هل اطفأ اردوغان.. الضجة الملتهبة لاغتيال خاشقجي..؟
من بين الزحام والضجيج المثير وسماع الاخبار المتتالية والمتناقضة.. على وسائل الاعلام المسموعه والمقروءة والمرئية نتيجة اغتيال المرحوم(جمال خاشوقجي) الصحفي السعودي الذي اغتيل في القنصلية السعودية في( اسطنبول) في تركيا
لقد نجحت ماكينة الاعلام الضخمة لاحدى القنوات الفضائية العربية .. في فتح النار على المملكة العربية السعودية( اخذا بالثار) بحسب عادات القبائل العربية ..نتيجة لقيام السعودية بطرد احدى دول الخليج من مجلس التعاون ومنع رعاياها من دخول السعودية….الخ. كما هو معروف للجميع .فوجدت هذه الدولة فرصة سانحة وكانها هدية من السماء.. على طبق من ذهب . فهيجت العالم العربي والعالم الغربي بهذه( الجريمة ) طوال عشرين يوما متتالية.. فالجرح عميق وقديما قيل جرح السيف يلتئم ولكن جرح اللسان لا يلتئم.)ولكن لم تكن ماكنة الاعلام العربية وحدها فقد ساعدها اعلام الدولة العميقة في تركيا احراجا للرئيس اردوغان كذلك ساعد في تضخيم القضية المناورات الحزبية في الولايات المتحدة
من جانبنا بكل تاكيد نرفض الاغتيال.. في اي مكان ومن اي جهة وطبعا نستنكر اغتيال المرحوم جمال خاشوقجي.. بالرغم من عدم وجود اي صلة بيني وبينه .
ولكن ندلي بدلونا كما فعل الاخرون..بحثا عن الحقيقة وتحقيقا للعدالة فنحن اكثر الشعوب الي تعرضت للظلم.منذ سبعين عاما ومن حقنا ان نبحث عن العدالة.
فمنذ البداية سمعنا وقرانا عن تسلسل الاحداث بدءاءا باعلام خطيبة المرحوم خاشوقجي عن غيابه ثم تواردت الاخبار بان خمسة عشر رجلا سعوديا قدموا من المملكة العربية السعودية.. لقتل المرحوم خاشوقجي.. وهو ليس معارضا للنظام ويكتب في صحيفة امريكية هي( الواشنطن بوست) وكثرت الاشاعات والتسريبات على وسائل الاعلام الي ان انتهى الامر باعتراف.. المملكة العربية السعودية بان (المرحوم خاشوقجي) قتل في القنصلية السعودية.. وامر (خادم الحرمين الشريفين) الملك سلمان بن عبدزيز ال سعود بتشكيل لجنة مشتركه (مع تركيا) للتحقيق في الحادث وتم اعتقال 18 مواطنا سعوديا مشتبه فيهم وسوف بقدمون الي القضاء
الا ان ماكينة الدعاية لم تتوقف اربع وعشرين ساعة مع توجيه السهام بل القذائف الحارقة والصواريخ تجاه المملكة العربية السعودية مع توجيه اتهام مباشر الي سمو الامير (محمد بن سلمان )ولي عهد المملكة العربية السعوديه بانه هو الذي امر باغتيال خاشوقجي) ولم ينتظروا صدور التحقيق من اللجنة السعودية التركية .)
واخيرا قالت قنوات التلفازالمعادية للسعودية ان الرئيس التركي (رجب طيب اردوغان) سوف يدلي بخطاب كامل.. ويشرح فيها ظروف هذه القضية.. التي اوشكت ان تصبح قضية عالمية ..بل القضية الوحيدة في العالم بالرغم من انها مجرد جريمة اغتيال تحدث في كل بلاد العالم
نسيت( القناة) الكوارث التي تحدث في العالم العربي.. القضية الفلسطينية وعشرات القتلى يوميا من القوات الاسرائلية .. ونسوا( الدمار) الذي حدث في سوريا وتهجير 12 مليون سوري من وطنهم.. وقتل حوالي مليون سوري. اما العراق فقد تم تدميره.. والنيران مشتعلة في العالم العربي كله وبدون استثناء.
