
هل نعيد إعمار غزة من دون مانحين؟
انقشعت الغيمة السوداء من سماء (غزة هاشم )اثر انتهاء العدوان الإسرائيلي البربري على (غزة هاشم)في اغسطس 2014 بعد العدوان الهمجي والمقاومة الفلسطينية البطولية الشرسة في اطول معركة منذ اغتصاب فلسطين فقد بقي51 يوما دون احتلال شبر واحد. فقد صنعت المقاومة صواريخ تصل الى 160 كم؛ ما جعلها تحقق توازن الرعب في القاموس العسكري..فاغلقت مطار بن غوريون وضربت تل ابيب العاصمة الرئيسة لاسرائيل وجعلت 3ملايين اسرائيلي يعيشون في الملاجئ .الا ان العدو البربري دمر الكثير من غزة بالطائرات فدمر المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد ..الخ.بعد فشله في تحقيق هدف من اهدافه المعلنة وشهد العالم كله بانتصار (غزة هاشم )والنصر هنا يكون بصمود غزة وعدم استسلامها اضافة الى ان العدو لم يستطع ان يحتل شبرا من ارض غزة .رحم الله الامام الشافعي وهو من ابناء (غزة) فقد قال بيتا من الشعر هنا موضعه :-واني لأرض غزة لمشتاق-- وان خانني من شدة الشوق كتماني. سقى الله ارضا لو ظفرت بتربها-- كحلت به من شدة الشوق اجفاني. وبدأت معركة شاقة.. هي رحلة اعادة اعمار ما دمرته اسرائيل.. وتقدر التكاليف المطلوبة بمبلغ 5 مليارات دولار .ووجهت الدعوة لعقد مؤتمر الدول المانحة التي سوف تتبرع بهذا المبلغ مهرا لاعادة اعمار عروس البحر المتوسط .وبداية من الناحية القانونية نتساءل هل يحق لاسرائيل ان تدمر ما تشاء دون عقاب..؟وهل يحق لاي دولة ان تدمر ما تشاء ..؟ هل عدنا الي عصر الوحشية وتركنا القانون الدولي..؟هل الحضارة الغربية والتكنولوجيا الحديثة تعيدنا الي الهمجية..؟ خاصة وان اسرائيل مازالت محتلة (لغزة هاشم) وتحاصرها برا وبحر وجوا ..؟ اضافة الى احتلالها باقي فلسطين . هذا العمل العدواني يخالف ابسط القواعد القانونية التي يعرفها طلبة سنة اولى حثوق .ويخالف اتفاقات جنيف الاربع بل ويخالف اتفاق (اوسلوا) المشؤوم .ويجب على اسرائيل ان تعيد بناء ما دمرته .ولكن نحن في زمن القوة..والوهم بالانتصار فعندما يكون المسلمون اقوياء نسمي جدار المسجد الاقصى المبارك حائط البراق ..واذا تغيرت الحال فاصبح الصهاينة هم الاقوى فيسمى الجدار المبارك جدار المبكى وهكذا. على اي حال اسئلتنا كانت في هذا المقال لان الجواب كان يجب على المعتدي اصلاح ما دمره دون ذنب.. فما ذنب المدارس والمستشفيات والمساجد وبيوت المدنيين العزل ..؟ولكن اسرائيل هي دولة عصابات وهي فوق القانون تزيد الاسلحه الغربية غطرستها.. ويحميها الفيتو الامريكي في مجلس الامن.نبقى امام سؤال يجرح النفس ولكن ثمنه الكبرياء والعزة والشموخ ..وهو هل يستطيع ابناء فلسطين اعادة اعمار غزة دون دول مانحة ..؟ان غزة هاشم هي الثغر الباسم على البحر الابيض المتوسط وهي ام الثورات وام الاتفاضات وام الشهداء وكل من فيها مشاريع شهداء قادمة . ولا يستطيع احد ان يزايد عليها. فهي المدينة الوحيدة التي صمدت في وجه العدوان البربري مدة 51 يوما.