اسرائيل تهدد باشعال حرب دينية عالمية تبدأ من.. القدس؟
ماذا يعني تغيير الامر الواقع في المسجد الاقصى..؟ وما علاقة روسيا وفرنسا والدولة العثمانية ..بالستاتيكو الذي يسري في القدس ..؟ نعتقد ان المقال في البحث الديني.. لا يقل اهمية عن عن المقال في البحث السياسي.. خاصة انه يهم الاخوه المثقفين.. نظرا لندرته.. مقارنة مع غزارة المقالات السياسية وكثرة كتابها . يخطيء من يتهاون في اهمية القدس.. فمنها ينبع السلام ومنها تشتعل الحرب .فان الصراع على الاماكن المقدسه صراع منذ القدم …فقد تعرضت القدس الي 17 احتلالا اجنبيا..خلاف الاحتلال الاسرائي القائم حاليا .. وتغير اسم (القدس) مرارا فقد كانت عندما اسسها اليبوسيون الكنعانيون العرب تسمى ( يبوس) ثم تحول اسمها الي (اورسالم ) ثم اطلق عليها (اورشاليم) ثم( يوروشاليم) ثم غيرها الرومان الي (ايليا ) وهو اسم الامبراطور الروماني .ثم غيرها العرب الي (القدس) .كما تغيرت حدودها باستمرار. القدس مدينة جميع الانبياء ومنها ينبع السلام ومنها تشتعل الحرب .. ومها قيل عنها فالقول يبقى عاجزا عن وصف المهابة الالهية.. التي تشع من جدرانها مما يجعلها مدينة السماء.. بل النور الالهي لهداية جميع البشر.. .قلوبنا تتمزق ونحن نسمع انات الالم الصادرة من المسجد الاقصى المبارك.. ومن كنيسة القيامة.. من وطاة الاحتلال اليهودي فان القيد الاسرائيلي.. ادمى يديها .. بالرغم من شموخها . وزير الامن الداخلي الاسرايلي( اردان ) يريد تغيير (الاستاتيكو) في القدس وفي المسجد الاقصى.. فما هو الاستاتيكو..؟ (الاستاتيكو) هو معاهدة غير موقعه ..متفق عليها بين الدول ذات العلاقة حدثت في اواسط القرن الثامن عشر.. عندما كانت كل الحروب ..تدورحول الاماكن المقدسه في (القدس) والمقصود بها المسجد الاقصى وكنيسة القيامه. فبعد انتهاء الحروب الصليبية ظهرت حروب الطوائف داخل القدس.. وازداد الصراع على( كنيسة القيامة) بين الطوائف المسيحية. فلها منزلة خاصة عند المسيحيين.. وكل طائفة تريد جزءا منها. انذاك اتفقت الدولة العثمانية.. التي تمثل المسلمين.. والدولة الروسية التي تمثل الارتوذكس.. والدولة الفرنسية التي تمثل الكاثوليك.. توصلوا الي معاهدة غير مكتوبة هي :- على الجميع ان يحترموا الاوضاع الداخلية الموجودة في القدس ..وذلك بعد قرون من الصراع الديني في القدس . ولقد قامت الامبراطورية العثمانية طوال حكمها لفلسطين وعاصمتها القدس باحترام تلك المعاهدة ..اي (الاستاتيكو) وكذلك بريطانيا في فترة الانتداب البريطاني على فلسطيين منذ سنة 1918- 1948 احترمت (الاستاتيكو) ولم تقم باي تغيير في الاماكن المقدسه.. وكذلك الحكم الاردني عندما حكم الاردن القدس منذ عام 1948- 1967 احترم (الاستاتيكو) ولم يغير اي شيء في الاماكن الدينيه المقدسة.. وكذلك في بداية الاحتلال الاسرائلي للقدس سنة 1967 عندما كان الحكم بيد حزب العمل والجنرال موشي ديان ..اعلنت اسرائيل بانها سوف تحترم (الاستاتيكو) القائم في القدس.. وان ادارة الاوقاف الاسلامية هي التي تدير المسجد الاقصى وتدير الاوقاف الاسلامية في القدس ..وان اللجنة العليا للكنائس هي التي تدير شؤون الكنائس والاوقاف المسيحية . ولكن بعد وصول التيار الديني برئاسة (نتنياهو) انتهكت اسرائيل تلك المعاهدة .الان وزيرالامن الداخلي الاسرائيلي (اردان ) بموافقة نتنياهو يقول انه يريد تغير( الاستاتيكو) القائم في القدس الان.. لانه لا يناسب اسرائيل الان تغيير (الاستاتيكو) معناه تغيير الاوضاع المقدسة القائمة الان في القدس.. اي تغيير اتفاق غير معلن منذ اواسط القرن الثامن عشر فيما يتعلق باكثرمنطقة دينية في العالم.. ممكن ان تجلب الحروب الدينية.. فلا يوجد منطقة في العالم اكثر من هذا المربع الذي مساحته كيلو متر مربع واحد وهو( القدس القديمة ) التي شهدت سبعة عشر احتلالا في التاريخ وبالتالي فان الجانب الاسرائيلي.. يهدد بقيام حرب دينية عالمية.. ذلك ان (الاستاتيكو) هو الذي اوقف الصراع الديني بين الارثوذكس والكاثوليك والمسلمين مدة تزيد على 250 عاما . والان تغير الموقف الاسرائيلي فان وزير الامن الداخلي بموافقة وبمباركة السيد (نتنياهو) يطالب بتغيير (الاستاتيكو) وهذا بكل تاكيد سوف لا يجلب الحرب الدينية على مدينة القدس فقط.. بل على منظومة العلاقات الدولية ايضا.. فالصراع سوف ينقلب الي حرب دينية عالمية بكل تاكيد. العالم كله يعرف خطورة الحرب الدينية فهي تخرج من يد البشر وتذهب الي السماء ..ويصبح انتهاؤها محصورا في احدى الحسنيين النصر او الشهادة ولا ثالث لهما .. فلا مفاوضات ولا حلول وسط. ولكن اسرائيل لا تهتم بالكوارث والحروب.. فهي تحتل فلسطين وهي تطلق الطائرات المسيرة ..بدون طيار.. الي العراق الشقيق لتضرب قوات ومخازن الحشد الشعبي العراقية ..بالرغم من انها اصبحت جزءا من القوات العراقية المسلحه.. ويبدو واضحا ان هذا جزء من معركة الولايات المتحدة ضد ايران. ونفس الهدف عندما ارسلت اسرائيل طائرتين بدون طيار الي( الضاحية الجنوبية في بيروت) .. حيث المركز الرئسي( لحزب الله) اسرائيل تؤكد ان حدودها هي بحسب مقولتها التوراتية ( من النيل الي الفرات حدودك يا اسرائيل .)..!! ان تنصروا الله ينصركم – صدق الله العظيم
