اسرائيل مشهورة بصنع السلام ولقد اصبحت رابع دولة في العالم في تصدير السلاح لمن يحتاج ولمن يستطيع الدفع.. ونحن نذكر حرب الفوكلاند بين الارجنتين وبريطانيا ، فان بريطانيا رفضت الجلاء عن الجزر فقامت الحرب بينهما حيث قامت الطائرات الارجنتينية بضرب مدمرة بريطانية بصارخ شطرها الى قسمين وغرقت في الحال وعلى متنها 224 ضابطا وجنديا بريطانيا واتضح ان الصاروخ المستعمل هو صاروخ جابرييل وهو صاروخ اسرائيلي.
قرأنا الكثير عن مميزات السلاح الاسرائيلي وكأنه السلاح الاول في هذه الدنيا بلا منازع ، ونذكر ما قيل عن مميزات الدبابة الاسرائيلية (ميركافا) لدرجة انها اصبحت اسطورة بعد الزعم انها الافضل في العالم كله بما فيها من مزايا.. من حماية الى قوة نيرانها وسرعة مناوراتها في جبهات القتال والكمبيوتر والاجهزة الالكترونية المعقدة الموجودة فيها وقوة تصفيحها مما يستحيل على العدو تدميرها.. الخ. ولكن اتضح ان هذا كله مجرد خيال اسرائيلي ليس الا..؟
فقد دخلت ايران على الخط في مواجهة عسكرية غير مباشرة.. كان من نتيجتها ان الدبابة الاسرائيلية لم تصمد في حرب لبنان سنة 2006 وقام ابطال حزب الله بتعزية هذه الاسطورة بعد ان تم تدمير 30 دبابة اسرائيلية جنوب لبنان في يوم واحد فقط.. فان السباحة في الخيال امر ينتهي عادة في وقت قصير. فقد تم تدمير الدبابات الاسرائيلية بسلاح ايراني منسوخ عن الاربجي الروسي وهو صارخ هاشم 2 المضاد للدروع وكانت هذه المرة الاولى التي يتصادم فيها السلاح الاسرائيلي مع السلاح الايراني وهذا له مدلول خطير في المستقبل.
الذي يزعجنا اليوم ما تناقلته الانباء العالمية عن خبر غريب جدا جدا لا ينسجم مع اي تفكير سليم وهو ان روسيا تشتري طائرات بدون طيار من اسرائيل..؟ فهل هذا معقول..؟ روسيا التي تملك ثاني اكبر ترسانة عسكرية في العالم تلجأ الى اسرائيل لشراء طائرات..؟ روسيا اول من أرسلت رائد فضاء في العالم وهو (يوري حاجارين) في اول مركبة فضائية من صنع روسي..، هذا الخبر يصلح في باب صدق او لا تصدق.. فهل تغيرت موازين القوى في العالم..؟ ويبدو اننا اصبحنا امام دولة اسرائيل العظمى التي تزود روسيا بالسلاح..؟ وحتى لا يطول وقوفنا بين مصدق ومكذب لهذا الخبر. فقد تابعنا هذا الزلزال ووصلنا الى موقعه او الى مصدره حتى نتأكد من صحته فاذا بالجنرال نيكولاي ماكاروف رئيس اركان القوات الروسية يؤكد الخبر قائلا: (منظومات الطائرات بدون طيار عندنا لا تلبي احتياجات العصر ونحتاج الى اسرائيل). يا مثبت العقل والدين.. روسيا بكل قوتها وجبروتها تلجأ الى اسرائيل لشراء طائرات عسكرية بدون طيار.
العلم هو المفتاح السري لتقدم اسرائيل..، فليس صحيحا ما خدعنا انفسنا به وهو ان امريكا هي الممول الرئيسي الى الكيان الاسرائيلي ولولاها فان اسرائيل لا تستطيع العيش 24 ساعة..، وكذلك ما اوهمنا به انفسنا من نظريات تصلح في سوق الخضار وليس لمواجهة العقول الناضجة مثل %99 من اوراق اللعبة في يد امريكا.. حتى نعزي انفسنا ونبحث عن شماعة نعلق عليها فشلنا العلمي والعسكري امام اسرائيل ، لقد امن اليهود بالعلم منذ اعلان دولتهم على ارض فلسطين سنة 1948 وليس صدفة ان اليهود اختاروا اول رئيس لدولتهم البروفيسور حاييم وايزمان وهو دكتور متخرج من جامعة برلين وكان استاذا للكيمياء في جامعة مانشستر في انجلترا. لقد امن اليهود بالعمل فاحضروا خيرة علمائهم الذين صنعوا لهم هذا المكان وليس صحيحا ان اسرائيل اعتمدت على ملايين الدولارات الامريكية..؟ فان العالم العربي بل جزء منه وهو دول الخليج العربية غرقنا في بحر من دولارات النفط عشرات السنين فماذا صنع العرب؟ اقول هذا والدموع تكاد تنهمر من قلبي عندما أتذكر الدكتور مجدي الشوا رحمه الله فقد تخرج مع حاييم وايزمان وحصل على الدكتوراه من جامعة برلين في الكيمياء ولكن بكل الم فقد حاربه الفلسطينيون والعرب عندما عاد من المانيا ولم يعطوه حقه باعتباره جوهرة العلماء في العالم العربي في ذلك الزمان ولنا وقفة معه.. فهذا المقال مخصص لموقف روسيا من النشاط النووي الايراني.
