بعد انتصار غزة على اسرائيل وفشل عدوانها الذي شنته على غزة في 8/7/2014وهو انتصار بكل المقاييس كانوا يشبهونه بحجر الطفل الذي قتل به العملاق . المؤلم ان يعجبنا السبات العميق الذي نعيشه هذه الايام ..فنسمع عن محاور اقليمية تبنى ومحاور القليمية تذوب وتخرج من حلبة السباق الا ان محور تركيا _قطر له قصة جديدة. وما اكثر القصص هذه الايام. ان الشرق الاوسط فيه دول محورية ولكن العرب في حروبهم يتقاتلون وعن حاضرهم غائبون ترى متى نستيقط ..؟ ان تركيا برئاسة السيد رجب طيب اردوغان دخلت الساحة العربية من اوسع ابوابها وهو القضية الفلسطينية (وغزة) تحديدا تصوروا ان تركيا كانت تتفاوض مع اسرائيل وامريكا على بناء ميناء (غزة) قبل العدوان الاسرائيلي الاخيرعلى غزة ..؟ ونحن لا ندري شيئا ..بل ولم يشركنا احد في هذا الموضوع .على اي حال اليكم ما جري من المصادر الموثوقة وهو:- تركيا كسبت محبة وتقدير الشعوب العربية..لمواقفها المؤيدة للعالم العربي عامة.. والقضية الفلسطينية خاصة..ولا يؤثر في هذا ان بعض الانظمة العربية تحاربها لاسباب معروفة للجميع.وقد بدأ نجم السيد (اردوغان)بدأ يتلألأ في سماء العالم العربي على اثر المشاجرة الشهيرة التي حصلت بينة وبين(شمعون بيريز) رئيس اسرائيل في المنتدي الاقتصادي العالمي( دافوس) سنة 2009 وكانت بسبب قتل اسرائيل اطفال غزة الابرياء وهم على شاطىء البحر.. فقد ااتهم السيد اردوغان اسرائيل بقتل اطفال غزة الابرياء.. ثم انسحب من ذلك المؤتمر كما هو معروف .مما جعل نجمه يسطع في سماء العالم العربي هو وتركيا وخاصة في (غزة) فقد اعلن عن نيته في زيارة غزة ليكون ثالث زعيم عالمي يزور( غزة) بعد امير قطر.. ورئيس وزراء ماليزيا .ولم يتوقف الموقف التركي المساند للقضية الفلسطينية عند المشاجرات والخطابات بل تحرك فعلا لفك الحصار الاسرائيلي المفروض على (غزة) برا وبحر وجوا منذ انسحاب اسرائيل من قطاع غزة ..فقد انطلق( اسطول الحرية) في شهر مايو سنة 2010 من السواحل التركية.. متجها نحو غزة بقيادة السفينة التركية ( مافي مرمره) وهذا الاسطول الرمزي كان يحمل مساعدات طبية واغذية ولم يكن فيه اي سلاح.. الا ان اسرائيل منعته من دخول المياه الاقليمية.. بل قامت قوات كوماندز اسرائيلية بمهاجمة السفينة( مرمره ) في عرض البحر اي في المياه الدولية.. وعلى اثر هذا الهجوم( قتل تسع ناشطين اتراك) وجرح العشرات.فقامت تركيا بسحب سفيرها من اسرائيل.. احتجاجا على هذا الهجوم البربري في المياه الدولية .. ثم اعلن نائب رئيس الوزراء التركي الغاء مناورات عسكرية كانت مقررة بين الجيش التركي والجيش الاسرائيلي...واذا كان هذا من الماضي بالنسبة لنا ..الا ان تركيا لم تغفله.. فطالبت اسرائيل بالاعتذار رسميا عن هذا التصرف الوحشي والذي يخالف القانون الدولي وطالبت بدفع تعويض عن الشهداء الاتراك الذين قتلتهم القوات الاسرائيلية..مليون دولار امريكي لكل اسرة شهيد. ولكن اسرائيل بالعنجهية التي نعرفها والغطرسة الاسرائيلية التي نراها..