
بمداد من دموع القلب او بحبر بلون دماء الشهداء الذين قدموا ارواحهم تلبية لنداء الشرف والبطوله من اجل تحرير فلسطين الغاليه ..؟ الشهداء من كافة الجنسيات فلسطينيين و اردنيين ومصريين وسوريين وسعوديين ..الخ فالقائمة الذهبية باسماء الشهداء طويلة لا تتسع لها مجلدات كذلك جنسيات الشهداء فقد انصهروا في بوتقة الشهادة اصبحوا جميعا يتمتعون باسم واحد وبجنسية واحدة وهم الشهداء الذين قال عنهم رب العزة بسم الله الرحمن الرحيم(ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) نقول هذا بعد الخلافت الداميه بين حركة فتح وحركة حماس والذي يجعل القلب داميا والجرح الفلسطيني ينزف دما قانيا هو ان الحركتين اتخذتا اسما شريفا يجعلهما يترفعان عن الخلافات العبثيه فالاولى حركة التحرير الوطني الفلسطيني.. والثانيه حركة المقاومة الاسلاميه.. ولكن اختلف الرعاة فتفرق القطيع.. وسالت دماؤه في شوارع المدن الفلسطينيه ..ترى هل اللحم الفلسطيني رخيصا الي هذا الحد في نظر الرعاة,,.؟ولكن اتضح ان كرسي الحكم والرئاسه اغلى كثيرا من الجسد الفلسطيني.. ويا فرحتنا فقد كنا نحلم بدولة فلسطينيه واحدة .. فاذا نحن نملك دولتين دولة رام الله ودولة غزه ,, وليس بذي بال ان الدولتين تحت الاحتلال الاسرائيلي..فان هذا ليس مهما في نظر الرؤساء.. رحم الله الشيخ احمد ياسين والشهيد عبد القادرالحسيني والشهيد الشيخ حسن سلامه وغيرهم الكثير من كبار قادة فلسطين فقد ضحوا بارواحهم ولم ينتظروا كراسي.. نكتب هذه الكلمات بمناسبة المفاوضات الفلسطينيه _الفلسطينيه فقد اصبح الفلسطينيون دولتين يتفاوضان على مائدة واحده.. والحسرة تملاء قلب الشعب الحزين ..بل تمتد لتصل الي قلوب الشعوب العربيه والاسلاميه ..فان الدولتين يسيران على خطين متوازيين لا يلتقيان ابدا..فهما مثل قطار على سكة حديد فان قضبان سكة الحديد متوازيان لا يلتقيان لسبب بسيط وهو ان احدى الدولتين تخلت عن تقديم الشهداء من اجل تحريرفلسطين واصبحت دولة واقعية تؤمن بالسلام وبالمفاوضات فقط ولا مانع من بعض اللقاءات امام عدسات المصورين بحجة تحرير الارض المقدسه مع قليل من الدولارات او اليورو. اما الدولة الاخرى فقد رفضت لبس البدلات الحرير والكرافتات الفرنسيه وفضلت البقاء على الملابس القديمه ملابس المقاومه ..مع هدنة طويلة الامد مع اسرائيل.. هذان الموقفان لا يقبلان النقاش او التنازل مما يؤكدعدم لقاء الطرفين على الاطلاق وعدم وقوف قطار الصلح بينهما.. في اي محطة.. حتى لو كانت تلك المحطة في اقدس بقعة في الكرة الارضية وهي مكه المكرمه ..اوكانت المحطة في اليمن السعيد..الذي كان سعيدا في الماضي ولكنه اليوم ليس سعيدا ونتمنى له مستقبلا افضل باذن الله ونعود الي محطة القاهره.. فالقاهره يافطة ضخمه تعبر عن بلد الشهداء في سبيل تحرير فلسطين بلد الابطال الذين استشهدوا بالعشرات بل بالمئات.. ولا نبالغ اذا قلنا ان عدد الشهداء المصريين كان بالاف من اجل تحرير فلسطين . ولكن المشكله ليست في المكان ونقصد اي مكان في الكرة الارضيه.. فقد جربوا الالتقاء في تلك المحطات وتم الاتفاق وتوقيع المعاهدات برعاية افضل واكرم رجالات العالم العربي والاسلامي.. وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ال سعود المعظم.. ولكن نقضت الاتفاقات والغيت المعاهدات قبل ان يجف الحبر الذي كتبت به .. مما يجعل المفاوضات لا طعم لها ولا لون لها ولا رائحة لها السؤال الكبير الذي يعترض طريقنا وهو ماذا يريد الفلسطينيون من المفاضات..؟هل يبحثون عن صلح بينهم ..؟
اذا اردنا الصدق مع انفسنا وبعيدا عن اللغة الدبلوماسيه والبحث عن سبب لتحميل المسؤلية الي الطرف الاخر.. بعد نفيها. فالحقيقة ترجع الي اعمق من مجرد خلاف بين فصيلين او بين حركتين الواقع المر هو تسليم 79% من ارض فلسطين الي اسرائيل.. والاعتراف بحق اسرائيل في البقاء.. كما ورد في الاتفاقيه المشؤمه( اتفاقية اوسلو) التي قسمت فلسطين ..الي ثلاثة اجزاء الاول اراضي فلسطينيه اغتصبها اليهود واطلقوا عليها اسم دولة اسرائيل.. والقسم الثاني هو الضفه الغربيه لنهر الاردن واختار الرئيس مدينة رام الله لتكون عاصمة له.. والقسم الثالث هو قطاع غزه واختيرت مدينة غزة عاصمة له .. والضفة الغربيه وقطاع غزة لا يلتقيان جغرافيا بل بينهما اسرائيل .فاذا زالت اتفاقية اوسلوا وابطالها.. لم يعد هناك اي خلاف وطبعا هذا لن يحدث بجرة قلم.. ولا بدعاء عند صلاة الفجر.. بل اذا اردنا ان نرى الفجر بانواره فان الشاعر على محمود طه رحمه الله وهو مصري الجنسيه كتب لنا الطريق شعرا فقال:- اخي جاوز الظالمون المدى..... فحق الجهاد وحق الفدا اخي قم الي فبلة المشرقين...... لنحمي الكنيسة والمسجدا هل انتهى عصر المعجزات.. ام اننا ننتظر معجزة فلسطينيه.. مغسولة بدماء الشهداء الابرار تساندها السماء..!!
Comments