وداعا للزيتون الاردني ووداعا للخروف البلدي..؟
بعيدا عن السياسة ولكن قريبا من هموم المواطن الاردني التي يعيشها هذه الايام فلقد سئمنا الكتابة عن القتل وشلالات الدماء.. والدمار في المدن العربية الشقيقة ويجب علينا ان نهتم بهموم اخواننا وابنائنا التي يعانوا منها. هذه الايام خاصة المزارعون واصحاب المزارع الكبيرة والصغيرة الذين يزرعون الشجرة المباركة وهي شجرة الزيتون منذ الاف السنين في الاردن والان على وشك الوداع.
ومن جهة ثانية فنحن في هذا المقال نهتم بشكاوي مربي الماشية والاغنام خاصة الخروف االبلدي الذي يوشكون على بيع ما بقي لديهم وترك هذه المهنة .
وذلك بامانة تامة.. وقد تكون نداءا الي من يهمه الامر من المسؤلين.. فقد دخلنا الي هذا الموضوع الشائك.. لقربنا من هموم المواطنين.. الذين يهتمون بزراعة الزيتون. والمواطنين الذين يربون الماشية والاغنام خاصة الخروف البلدي . بالرغم من اننا لا نحب الكتابة في المحليات ففيها ما يكفيها من الكتاب .
بداية وداعا للزيتون شجرا وحبا:-
نحن على قرب موسم قطاف الزيتون.. والالم يملأ القلوب ..فلا نرى زيتونا على الشجر الا على استحياء فان الزيتون يبدو انه على وشك ان يكون من الماضي الجميل .فالزيتون شجرة مباركة وردت في جميع الكتب السماوية وقال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (كلوا الزيت واندهنوا به) وشجر الزيتون.. يمثل رافدا رئيسيا في الدخل القومي للبلاد ..واذا كان النفط يطلق عليه الذهب الاسود..فان الزيتون هو النفط الاخضر .
اشجارالزيتون تحتل المساحة الاولى للزراعة في المملكة الاردنية الهاشمية اذ تبلغ 36% من المساحة المزروعة في البلاد . ويبلغ عدد اشجار الزيتون في المملكة حوالي 17 مليون شجرة ..ما يجعلها الشجرة الاولى في البلاد .ويشتغل بزراعة الزيتون في البلاد حوالي 80 الف عائلة اردنية ..بحسب احصاءات وزارة الزراعة . والزيتون سواء بيع حبا اوزيتا.. فان معاصر الزيتون منتشره في جميع انحاء البلاد وتوفر عددا كبيرا من الوظائف.. اضافة الي انها تعطي دخلا جيدا.ويمتاز الزيتون الاردني انه من نوع ممتاز ..ويفوق كثيرا من الزيوت .لانه يعتبر من مزروعات البحر الابيض المتوسط .. وارض الاردن مناسبة لزراعة الزيتون.
ولكن للقصة بقية:-
لقد مرت البلاد بطقس واجواء غير عادية فان تقلب المناخ السريع فلا يوجد المطر او لغة قل الغيث او انحبس لمدة ثلاث سنوات متتالية.. كما يعلم الجميع.وكما اكدته وكالة الامم (االاسكوا)عن خسائر الاردن نتيجة تقلب المناخ .ثم تاثرت البلاد بموجات حارة لم يسبق لها مثيل .. ولم تتدخل (وزارة الزراعة) باي جهد لمساعدة المزارعين ..سوى توجيهات او نصائح من (معالي وزير الزراعة) بضرورة رش الزيتون بالماء ..حفظا على الشجر .والمؤلم ان (سلطة المياه )منعت المياه عن (المزارع) منذ سنتين.. وانا اتكلم عن منطقة (ام الرمان وعين الباشا )ولكن ايضا بااقي المناطق .هذا في الوقت الذي نسمع فيه عن سرقة المياة بالاف الامتار المكعبة واشجار الزيتون تعاني من الجفاف ومن الحرارة العالية ..وعلى اي حال فان (وزارة المياه) وسلطة المياه (منعت المياه) عن المزارع.. وما زالت تمنع حتى كتابة هذه السطور .