رفضت المطالب التركية.. واكتفت بالافراج عمن كانوا في اسطول الحرية فقط..والذين اعتقلتهم للتحقيق معهم. كان( اردوغان) مصمما على موقفه وتدخل الرئيس الامريكي باراك اوباما لحل الخلاف نظرا لاهمية البلدين بالنسبة الى الولايات المتحده..فان تركيا حليف استراتيجي لامريكا وهي على الحدود مع روسيا..واسرائيل الطفل المدلل لامريكا . واخيرا اعتذر بنيامين نتنياهو تيلفونيا وبصفة رسمية الى السيد اردوغان ووافق على دفع تعويض (مليون دولار) لكل شهيد بضغط من الرئيس الامريكي .وهنا بدأت فصول قصة جديدة.. فقد طلبت اسرائيل من السيد اردوغان الا يزور غزة.. كما كان مقررا لظروف امنية.. فوافق اردوغان على ذلك ..ولكنه اشترط ان تقوم تركيا ببناء ميناء غزة الجديد..ويكون معبرا للفلسطينيين على العالم.. بدلا من الانفاق التي اغلقتها القوات المصريه.. والتي كانت تسبب المشاحنات بين الطرفين.وهنا اصابت الدهشة والحيرة اسرائيل فان الطلب او الشرط التركي كان مفاجئا لاسرائيل.. واستمرت المناقشات والمفاوضات السرية.. بين الطرفين بقيادة الولايات المتحده.. التي وافقت على اقامة ميناء (غزة) ما دامت حماس توافق على الشروط الامريكيه .ولكن اسرائيل رفضت تسليم ادارة الميناء الى حركة المقاومة الاسلامية فتم الاتفاق على ان تقوم تركيا نفسها بادارة ميناء غزة مع مراقبة امريكية .. وتسربت بعض الانباء عن هذا الاتفاق من مصدر مسؤول في تركيا كما اعرب الرئيس (اردوغان) عن شكره الى الرئيس اوباما علنا..وربما كان هذا احد اسباب اتفاق المصالحة.. بين السلطه في رام الله.. وحماس في (غزة ) .وهكذا نسمع الاخبار التي تخصنا من غيرنا وان شاء الله يتحقق الحلم القديم فتصبح غزة هونج كونج البحر الابيض المتوسط.ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن فهاجمت اسرائيل غزة قي 8 يوليو 2014 وتوقف الحديث مع تركيا عن بناء ميناء غزة او ادارته .وبعد هدنة التهداه بدات المفاوضات في القاهره واذا بالفلسطينيين يطالبون بفك الحصار عن غزة واقامة ميناء ومطار..مع العلم ان المطار كان قائما في غزة واسمه (مطار ياسر عرفات) والميناء كان العمل قد بدأ فيها فعلا الا ان الطائرات الاسرائيلية بامر من الجنرال شارون قامت بتدمير المطار والميناء ..فهما متفق عليهما في اتفاق (اوسلو)ولا داعي لاخذ موافقة جديدة .وهذا كان منظق الرئيس التركي السيد اردوغان فقال على اسرائيل ان تحترم التزاماتها الدولية .وسمعنا بالامس كلاما مشابها للاخ محمود الزهارالقيادي في حركة المقاومة في غزة حيث قال:- (سوف نبني الميناء والمطار ولن ناخذ اذنا من احد ومن يدمر الميناء او المطار سوف ندمر له موانئه ومطاراته) نحن في زمن القوة والقوة وحدها والمؤلم ان من يملك القوة يكون مثل الثور الهائج يقتل في طريقه من يقابله بدون تفكير فنعود الى نهاية الخلق حيث لا يعلم القاتل من قتل ولا يعرف سببا لماذا قتل.. ولا يعرف المقتول لماذا قتل ..انه جنون القوة التي تولد جنون.. الوهم بالانتصار على المجهول..!!
top of page
bottom of page
Comments