هل داعش سبب الهدنة بين إسرائيل وحماس؟

الامثال العربية جزء من الحضارة العربية فالامثال عادة نابعة من قلب الشعوب وبالتالي فهي جزء من حضارتها.ونحن الان امام المثل العربي (عش رجبا ترى عجبا..) فمن كان يتصور ان الرئيس الفلسطيني الذي انتهت ولايته  يعيد وزراء خارجية الدول العربية  تعيينه الى فترة غير محدودة .عباس كان يؤمن بالسلام والصداقة مع استيبي ليفني ونتنياهو.. والقبلات على شاشات التلفزيون والفضائيات ..وهو الذي كان يفتخر بان الضفة الغربية الفلسطينية لم ننطلق منها رصاصة واحدة اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة .وكأن غزة ليست من فلسطين .عباس وضع نفسه في خدمة اسرائيل.. منذ زمن طويل وكان يقول ويفعل ان التنسيق الامني مع اسرائيل هو مقدس ..الخ.  كلمات وتصرفات لها اول وليس لها اخر .ويبدو ان عباس استيقظ فجأة على خبر المفاوضات بين اسرائيل وحماس ..وسمع بخبر الوصول الى اتفاق هدنة لسبع سنوات ..بينهما .عباس اعتقد ان هذا يشكل طعنة في الظهر له من نتنياهو. فقد جاء (توني بلير).. رئيس وزراء بريطانيا الاسبق وهو الان مبعوث اللجنة الرباعية في الشرق الاوسط  الى (قطر) وقابل السيد (خالد مشعل) رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)  في محاولة لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق الهدنة الطويلة بين اسرائيل وبين حماس مقابل رفع الحصار عن غزة وفتح ممر بحري بينها وبين قبرص التركية..واعادة اعمار غزة ..كما ذكرت صحيفة (معاريف )الاسرائيلية.  الجديد في الموضوع قلق محمود عباس من هذا الاتفاق وغضبه الشديد ..فقد كان يعتقد انه الصديق الوحيد..  لاسرائيل التي تثق به وتجري المفاوضات معه..وكان يعتمد على هذا الوهم في معاملته مع (غزة ) (وحماس)  فلا يوجد فتح للمعابر الا بموافقة عباس.. ومصر لن تفتح معبر رفح الا بوجود قوات الرئيس عباس ..ولم يخف هذا بل قاله صراحة  لـ( توني بلير): ان (نتنياهو) طعنه في ظهره..وهو صديق اسرائيل وسرد خدماته التي قدمها الي اسرائيل ولكن (نتنياهو) لم يحفظ هذا واتفق مع حماس مباشرة.. فقد قال (توني بلير)  للسيد خالد مشعل ما يأتي :- (ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس.. سيرى ان المفاوضات والاتفاق مع حركة حماس.. بشأن( الهدنة الطويلة) ستضر بشرعية السلطة الفلسطينية.. التي تمثل الشعب الفلسطيني. وانه الرئيس الوحيد.. الذي يمثل الشعب الفلسطيني).الا ان خالد مشعل.. ابتسم ولم يعلق على غضب محمود عباس. مسكين عباس ..لم يتعظ بما حصل لـ (ياسر عرفات)  الذي قدم خدمات الى اسرائيل لم تحلم بها ولم يقدم مثلها احد فقد تنازل عن 79% من ارض فلسطين  لاسرائيل واعطى اسرائيل شرعية لم تحلم بها في اتفاق (اوسلو) المشؤوم . وبالرغم من هذا فان اسرائيل دمرت المطار.. والميناء والمقاطعة ...وحاصرته في مكتب من غرفتين فقط ..ومعه سكرتيره الخاص( نبيل ابو ردينة )فقط  وقيل انها قتلته بالسم .والجنرال شارون سمح له بالخروج.. من فلسطين ولكن بشرط الا يعود اليها .اسرائيل ليس لها صديق.. فاليهودي بطبعه يعشق الذهب الاصفر فقط ..هذا صديقهم الوحيد.. اي (المصلحة) نتنياهو اطمأن الى عباس والجنرال الامريكي (دايتون) قام بالواجب خير قيام تجاه الشرطة الفلسطينية.. فهي مدربة على التنسيق الامني مع اسرائيل .وحتى كثير من اهل الضفة الغربية ..استطاع محمود عباس ان يقنعهم بثقافة السلام والمفاوضات .كل هذا يجري بينما اعلنت مصادر موثوقة جدا في (الدوحة )ان توني بلير التقى برئيس الوزراء الاسرائيلي (بنيامين نتنياهو)  بينما تسربت مصادر مسؤولة بحذر شديد ان المفاوضات والاتفاق الذي تم بين حماس واسرائيل تم في هدوء ويشكل ايجابي .ومن الجدير بالذكر ان (بلير) كان في (اسطنبول) قبل اسبوعين ..وبعد زيارته اعلنت الحكومة القبرصية.. عن نيتها فتح ممر بحري بين قبرص التركية وغزة .. كما ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية (معا)..ما يؤكد نجاح (بلير) في مساعيه..! ..ولكن ما دور داعش في هذا القرار الاسرائيلي ثم الاتفاق ..؟هل كانت(داعش )خلف قرار اسرائيل ..في هذا الاتفاق ..؟ او انها مسرحية امام العالم فقط..فان (ولاية سيناء) في مصر هددت باحتلال غزة ..وهددت بسحق اسرائيل واقتلاع اليهود من ارض فلسطين . فقد ظهر احد قادة داعش وهو (ابو قتادة الانصاري) وهدد حماس قائلا:- يا طواغيت حماس  سنقتلع دولة اليهود من جذورها وانتم زبد زائل ..واقسم بانهم قادمون الى غزة . هؤلاء يحبون القتال في اي مكان وقد اطلقت ولاية سيناء 30 صاروخا على اسرائيل سنة 2014.ومن جهة ثانية اعلن السيد حسن نصر الله من بيروت ان الجيش الارائيلي نشر عقيدته الامنية لاول مرة واهم ما فيها ان الدولة العبرية لا تتحمل خسارة اخرى في الحرب خاصة مع حزب الله. فاذا كانت هذه الامور مجتمعة امام المخطط الاستراتيجي الاسرائيلي فاننا نجد ان رفع الحصار عن غزة امر مقبول جدا من اسرائيل مقابل هدنة طويلة..والله اعلم..؟