هل اردوغان مرعب.. ام انه اصبح في خطر..؟؟
بعد الاستفتاء الذي جرى في تركيا حول الغاء 18 مادة من مواد الدستور التركي بحيث تتحول تركيا من النظام البرلماني الي النظام الرئاس وقد ظهرت النتيجة لصالح الاستفتاء بنسبة 51% او اكثر قليلا فتحولت تركيا الان الي النظام الرئاسي فاصبحت سلطات كثيرة في يد الرئيس وهو الان السيد( رجب طيب اردوغان ). ولم يكن غريبا او مستبعدا ان تقف اوروبا الصليبية ضد هذا الاستفتاء . بل وضد نتائجه فكان من الطبيعي ان تدعم المعارضين.. وربما تمولهم.. حتى يكون الفوز بكلمة (نعم) مستحيلا الا انه حدث وان كان بفارق بسيط .واصبح الكثيرون يزعمون انه يوجد انقسام داخل تركيا علما بان هذا هو النظام الديمقراطي على النموذج الغربي اي 50+ 1 .وبدأت ماكينة الاعلام الغربي في اوروبا بالعمل باقصى طاقتها بدءا من فرنسا الي المانيا الي الدانمرك..الخ.تعمل ضد تركيا وتحديدا ضد (اردوغان)..لاسباب كثيرة سنوردها قي هذا المقال. والحقيقة ان تركيا كانت في ابهى عصورها عندما كانت مسلمة.. فقد كانت (الامبراطورية العثمانية) وفيها (خليفة المسلمين )تحكم معظم اراضي العالم القديم في ثلاث قارات هي اسيا واوروبا وافريقيا . واسمه (مصطفى كمال اتاتورك )واصبح قائدا للجيش التركي.. ثم قام بخيانة تركيا فالغى الخلافة الاسلامية ..واسس (جمهورية تركيا العلمانية) سنة 1923. اصبح اتاتورك رئيسا للجمهورية وحاول بكل الطرق القضاء على الاسلام في تركيا فقام بالغاء دراسة المنهاج الاسلامي في المدارس.. ثم الغى اللغة العربية.. وهي لغة القران الكريم ثم قام بالغاء فريضة الحج..واصبح الحج ممنوعا كذلك قام بمنع الحجاب .. وحول جميع المساجد الي حانات للخمر.. او اسطبلات للخيل ثم اتجه الي الجيش فاعدم كثيرا من الضباط المسلمين ..وعزل من بقي منهم ثم قام بحملة تطهير واسعه في القضاء.. وفي مفاصل الدولة.. كلها فطرد من كان مسلما اما باعدامه او بعزله وجعل تركيا دولة علمانية واصبحت الكمالية نسبة الي(مصطفى كمال )دينا للدولة بدل الاسلام. تعطش الاتراك الي الدين الاسلامي الا ان انصار مصطفى كمال اتاتورك كانوا مسيطرين على البلاد ومضت الايام الي ان جاء (عدنان مندريس )زعيم حزب الاتحاد فقد فاز في الانتخابات البرلمانيه سنة 1954 وبدأ باعادة الاسلام الي تركيا وله قصة طريفة.. فقد كان مسافرا في رحلة جوية وتحطمت الطائره فنذر نذرا انه اذا نجى من الموت فسوف يعيد الاسلام الي تركيا …! وفعلا كان هو الراكب الوحيد الذي نجا من الموت من جميع ركاب الطائرة. اول شيء عمله (عدنان مندريس) بعد ان اصبح رئيسا للوزارة في تركيا اعادة( الاذان) باللغة العربية ثم سمح بالحج وامر بتنظيف جميع المساجد واعاد لها حرمتها كما شيد عشرة الاف مسجد في انحاء تركيا الا ان الجيش قام بانقلاب عليه سنة 1960 وحوكم بتهمة تغيير مبادىء اتاتورك والعمل على اعادة الاسلام الي البلاد فحكم عليه (بالاعدام) ونفذ فيه الحكم فمات شهيدا ..رحمه الله. الا ان التيار الاسلامي في تركيا بدأ يتحرك من جديد في سنة 1980 بقيادة رئيس الوزراء (نجم الدين اربكان ) الذي عمل الكثير على نهج سلفه الشهيد مندريس الا ان الجيش قام بانقلاب عليه ..لسحق التيار الاسمي في البلاد واودع رئيس الوزراء (نحم الدين اربكان) في السجن ثم منع من مزاولة العمل السياسي مدى الحياة . واخيرا جاء (مخلص) تركيا الرئيس رجب طيب اردوغان..وهو مسلم متعصب استلم الراية وسار بتركيا الي الامام فقفز قفزات رائعة جعلت تركيا من اقوى دول المنطقة صناعيا وعسكريا وسياسا ..فقد احتلت تركيا المرتبة 17 عالميا في الاقتصاد ثم انتهت ديونها فهي ليست مدينة لاحد . وزاد الرفاه الاقتصادي فزاد دخل الفرد التركي من 3500 دولار سنويا الي 12000 دولار .