصورا في الانسان فقط.. بل نجده في النمل.. ايضا فهناك النمل الخير وهو( نمل العسل) وهناك النمل الشرير وهو(النمل السفاح) ونتكلم عنهما
نتكلم عن معجزة جديدة هي النملة التي تحمل العسل.. في جوفها ويسمى هذا النوع من النمل( نمل العسل ) واحيانا يطلق على هذه النمله اسم( نمل وعاء العسل) لان النملة مثل الجمل وهو يجتر طعامه.. ويخزنه في سنامه لوقت الحاجه الا ان هذه النملة تختلف عن الجمل في انها تخزن العسل في معدتها.. لا لتاكله بل حتى تغذي به غيرها من النمل خلال موسم الصيف وهو موسم الجفاف ..فهي لا تغذي اطفالها مثلا بل تحمل العسل حتى تغذي به من تحتاج من النمل.. وكأنها خزان عسل لجميع النمل..سبحان الله العظيم ويعيش نمل العسل هذا في الصحاري القاحله ذات الطقس الجاف وتعتبر هذه النملة المصدر الوحيد لغذاء غيرها من النمل.. بدون اي علاقة عاطفية مثل الاطفال مثلا بل هي تطعم غيرها من النمل بدون اي مقابل .!!.ويقول العلماء الذين اجروا بحثا دقيقا على هذا النوع من النمل على ارض الواقع ان هذه النمله تعتبر مصدر غذاء للنمل بل ولبعض الحيوانات.. التي تعيش في الصحراء ..ويزداد الامر غرابة عندما نعلم ان هذه النملة الصغيرة التي تحمل العسل في جوفها تقدمه للبشر ايضا.. اذ يتناولها السكان الاصليون وياكلونها بما فيها .وكأنها الحلويات او العسل المخزون في الشمع .فهي تعيش بكثرة في صحاري استراليا..اي ان هذه النملة الصغيرة تحمل العسل لغيرها من النمل ولغيرها من الحيوانات الصحراوية وحتى للبشر ايضا..! لا اله الا الله خلق الكون كله ويرزق من يشاء بغير حساب( وما من دابة في الاض الا وعلى الله رزقها) صدق الله العظيم. اما كيفية حصول النمل على العسل فهو ارادة الهية فبعد هطول الامطار تتجمع كمية كبيرة من الرحيق على النباتات الصحراوية وهي بطبعها سريعة الزوال وفي ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة في الصحراء القاحله شديدة الرطوبه وشديدة الحراره تخزن النمل العسل.. عن طرق اطعام مجموعة من العاملات المتطوعات بالرحيق(تصور قدرة الله فان في النمل متطوعات بدون اجر..!) وبعد هذه العملية المعقدة ينتقل العسل الي بطن النمله حتى تتضخم بطونها ويصبح حجمها مثل حجم حبة العنب.. ويعيش النمل في خلايا تشبه الخلايا التي يعيش فيها النحل.. مع الاختلاف وهو ان النمل يصنع خليته بنفسه وتعيش في كل غرفة من غرف الخلية حوالي 25-30 نملة والعجيب ان النمل يعيش بالوضع المقلوب فتكون النملة ملتصقة بواسطة ارجلها القوية بسقف الغرفه في وضع مقلوب.. واذا تعرضت احداهن للسقوط لاي سبب من الاسباب تسارع النملات العاملات الي الصاقها من جديد .المرحلة المهمة في حياة هذا النوع من النمل تاتي في موسم الجفاف.. حيث تقوم باقي النملات بزيارة هذه المخازن الحيه والمتنقله.. فتاخذ احتاجاتها اليومية من السكر وذلك بطريقة فريدة في نوعها.. اذ تلصق النملة الجائعه فمها بفم النمله المنتفخه وعنئذ تقوم الاخيرة بتقليص بطنها لاخراج قطرة واحدة الي فم اختها النملة الجائعة. ان هذا النمل( نمل العسل) يضحي كثيرا من اجل تخزين الغذاء لغيره اذ يبلغ وزن المحلول السكري الذي تحمله كل نمله اثقل بثماني مرات من وزن النملة ذاتها.. فضلا عن ان نملة العسل تبقى ملتصقة بواسطة سيقانها بالسقف اي بالمقلوب وتبقى كذلك لمدة طويلة جدا. وبالطبع فان لهذا النوع من النمل قيمة غذائية ضخمة مما يجعله معرضا لهجمات كثير من النمل من انوع اخرى فان الطمع غريزة في الحيوان مثل الانسان.ذا كان النمل يساعد بعضه بدون مقابل فالاولى بنا ان نساعد بعضنا لعل الله ينصرنا. وبعكس نملة الخير( نملة العسل) نجد نملة الشر.. وهي المسماة( بالنمل السفاح) ويشتهر هذا النوع من النمل بالعدوانية الشديده.. لانه يشن غارات على مستعمرات النمل المجاورة له والتي غالبا ما تكون من( نمل العسل) فلا يكتفي بنهب محتوياتها.. بل يقتل ملكاتها.. ثم يقتاد عددا من ذلك النمل ويجبره على العمل عبيدا له طوال حياته .. ونحن لا ندخل في باب صدق او لا تصدق.. فهو يقينا من واقع الحياة ولقد امضى العلماء سنوات عديده لمراقبة وتحليل هذه الوقائع عن طبيعة النمل وتصرفاته . فلا نملك الا ان نقول سبحان الله .. حتى النمل الصغير فيه الخير وفيه الشر.. وكأن هذا طبيعة المخلوقات كلها.. وليس مقصورا على البشر فقط ..!!
Comentarios