هل تخلت تركيا عن غزة هاشم ..؟؟
تركيا الان امام تسونامي اعادة هيكلة الجيش التركي واعادة بناء تركيا ولكن فبل هذا ماذا حدث مع غزة هاشم ..؟الرؤساء الكبار هم مثل الدول الكبرى التي تصوغ اولوياتها ومصالحها بحسب الظروف والزمان والمكان فلا يوجد في قاموس السياسة صديق دائم ولا عدو دائم بل البحث عن المصلحة اولا .وهذا ما حصل مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فلاشك انه رجل صعد بتركيا الى الامام اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ولكنه صعد الى اعلى الشجرة ..ولم يستطع النزول عنها طوال 9 سنوات.قبل اقدامه على (تجرع السم)عى طريقة الامام (الخميني).كذلك الاتفاق التركي الاسرائيلي.. الذي اعلن من روما وبموجبه تم الاتفاق على اعادة العلاقات الدبلوماسية وان تدفع اسرائيل 20 مليون دولار تعويض ضحايا الباخرة التركية ( مرمره ) الذين قتلتهم القوات الاسرائيلية في عرض البحرفي المياه الدولية اثناء ابحارها الى (غزة هاشم) ضمن (اسطول الحرية) الذي توجه من تركيا بقصد كسر الحصار الاسرائلي المفروض على القطاع منذ 10 سنوات. نزل الرئيس اردوغان عن الشجرة وتنازل عن كبريائه ..وقبل اعتذارا تيلفونيا من نتنياهو اثناء محادثة تلفونية . ولكن اكثر ما يهمنا في هذا الموضوع هل تركيا تخلت عن رفع الحصار الاسرائيلي انقاذا للشعب الفلسطيني في غزة ..؟يخطيء من يعتقد ذلك فنحن امام سياسة الممكن في زمن القوة والقهر والظلم فان السلاح في يد عدو حاقد منذ القدم يجعله سفاحا ومجرما ولا يسال عن تنفيذ قانون بل يجعلة دولة باغية وهذا ما حصل مع العدو الاسرائيلي .فقد قال نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ان رفع الحصارعن غزة يهدد الامن القومي الاسرائيلي ! اصطدمت تركيا مع هذه الغطرسة الاسرائيلية خاصة وان الدول العربية لا تحرك ساكنا بل ان نصرة القضية الفلسطينية اصبحت من الماضي..فبعد ان اصطدم مع شمعون بيريز في دافوس ارسلت تركيا اسطول الحرية لرفع الحصار الاسرائيلي عن غزة الا ان القوات الاسرائيلية اوقفتها في المياه الدولية وقتلت 9 من الاخوة الاتراك كانوا على ظهر الباخرة التركية مرمره..وهي سفن مدنية غير مسلحة . وهاجم الجنود الاسرائيليون السفينة وقتلوا 9 من ركابها واخذوا السفن الباقية الى ميناء اسدود حيث تم التحقيق معهم .ثم افرج عنهم فاستدعت تركيا سفيرها في اسرائيل ..وطردت السفير الاسرائيلي من (انقرة) واعلن الرئيس اردوغان قطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل.. وكذلك تجميد العلاقات العسكرية والتجارية..وهددت تركيا بارسال سفن حربية تركية.. لمرافقة السفن المدنية المتحهة الى (غزة) كما هدد باللجوء الى محكمة العدل الدولية لبيان مشروعية الحصار الاسرائيلي على غزة.. الذي يخالف القانون الدولي وفقا لوجهة النظر الفلسطينية.واشترطت تركيا لادارة العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل رفع الحصار عن غزة واعتذار اسرائيل رسميا عن اعتداء جنودها على السفينة مرمره وقتل 9 من المواطنين الاتراك ودفع تعويض لاسر الشهداء الاتراك .مما ادخل البهجة الى اهل فلسطين عامة وشعروا ان حليفا جديدا جاء لانقاذهم او مساعدتهم على غطرسة اسرائيل وما يعانيه اهلنا في غزة هاشم ليس له مثيل في التاريخ فالحصار برا وبحر وجوا من العدو.فبدأت الهتافات في مدينة غزة تهتف باسم (اردوغان) وان الاسلام موجود والمسلمون مثل الجسد الواحد اذا اشتكى عضو تداعى له باقي الجسد بالحمى والسهر ..الخ. هذه الشعارات التي اتسمت بالسرور والبهجة والشعور بالعزة . مما جعل صور اردوغان ترفع في سماء غزة واخيرا وافقت اسرائيل على دفع التعويضات الى اسر (الشهداء الاتراك) ولكنها رفضت رفع الحصار عن غزة .وافقت تركيا على ذلك ولكنها اشترطت حق تركيا في ارسال المساعدات الغذائية والطبية الى غزة عن طريق اسرائيل.. وتحديدا ميناء اسدود. وهكذا شعرالفلسطينيون سكان قطاع غزة ان( تركيا) تخلت عن المقاومة وتخلت عنهم ..فقبلت بالاعتذار وتعويض اسر الشهداء الاتراك بمبلغ 20 مليون دولار ..اما اهل غزة والحصار المفروض عليهم فلم تستطع تركيا تنفيذه بسبب معارضة اسرائيل خاصة ان المصالح التركية مع اسرائيل لا حصر لها ومتعددة بل ومتشعبة.. كما ان تركيا عرفت ان الغاز الطبيعي والنفط ..المكتشف في شرق البحر المتوسط وهو امام المياه الاقليمية الفلسطينية الا ان اسرائيل تسيطر عليه ..وتركيا بحاجة الى الغاز.. خاصة بعد توتر العلاقات مع (روسيا) التي كانت تمدها بنصف احتياجاتها من الغاز.وليس سرا ان اسرائيل قامت بتحديث الطائرات التركية المقاتلة ..والدبابات التركية الامريكية وهكذا اسدل الستار عن حرص تركيا على رفع الحصار الاسرائيلي عن غزة فنحن في عالم السياسة امام مقولة (فن الممكن )فقد بذلت تركيا كل ما تستطيع لمساعدة الفلسطينيين من اهالى (غزة هاشم) ورحم الله الشهداء الاتراك ..الذين قتلتهم اسرائيل في السفينة (مرمره) فهم جزء من الفولكلور السياسي التركي..!! هل نتعلم ..؟لن يحرر فلسطين الا ابناؤها
Comments