لذلك نرى اشجار الزيتون بدون ثمر..هذه السنة والسنة االماضية والسنة التي سبقتهما على التوالي.. واصبحت اقرب منها الي الخشب..منها الي الشجر ذو العرق الاخضروالورق الاخضر والزيتون الاخضر. مما يهدد بقطع كثير من اشجار الزيتون وبيعها حطبا.اونكون قد خسرنا اغلى اشجارنا واما المواطنون الذي يعيشون من هذه الزراعة فسوف يصبحون عاطلين عن العمل وبالتالي عبئا جديدا وهما جديدا .الا اذا اسرعت وزارة الزراعة ووزارة المياه للانقاذ والمساعدة.
ثانيا :-الخروف البلدي ايضا بانتظار رحمة الله:-
اصبحت المملكة الاردنية الهاشمية في صدارة الدول.. التي تملك ثروة حيوانية ممتازة.. من الاغنام والمواشي والابقار والابل. وكذلك نحن في صدارة الدول التي (تصدر المواشي) خاصة (الخرفان) فقد صدرنا في موسم الحج الماضيا سنة 2015 (اثنين مليون) راس غنم بحسب احصاءات وزارة الزراعة كما نصدر حوالي 300 الف راس غنم الي دول الخليج العربي فان (الخروف الاردني) له طعم مميز عند اخواننا في الخليج العربي .
وحتى لا ينقرض هذا المصدر من مصادر الدخل القومي خاصة وان حوالي نصف مليون.. (مواطن ) يشتعلون في تربية المواشي بمختلف انواعها.
ولكن انخفض سعر الخروف البلدي فجأة من 300 دينار الي 150 دينار لان (وزارة الزراعة) سمحت باستيراد مليون راس غنم من (رومانيا) في موسم الحج الماضي.. وكذلك سمحت باستيراد( نصف مليون) راس (روماني) هذه السنة مما اثر تاثيراشديدا على الخروف البلدي .اضافة الي ان المملكة العربية السعودية اعادت بعض الشحنات من الغنم لاسباب حقارة بعض المصدرين والقضية معروفة ولا يخفى على احد ان الربيع في المملكة هو ثلاثة اشهرفقط تنبت فيها الحشائش الخضراء لتغذية الماشية وباقي السنة اي9 شهور تاكل الماشية علف اي( شعير وذرة ونخالة) مما يجعل مربي الاغنام يتحمل عبئا كبيرا.. خاصة وان وزراة الزراعة لا تحاول مساعدة المربين.. فهي تبيع الشعير مع تخفيض 10% عن السوق السوداء فقط..! فلا تقدم علف بسعر مناسب..او سعر مدعوم بل هي لا تبيع لجميع القطيع (تبيع وزارة الزراعة الي الاناث فقط ) بالرغم من ان سعر العلف الذي تبيعه وزارة الرزاعة مرتفع جداجدا.
واغرب من هذا ان( وزارة المياه) لا تقدم مياه الي المزارع التي تربي الاغنام فيضطر اصحاب الاغنام الي شراء الماء بالتناكر ولقد وصل سعر مياه التنكر 25 دينارا لكل 12 متر.
والمؤلم ان عددا كبيرا من مربي الماشية بدأ يبيع ما تبقى عنده وهم ينتظرون رحمة الله من المسؤلين والا فسوف يترك هذه المهنة كثيرون فهم لا يتحملون اعباء العلف الغالية والمياه من التناكر بالاسعارالفلكية.فهم من الطبقة الكادحة وليسوا اصحاب ملايين.
نتمنى من المولى ان يتدخل المسؤلون لانقاذ هؤلاء وانقاذ الثروة الزراعية للبلاد واهمهاالزيتون وكذلك انقاذ الثروة الحيوانية واهمها الاغنام..!!
留言