وكذلك من الناحية العسكرية فتقدمت الصناعة العسكرية في تركيا حيث اخترعت تركيا دبابات وطائرات مقاتلة.واقمار صناعية. باختصار اصبحت تركيا من اقوى دول الشرق الاوسط من جميع النواحي الاقتصادية والصناعية والتجارية. وايضا فهي تملك اقوى جيش في المنطقه وهو الجناح الشرقي( لحلف النيتو) اي حلف شمال الاطلسي ومن لناحية السياسية فهي تعيش حياة ديمقراطية مستقرة سليمة بحسب النموذج الغربي . اراد (اردوغان) تغيير بعض المواد في (الدستور) التركي ليصبح سلطان تركيا الا ان اوروبا اصيبت بذعر شديد.. واكبر اسباب قلقها حقيقة هو خوفها من ان تركيا تبحث عن (هويتها) وبالتالي ربما تفكر في (اعادة الامبراطورية العثمانية) باحدى الصيغ الحديثة فاوروبا لم تنس السلطان سليمان القانوني عندما غزت القوات التركية اوروبا ووصلت الي مدينة (فينا) عاصمة النمسا .فهاجت المانيا (اردوغان) خاصة وانه يوجد فيها ثلاثة ملايين الماني من اصل تركي.. ومنهم اعضاء في البرلمان. والقلق اصاب (فرنسا) من نتيجة الاستفتاء على الدستور التركي وقال الرئيس الفرنسي (هولاند) ان الاستفتاء جرى في اجواء غير متناسبه بين الموالين والمعارضين.. خاصة وان تركيا تعيش في ظل الاحكام العرفية .وكذلك الدنمارك والسويد اعلنوا عن قلقهم البالغ بحجج واهية اهمها الانقسام الذي اصاب تركيا من الداخل وان هناك عيوب شابت فرز الاصوات.. مما يحتمل وجود تزوير في الانتخابات التي جرت . كان واضحا ان (اوروبا) تريد محاصرة تركيا فقد طلبت المانيا وفرنسا من الاتحاد الاوروبي وقف مفاوضات انضمام تركيا الي الاتحاد فورا.وكان الرئيس الفرنسي السابق( فرانسوا ساركوزي ) صرح ابان رئاسته :- (بان الاتحاد الاوروبي هو نادي مسيحي مغلق على المسيحيين فقط ) اي ان انضمام تركيا الي الاتحاد غير وارد . بالرغم من ان المفاوضات حول انضمام تركيا منذ عشرين عاما ولم تحرز اي تقدم .وقالت بعثة الانتخابات الاوروبية ان هناك اخطاء وتجاوزات حدثت اثناء فرز الاصوات في تركيا وهذا يحمل في طياته شبهة التزوير..مما جعل المانيا وفرنسا تحديدا تطالب تركيا باجراء حوار مع المعارضة التركية بالرغم من ان هذا يعتبر تدخلا في شؤون تركيا الداخلية..وهو يخالف القانون الدولي. واكثر ما ازعج الدول الاوروبية ان الاتراك الموجودون في اوروبا قالوا لتعديل الدستور التركي (نعم ) اي انهم يؤيدوا الرئيس اردوغان. وبعد هذا النجاح في تعديل الدستور التركي اصبحت اوروبا تواجه (السلطان اردوغان) بصلاحيات كبيرة فقد نقل تركيا الي النظام الرئاسي ومعه صلاحيات واسعة .وخشي الكثيرون من ان تجميع معظم السلطات في يد الرئيس اردوغان سوف يخلق ديكتاتورا قويا في تركيا مما جعله مرعبا للدول الاوروبية . خاصة وان اردوغان خطيب مفوه وهو عنيف في خطاباته صلب في مواقفه .وقال مخاطبا اوروبا على (الصليبيين) ان يلزموا حدهم وان 25 مليون تركي قالوا نعم للاستفتاء كما اكد ان تركيا دولة قوية تعرف مصلحتها ويجب على الجميع احترام ارادة الشعب التركي .واخيرا وجه نقدا لاذعا الي كل اوروبا لان معظم رؤساء اوروبا على اختلاف مذاهبهم ذهبوا الاسبوع الماضي لزيارة الفاتيكان بمناسبة العيد بالرغم من ان البابا( كاثوليك) . قام الرئيس الامريكي (ترمب) خلافا الي اوروبا فقد اتصل هاتفيا بالرئيس اردوغان وهنأه على نجاح الاستفتاء واكد ان الولايات المتحده سوف تعمل باستمرار وبصورة اوثق مع حليفتها تركيا في كثير من الملفات خاصة الملف السوري . ترى هل اصبح اردوغان مرعبا الي الاوربين ..؟ او انه يعيش الان في خطر على حياته سواء من الخارج او من الداخل..؟ نتمنى من الله الا يصاب باي مكروه ..فهو عمل لبلاده الشيء الكثيرر وسوف يعمل لبلاده اكثر وهو مسلم سند لنا فهو( السلطان اردوغان) من نسل السلاطين.
Comments