هل نقول داعش وداعا.. ام عدنا إلى المربع الأول..؟؟
الخيل معقود بنواصيها الخير الي يوم القيامة ..عليكم باناث الخيل فان ظهورها عز وبطونها كنز. هذا حديث شريف قاله( سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام).نبدأ مقالنا هذا بالحديث النبوي الشريف ونحن بداية نؤكد اننا ضد الارهاب في كل زمان ومكان ومهما كان شكله او لونه . (داعش) انطلقت بداية سنة 2003 للدفاع عن العراق الشقيق ضد الغزو الامريكي للعراق.. بحجة كاذبة وهي ان العراق يملك اسلحة الدمار الشامل. وكان هذا الغزو لان الرئيس الامريكي الاسبق (بوش ) كان منقادا للصهيونية العالمية واليهود بصفة خاصة. لدرجة انه طلب من الرئيس الفرنسي (جاك شيراك ) في ذلك الحين ضرورة مشاركة القوات الفرنسية مع التحالف الامريكي.. ضد العراق .ولما سال الرئيس شيراك لماذا تشارك القوات الفرنسية ..؟اجابه الرئيس بوش لان ( ياجوج وماجوج) موجودان في العراق.. وهما يهددان الحضارة الغربية واسرائيل .. سال الرئيس (شيراك )احد اساتذة السوربون المتخصصين في التاريخ عن (يأجوج وماجوج) فقال له انهما في كتب اليهود القديمة ويبدو ان حاخامات اليهود احضروها الان من مزبلة التاريخ وليس لهما وجود الان . انطلقت (داعش) وهي مجموعة مسلحة ومدربة تدريبا ممتازا وهي تنظيم متحرك باستمرار .انطلقت للدفاع عن العراق ثم بدأت تكبر وتنمو بعد موت مؤسسها (ابو مصعب الزرقاوي) ووصول القيادة الي ابو بكر البغدادي الذي غير اسمها الي (الدولة الاسلامية ) وبدأ البغدادي بمعاملة قاسية جدا ضد اعداء التنظيم ..ما جعل الارهاب يطلق على الدولة الاسلامية وعلى اعضائها بل على كل من يساعدهم .الواقع ان رجال الدولة الاسلامية مدربون تدريبا ممتازا.. ويتمتعون بروح قتالية عالية ويؤمنون بالشهادة.. حتى لو كان ذلك بتفجير نفسه بين اعدائه.ولقد احتل التنظيم اراضي شاسعة في العراق وفي سورية .وبغض النظر عن مخالفتنا لارائهم.. الا ان الملفت للنظر حقا هو قيام(الولايات المتحدة الامريكية )بانشاء حلف من 63 دولة لمحاربة الدولة الاسلامية.. ثم قامت (روسيا) بتشكيل حلف مماثل ضد الدولة الاسلامية بحجة انهم ارهابيون..اي ان الشرق والغرب.. اجتمعا معا لاول مرة في التاريخ ضد تنظيم او ضد ميليشيا لا تملك جيوشا ..جرارة ولا طائرات.. ولا دبابات ..الخ. واليوم نشاهد القوات العراقية بدأت بالهجوم على الدولة الاسلامية بعد ان ضمت الى الجيش العراقي ميليشيا (الفضل ابو العباس )وكذلك ميليشيا (الحشد الشعبي) اضافة الى غطاء جوي من الطائرات الامريكية والفرنسية والانجليزية..الخ. وفي الوقت نفسه تحركت القوات( الكردية) في شمال سوريا مع بعض الميليشيات الاخرى وقوات امريكية على الارض مع الغطاء الجوي الامريكي والسوري بقصف مواقع الدولة الاسلامية في( الرقة) بينما روسيا تشارك بالقصف الجوي من الطائرات الروسية وبالضرب بالصواريخ . هذا السرد الامين لما يجري على الارض العراقية والسورية يضعنا امام الاسئلة التالية وهي :- 1- ان التحالف الامريكي الذي تشترك فيه 63 دولة لم يستطع ان يفعل شيئا يذكر امام قوات الدولة الاسلامية منذ انشائه منذ حوالي سنتين تقريبا .وصرح رئيس هيئة الاركان الامريكية ان القضاء على داعش(الدولة الاسلامية ) يحتاج الي عشرين عاما.. هذا راي اكبر جنرال في الجيش الامريكي. فماذا يفعلون اليوم خاصة ومعهم قوات برية على الارض ..هل غيرت امريكا رايها ..؟ 2- ان روسيا انشأت حلفا ضم العديد من الدول وكان يقصف المدن السورية بوحشية فقد قصفت الطائرات الروسية المدن السورية ومن فيها من المدنيين بل هدمت المساجد والمستشفيات ..الخ.ولكنه لم يؤثر تاثيرا يذكر على الدولة الاسلامية فهل يا ترى يستطيع ان يفعل شيئا الان على الاراضي السورية.اليوم...؟ السؤال الاكثر اهمية هو:- ان تنسيق المعارك في( الفلوجه) في العراق حيث قوات الدولة الاسلامية ..في الوقت نفسه مع الهجوم الذي تشارك فيه القوات الامريكية على الارض مع القوات الكردية على (الرقة) وهي مركز الدولة الاسلامية او عاصمتها المؤقتة .. الواقع ان المعركة غير متكافئة لا من ناحية العدد ولا من ناحية الاسلحة المستعملة في المعركة .فان رجال داعش اجبروا على القتال في جبهتين في وقت واحد؛ ما يعني توزيع قوات الدولة الاسلامية خاصة وعددهم لا يتناسب مع القوات على الجانب الاخر .وهم لا يملكون الا الروح المعنوية العالية والاستعداد القتالي الممتاز واهم من ذلك انهم باعوا انفسهم الي الله فلم يعودوا يخافون من الموت ..بدليل العمليات التي ينفذونها بالاحزمة الناسفة والتي تذكرنا بعمليات الفدائيين الفلسطينيين او رجال المقاومة الفلسطينية على اختلاف فصائلهم المسلحة. العالم كله يعلم ان الدولة الاسلامية استولت على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية والسورية وهي اكبر من مساحة انجلترا.ولكن ماذا سيفعل رجال الدولة الاسلامية الان ..؟هل سينسحبون الى مواقع جديده مثل سيناء او ليبيا او اي مكان يختارونه ..؟ ام انهم سوف يستميتون في الدفاع عن مناطقهم خاصة اذا كان لديهم مفاجلآت غير معلن عنها مثل الصواريخ على الكتف لتحييد سلاح الطيران إذ اسقطوا مروحية عراقية امس او لديهم خطط جديدة لم يعلن عنها من قبل..؟ خاصة وان مدينة الفلوجة كبيرة جدا وان الصحراء الغربية العراقية شاسعة ما يمكن المدافعين على اجراء خطط جديدة .وعلى اي حال فنحن وصلنا الى اهم سؤال قد نطرحه او قد يطرحه غيرنا وهو:هل نقول داعش وداعا ؟ ام تستطيع الدولة الاسلامية ان تعيدنا الى المربع الاول في الحرب..؟ بمعني اخر هل يهزم داعش وينتهي من سماء العالم ..؟ام انه سوف ينتصر ويعود الى الدنيا اقوى مما كان عليه ..؟ الله اعلم ..والايام القليلة القادمة سوف تجيبنا عن هذا السؤال.اللهم ارحمنا يا رب..!!
Comments