ارادت ايران ان تحصل على الطاقة النووية السلمية وهذا حق مشروع لها ولكل دول العالم. الا ان اسرائيل تعارض هذا المشروع النووي خشية ان تستطيع ايران صناعة القنبلة الذرية.. فان اسرائيل تريد ان يبقى هذا السلاح حكرا لها في الشرق الاوسط فهي تملك اكثر من 200 رأس نووي رغبة في السيطرة على هذا الجزء من العالم بل ربما لحماية الامبراطورية الاسرائيلية التي يحلم بها نتنياهو وامثاله من قادة اسرائيل. وهذا امل في القاموس العبري قابل للتحقيق.. اذا بقيت احوال العالم العربي على حالها. فحاولت بخبث شديد الايقاع بين امريكا وايران وحرضت امريكا على ضرب المنشآت النووية الا ان امريكا لم تجد مصلحة لها في ذلك فأصبحت اسرائيل تحلم بضرب المنشآت النووية الايرانية بدلا من امريكا الا ان هذا كان كابوسا مزعجا لكل من يفكر فيه. وبدو ان الثعلب الاسرائيلي اتجه نحو روسيا فهي الدولة التي زودت ايران باليورانيوم وساعدتها في بناء منشاتها النووية. وحرصا من ايران على منشأتها فقد طلبت من روسيا تزويدها بصواريخ S300 للدفاع عن المنشآت النووية وهذه الصواريخ جبارة تستطيع ضرب اي هدف معادي متحرك في الجو وهي تستطيع ان تضرب عشرة اهداف معا اي في نفس الوقت على ارتفاع 30 كيلومتر في الجو وطلبت ايران خمسة منظومات من هذا الطراز وتم توقيع الاتفاق بذلك ولكن الجنرال على شمخاني وزير الدفاع الايراني السابق صرح بان الصواريخ الروسية لم تصل ايران. وفوجئت ايران بان روسيا تعرض عليها منظومة صواريخ كوك 4010 بدلا من S300 خاصة وان كوك ارض جو تستطيع تدمير اي هدف متحرك حتى لو كان غير ظاهر على شاشا الرادار مثل طائرات الشبح. وبدأت القيادة الايرانية تبحث عن السبب في هذا التغيير في الموقف الروسي وعلمت ان ايهود اولمرت زار موسكو واعلن بعد ذلك ان روسيا لن تقدم صواريخ S300 الى ايران وان الوفود الاسرائيلية بدأت تزحف على موسكو فقام عاموس جلعاد بزيارة الي موسكو ونبه الى خطر هذه الصواريخ على اسرائيل ثم دخل ايهود براك وزير الدفاع الاسرائيلي على الخط وتكلم ان اسرائيل تعرف ان الهجوم الاسرائيلي مع هذه الصواريخ يصبح مغامرة مستحيلة لان الطيارين لن يعودوا الى بيوتهم.
واخيرا فان ليبرمان وزير خارجية اسرائيل زار موسكو ومعلوم انه من اشد المتطرفين اليهود وهو من اصل روسي ولكن الذي حصل في موسكو كان خيالا يسير في الطرقات فان ليبرمان بحث مع المسؤولين الروس تنسيق سياسة البلدين (روسيا واسرائيل) في الشرق الاوسط.. الزلازل كثيرة في العالم والبراكين اكثر ولكن صحيفة معاريف في يناير وهي الصحيفة الاولى في اسرائيل ذكرت خبرا مثل تسونامي وهو اسرائيل وافقت على بيع روسيا طائرات بدون طيار.. مقابل تخلي روسيا عن تزويد ايران بصواريخ 300S..، ولقد قال وزير الدفاع الروسي ان روسيا توقفت عن انتاج طائرات بدون طيار لعدم جدواها منذ سنة 2005 ، الا ان الازمة الايرانية الاسرائيلية تغرقنا في غياهب المجهول خاصة ان العلاقات المتوترة بينهما هي حرب فوق السحاب فنجد الرئيس الايراني السيد محمود احمد نجاد يشكك بوجود المحرقة اليهودية في خطاب علني ويؤكد زوال دولة اسرائيل. واسرائيل تقوم من جانبها بمناورات شاملة بحجة الدفاع في حرب من ايران وسوريا وحزب الله من لبنان وحماس من غزة..؟ فاذا اردنا الغوص في اعماق هذه الازمة لمعرفة مفرداتها عند كل طرف فاننا نجد رسائل صاروخية متبادلة بين طهران وتل ابيب.. فان طهران تجري التجارب على صواريخ بلاستية مثل شهاب 5 الذي يصل مداه الى 3000 كيلو متر وهو يصل كل الاراضي المحتلة في اسرائيل. بينما ترد اسرائيل بتجارب على صواريخ اريحا 3 الذي يصل مداه الى نحو 6000 كيلو متر اي انه يصل الى ايران وهكذا.
الا ان السؤال الذي يبقى بدون جواب هو لماذا تصر اسرائيل على عدم تزويد روسيا صواريخ الى ايران..؟ هل اسرائيل قادرة على ضرب المنشآت النووية الايرانية..؟ وهل عندها الامكانيات التكنولوجية لتنفيذ مثل هذا الهجوم بالطائرات..؟ واخيرا هل تملك اسرائيل وسائل حماية من هجوم ايراني مضاد..؟ اسئلة كثيرة حائرة تبقى معلقة في الجو بدون جواب ، ويكون مسك الختام في هذه الازمة ما قاله الجنرال مصطفى نجاد وزير الدفاع الايراني ان ايران قادرة على حماية منشآتها النووية بصواريخ روسية او بغيرها فلا احد يستطيع وقف المشروع النووي الايراني حتى روسيا نفسها.
Comments