top of page

من يتجرع السم الان.. نتنياهو.. او خامئني؟


من يتجرع السم الان.. نتنياهو.. او خامئني؟

الشمس والقمر اطلا على العالم معا في لحظة تاريخية حقيقية بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى في العالم .ومن المؤكد ان العالم يقف على ابواب حقبة جديدة.. بعد توقيع اتفاق (القرن) الحادي والعشرين.. وهو الذي سماه الاستاذ عبد الباري (اتفاق ليلة القدر) وهو الاتفاق النووي الايراني الامريكي.

فقد تعرضت ايران طوال 12 عاما الي اقسى انوع الحروب الباردة.. في القرن الحاديوالعشرين .فكلنا يعلم العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة الامريكية او مجلس الامن ..لا فرق.. على ايران وقيام امريكا بتجميد جميع االارصدة الايرانية في الولايات المتحده. وتحريم التعامل مع البنوك الايرانية ثم الحصار التجاري على ايران.. وزادت الوقاحة الامريكية لدرجة معاقبة الدول التي تشتري النفط الايراني.. فلجأت ايران الي تهريب النفط من خلال( دبي ).. مما اثر على الاقتصاد الايراني بشكل ليس لهوصف في قاموس اللغة العربية.

اضافة الي الحظر على توريد السلاح الي ايران ..خاصة الحرس الثوري الايراني ..ولكن ايران بقيادتها الاسلامية لم تركع ..ولم ترفع الراية البيضاء.. ولم تستسلم. واصرت على قولها في كل مناسبة ان امريكا هي (الشيطان الاكبر) واسرائيل هي (الشيطان الاصغر) بحسب التسمية التي اطلقها الامام( الخميني) رحمه الله.. وبفي العداء مستحكما طوال اربعة عقود واخيرا تمت المفاوضات الايرانيه مع الدول الغربيه وهي 5+1في (لوزان).. حيث تم توقيع اتفاق مبديء تقلل ايران من نشاطها النووي ويتم توقيع الاتفاق النهائي قبل 30 حزيران 2015 وجاء الموعد واجتمع الوفد المفاوض الايراني برئاسة السيد محمد ظريف وزير الخارجية مع وزراء خارجية الدول الغربية وعلى راسهم السيد جون كيري وزير خارجيةا الولايات المتحدة الامريكية في (فيينا)واستمرت المفاوضات وانتهت المهلة المحددة ..ثم تم تجديدها وانتهت بدون الاعلان عن اتفاق.. فبلغت القلوب الحناجر.. ووضع الجميع ايديهم على قلوبهم فان فشل امفاوضات سوف يجعلنا امام مواجهة ربماتكون عسكرية.. ولا يعلم نتائجها الا الله.

وبفضل المولى وذكاء المفاوض الايراني.. الذي خاض معركةالمفاوضات بحذر شديد.. وايضا بذكاء شديد.. يحسدون عليه.. ونعتقد انه سوف يعلم في الجامعات.. باعتباره اسلوبا جديدا في فن التفاوض.

والحمد لله انتهت المفاوضات باتفاق قيل انه من 100 صفحه مع خمسة ملاحق منهيا صراعا دام اربعة عقود ..واحتفظت ايران بمفاعلاتها النووية التي اكدت دائما انها للاغراض السلمية.. وحققت جميع اهدافها.. كما اعلن السيد (روحاني) رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية.وبدأت معركة جديدة بين خصوم الاتفاق وبين مؤيديه وكان بطبيعة الحال (اسرائيل) على راس الغاضبين الرافضين المذعورين فاصاب الهلع والرعب قادة اسرائيل.. جميعا وبدون استثناء..من الاتفاق فقالت وكالت رويترز ان (بنيامين نتنياهو) رئيس وزراء اسرائيل اول الخائفين.. من هذا الاتفاق بل من اشد معارضيه فكان تعليقه سريعا حيث قال (ان هذا الاتفاق خطأ تاريخي ..يهدد امن اسرائيل والعالم..وانه غير ملزم الي اسرائيل التي ستبقي جميع الاحتمالات واردة ) ولم تبق الامور على لسان( نتنياهو) بل قامت عاصفة هوجاء في اسرائيل ذعرا واصابت جميع السياسين في اسرائيل فقال وزير الماليه الي الاذاعة الاسرائلية ان الاتفاق الايراني الامريكي :

– (يدل على فشل سياسة نتنياهو واضاف ان..الاتفاق يعرض امن دولة اسرائيل لخطر حقيقي وهي تحتفظ لنفسها بحق ابقاء الخيار العسكري) ومن جهة اخرى قال زعيم المعارضة في اسرائيل (اسحق هيرتزوج ) للاذاعة الاسرائلية البرنامج الثاني :

– ( ان هذا الاتفاق سيجعل ايران دولة نووية ..وسوف يؤدي الي سباق تسلح نووي.. في المنطقة .) واسرع نتنياهو الي طلب اصدقاء اسرائيل في امريكا فقالت (رايس)) مستشارة الامن القومي (ان الاتفاق لن يخفف الضعط فيما يتعلق بالارهاب ..فايران تواصل دعمها للارهاب لان التفتيش لا يضمن الا عمليات التفتيش والشفافيه). ولكن كان الاكثر وقاحة هو المرشح الجمهوري للرئاسة ..حيث قال بصلافة:

-ان هذا الاتفاق هو اعلان حرب على اسرائيل..؟ ويهدد الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ الامريكي بعرقلة هذا الاتفاق ولكنهذا التهديد صعب جدا فان عرقلة الاتفاق تحتاج الي 54 سناتور جمهوري +13 سيناتور ديمقراطي وهذ عسير جدا .لان الديمقراطيين هم حزب الرئيس (اوباما) فلن يؤخرونه. بينما الرئيس (اوباما) من المؤيدين لهذا الاتفاق بقوة فقد صرح :

-بان الاتفاق ازال احتمال اللجوء الي العنف.وكذلك جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة ايدهبقوة وقال:0(الاتفاق ابعدنا خطوات عن الصراع والانتشار النووي).

اما ايران فهي سعيدة بما حققته فهي اصبحت الدولة المركزية الاولى.. في الشرق الاوسط وسحبت البساط من تحت اقدام مصر والسعودية وتركيا.ومن اسرار الاتفاق تعهد امريكا بضرب داعش بقوة فعلية .وغني عن البيان اطلاق يد ايران في العراق وسوريا ولبنان واليمن ..وربما دول اخرى مثل البحرين والكويت.. بل ربما تساعد المظلومين الشيعه.. في المنطقة الشرقية من المملكه العربية السعودية ..نفسها قهذا الاتفاق نقلها من دولة (عدوة )الي امريكا الي دولة (صديقة )وربما تكون (حليفة) في المستقبل القريب .فان عالم السياسة متغير فليس فيه صديق دائم.. بل توجد مصالح دائمة بحسب نظرية(ميكافلي) من القرن الثامن عشر حتى اليوم.كل هذا بتوجيه المرشد العام للجمهورية الاسلامية ..الامام الخامئني ..فقد كانت معركة ايران بقيادته وهي جرت تحت الشمس وليس في الغرف المغلقة.

لذلك من الواضح لكل عين بصيرة ان (نتنياهو )سوف يتجرع السم وحيدا.!!

مشاهدة واحدة (١)٠ تعليق

Comments


bottom of page