كان واضحا ان وسائل الاعلام (تراهن)على خطاب الرئيس اردوغان.. اعتقادا منهم بانه سوف يدين بشدة جريمة اغتيال المرحوم( خاشوقجي ) وان الرئيس سوف يتهم محمد بن سلمان وانتظروا الخطاب بفارغ الصبر تاييدا للاشاعات التي اطلقوها وصدقوها عملا بنظرية (جوبلز) وزير الاعلام النازي الذي قال اكذك اكذب اكذب فيصدقك المستمعون .
وفوجؤا بخطاب الرئيس( اردوغان) الهاديء المتزن فقد جاء صفعة لمن اتهم المملكة العربية السعودية … وكان الرئيس (اردوغان) كمن يصارع لحظة تاريخية.. يبحث عن الحقيقة والعدالة.. باسلوب ذكي اسلوب رجل الدولة.. الذي يفكر بمصلحة بلاده ..دون ان يتعدى الخطوط الحمر التي تسبب الكارثة ..؟ فكان صادقا في قوله ولم يوجه اتهاما الي احد.. فكان صفعة قاسية لمن راهنوا عليه
وقال الرئيس الامريكي (ترمب) انه يصدق اردوغان. ثم جاء تصريح من الرئيس (الروسي بوتين) انكر فيه انه لا علاقة لروسيا بجريمة الاغتيال
نتساءل هنا لماذا اقاموا هذا الضجيج الضخم وقابلوا كثيرا من اعضاء الكونجرس واوروبيون ومعارضون سعوديون مقيمون في الخارج وبكل تاكيد دفعوامليارات الدولارات لكل من يتكلم ضد السعودية ليؤكدوا مسؤلية السعودية..؟
لقد استغلوا ظرفا دوليا مواتيا من ثلاث نقاط هي:-
1- الانتخابات الامريكية للكونجرس على الابواب وهذه فرصة للتاثير على اصدقاء الرئيس ترمب الجمهوري لصالح خصومه السياسيين اي الحزب الديمقراطي
2- كانت الرغبة شديدة في تحطيم علاقة الصداقة والحلف بين الولايات المتحدة والمملكه العربية السعودية التي اكدها الرئيس الامريكي ترمب وهذه فرضة ذهبية
3-تركيا عل علاقة سيئة مع الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات اقتصادية على تركيا في وقت سابق وبسببها انهارت الليرة التركية كثيرا.واعتقدوا ان هذه فرصة اردوغان للرد على اهانة الولايات المتحدة ا
ا ان الذين يتاجروا بدماء المرحوم خاشوقجي لهم عدة اهداف من هذه الضجة الاعلامية الفريدة اهمها :-
1- زرع شرخ كبير في العلاقات الاخوية بين المملكة العربية السعودية وتركيا
2- شيطنة السعودية وتحديدا الامير( محمد بن سلمان) مما يحرج الرئيس الامريكي ترمب الذي اكد تحالفه مع السعودية فهم يريدون تخلي ترمب عن محمد بن سلمان
3-عزل السعودية عالميا واعتبارها دولة راعية للاغتيالات خاصة ضد مواطنيها
4- ضرب العلاقات بين الدول السنية في الشرق الاوسط واهمها المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر حتى لا تقوم في مواجهة المد الايراني الشيعي.
خطاب الرئيس اردوغان صفعة قاسية لكل من اراد ان يتاجر بدم المرحوم قاشوقجي.وافشال لكل المخططات الاجنبية. وهدأت العاصفة.. وهي تحتضر في النزاع الاخير .ورحم الله جمال خاشوقجي.ولن يفلح الاتجار بدمائه الزكية..وسحقا لاعداء الامة العربية والاسلامية..!!
Comments