الان زمن القوة واسرائيل دولة عصابات لا تهتم بالقوانين ولا تعترف بالمعاهدات بل ان رئيس وزرائها الاسبق الجنرال اسحق رابين قال( ان التواريخ ليست مقدسة) . ان تصرفات اسرائيل مبنية على عقيدتهم فقد ورد في التوراة كتابهم المقدس:-(وحيث تتقدمون لمحاربة مدينة فادعوها للصلح اولا ..فان استسلمت فكل ساكنيها عبيد لكم فان رفضوا فاقتلوا جميع من فيها من الذكور بحد السيف.. واما النساء والبهائم فاغنموها وتمتعوا بها فان الرب اعطاها لكم )سفر التثنيه – الاصحاح العشرين .اي ارهاب هذا الذي يتم بتوجيه من الرب ..؟فما دامت هذه حالنا مع الاسرائيليين فلماذا نعقد مؤتمرات دولية للتسول الرخيص؟.. ولا يهمنا ما نطلق عليه من اسماء.. فهو استجداء من دول العالم كل بما تجود به نفسه . ان (غزة ) شامخة في تاريخها وفي نضالها..فلماذا لا نتوجه الي ابناء فلسطين فقط ..؟ فهم اصحاب ثروة ونفوذ اينما وجدوا.. فمنهم المليونير ومنهم الملياردير.اذكر في سنة 1996 ذهبت ال غزة مع وفد المغتربين لبناء الدولة الفلسطينية ..التي نحلم بها وكنا حوالي 200 من رجال الاعمال المقيمين في الاردن.. والخليج وامريكا واوروبا.. وكان الجميع متحمسا لتقديم كل شيء كنا اصحب شركات واصحاب بنوك واصحاب مصاتع في دول العالم وتجمعنا الجنسية الواحدة والهدف الواحد.. ولكن المؤلم الذي يمزق القلب ان القيادة لم تكن بقدر المسؤولية..صراعات وخلافات فصائلية ضيقة وافق يكاد يكون مسدودا.. وصلت الى حد الانقسام ..وهم تحت الاحتلال الاسرائيلي البغيض .ولقد تحول مؤتمر المغتربين في (غزة) الي سوق (عكاظ)في الجاهلية ..وبين الخطابات والشعارات وبين التصفيق والزغاريد..انتهى المؤتمر الى لا شيء.لكن الوضع الحالي يحتاج الى صاروخ فلسطيني يدمر الحرس القديم دون استثناء .ويستبدله بدماء جديدة شابة.. في شرايينها محبة فلسطين.وعزتها يفرض ثقة بالنفس.. وارتقاء فوق الجراح. فان مجلة فوركس الامريكية.. ذكرت 25 مليارديرا فلسطينيا.. او من اصل فلسطيني.. .واما اصحاب الملايين فنعرفهم باسمائهم وعناوينهم.. ترى لماذا نلجأ الي دعوة مانحين من اوروبا وامريكا .. يتبرعون بفتات موائدهم لاعمار (غزة) ..؟لماذا لا تشكل لجنة لمناشدة اخواننا الفلسطينيين الذي انعم الله عليهم بالملايين والمليارات ..؟ لتعمير بلدهم دون مد اليد والسؤال..؟لقد رأى العالم كله الصواريخ الفلسطينية وهي تنطلق من غزة هاشم.. وملايين اليهود ناموا رعبا في الملاجئ ..الا تستحق فلسطين عامة (وغزة هاشم) خاصة.. ان يعيد بناءها ابناء فلسطين.. وهم قادرون والحمد لله.نحن لسنا سحابة فوق كبد السماء.. ولسنا عاصفة رملية او ترابية تمر ثم تهدأ وينتهي الامر.. وكأن شيئا لم يكن.. نحن شعب وارض وبلاد باركتها السماء في كل الكتب السماوية ونستحق العيش بكرامة و شموخ
Comments