الاتفاق النووي وضع ايران.. تحت الانتداب 10 سنوات..؟
لا ندري لماذا يصور بعض الاخوة الاتفاق النووي الايراني..وكانه جعل ايران (الغول المرعب) او (الوحش الكاسر) الذي لا يقف في وجهه شيء..خلافا للواقع الذي يستطع قراءته اي فرد في العالم . كلنا يعلم ان ايران كانت على بعد شهرين او ثلاثة لصناعة قنبلة نووية ..اما الان فلا يحق لها قبل عشرسنوات عل الاقل .الاتفاق النووي قيد ايران وجعلها تحت الانتداب الامريكي ..فبعد رفع سيف المقاطعة الاقتصادية ..عن ايران..مع حلم من احلام اليقظة بتسليمها حوالي 150 مليار دولار من الاموال المحجوزة الا ان (ايران )خضعت لسيف.. جديد اشد مضاضة من العقوبات الاقتصادية ..وهو سيف وكالة الطاقة الذرية ..التي وافقت (ايران )على ان تخضع جميع منشاتها النووية للتفتيش من مفتشي وكالة الطاقة الذرية.. وما ادراك من هؤلاء ..؟ نعتقد اننا لم ننسى تقاريرهم المزورة ..عن الوضع في العراق الشقيق ..؟ الذي ادى الي الاحتلال الامريكي للعراق .والامر لم يقف عند سيف.. التفتيش..؟ بل انه فتح اسواق ايران كلها وشهية الغرب مفتوحة الي الكعكة الايرانية ..وهي كعكعة ضحمة فيها الثروات الفلكية للطامعين فالنفط والغاز والمعادن ..الخ .اي (وصاية اقتصادية )جديدة على ايران .وراينا وزراء المانيا وفرنسا ..كيف وصلوا الي (طهران)وسوف يجيء غيرهم بحججة الاستثمار الذي لن تقاومه (ايران) والشركات الغربية والامريكية هم الشيطان الاكبر.. بنفسه فسوف يدفعون الرشاوي ويفسدون في الارض ..وهذا عالمنا العربيلكل من يحب ان يرى..فقد بدأنا بما اطلقوا عليه الخصخصة ..وشراء المشروعات الكبيرة في الدولة تحت اسم الاستثمار ..ثم السيطرة عليها ..ثم الشريك الاجنبي والشريك الخبير والشريك القوي ..الخ.من تسميات ليس لها معنى الا انها استعمار اقتصادي بطرق القرن الحادي والعشرين..اي ان الاتفاق سوف يضع (ايران) تحت الوصاية الغربية ..التي سوف تشتريكل ما يتاح لها من مفاصل الدولة الايرانية.
اين سيادة الدول الايرانية..؟ المؤلم ان ايران وقعت صيدا دسما في شراك امريكا (الشيطان الاكبر) فعلا وعملا وقولا ..من هنا نجد (المرشد العام ) اية الله خامئني يعارض هذا الاتفاق بشدة..وقد خطب في مسجد طهران ..وندد بهذا الاتفاق للاسباب السابقة.فهو يعلم ان امريكا دخلت المفاوضات من اجل احتواء ايران وابقاء (اسرائيل) منفردة بالاسلحة النووية في المنطقة.ان كبير المفاوضين (جون كيري) وهو مهندس الاتفاق النووي يفتخر بانه استمر 30 عاما سناتور في الكونجرس ولم يقل كلمة (لا) لاسرائيل..!!
الاتفاق النووي لم يغير شيئا في العالم العربي فايران تمددت في العراق وسوريا ولبنان منذ 2003 فليس هناك جديد بل انها نفذت مشروع التقسيم الامريكي المقرر من سنة 1980 وهو تقسيم( لويد) فقد اعطت امريكا الاكراد القسم الشمالي من العراق وهو( كردستان) واعطت المسلمين الشيعة اقليما في (جنوب العراق) وبقي (الوسط للمسلمين السنة) وفيه المعارك كل يوم كما يرى الجميع.واما اليمن.. فان قوة العرب وتماسكهم هي التي اوقفت الحوثيين.. واعادتهم الي مناطقهم(فايران )لا تتمدد في العالم العربي بموجب الاتفاق النووي.. وانما تمددت في المناطق التي حددتها امريكا لتقسيم العالم العربي والاسلامي. .خاصة انعدام الارادة السياسية لدي العرب.
اما قول ايران دولة مركزية في الشرق الاوسط فهذا معلوم للجميع..(ايران) دولة قوية ولا يوجد من ينكر هذا ولكنها ليست الوحيدة في المنطقة فهناك (تركيا)وهي ايضا دولة مسلمة وقوية وعضو في حلف شمال الاطلسي. وهناك دولة العدو الصهيوني (اسرائيل)ولكن لماذا ننسى مصر..؟ والمملكة العربية السعودية..؟ اليسوا دولا اقليمية وقوية ..؟دول مجلس التعاون الخليجي..قوة ماليةوعسكرية.
ان التدخل الايراني في اي دولة عربية ..لا يتم اذا وجدت.. ارادة سياسية تمنعه والامثلة كثيرة منها :- عندما جاء من( الهند) وفد من طائفة ( البهرة )وهم اقرب الي الشيعة …لزيارة المملكة الاردنية الهاشمية وقابلوا جلالة الملك الحسين رحمه الله.. وعرضوا على جلالته مبلغا سخيا وهو 40 مليون دولار لاعادة اعمار مراقد الصحابة والائمة ..المدفونين في الاردن ..مع بناء (حسينيات) بجوار كل مرقد للثقافة والتوعية..الا ان جلالة الحسين شكرهم ورفض ..العرض خوفا من نشر المذهب الشيعي.. في الاردن.وكذلك ما حصل في (غزة هاشم) فبعد الحصار الاسرائيلي قدمت ايران مساعدة شهرية 25 مليون دولار الي (حماس) لدفع رواتب الموظفين . واعتقد الجميع ان هذه مساعدة بريئه بدون فوائد ربوية.. ولكنهم فوجوا بالدكتوروليد هاشم يخطب في المسجد.. مناديا بان تحرير فلسطين لا يتم الا خلف راية ابا عبد الله الحسين ..ونادى بالتشيع في (غزة هاشم)مما اجبر قوات حماس بضرب المسجد بالصواريخ وتهديمه على من فيه ..ورفضت (حماس) استلام الملايين من ايران (فغزة هاشم) مسلمون سنيون. المهم الارادة السياسية العربية.
طبعا هذا لا يمنع الدول العربية ان تتعاون مع (ايران) الجارة المسلمة اذا رغبت ايران ان تتخلى عن اطماع التوسع.. في العالم العربي او اثارة النزعة الطائفية والتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية.. نتصادق معا ونعيش اخوة مسلمين سنة وشيعة كما عشنا منذ مئات السنين ونحتفظ باحسن واقوى العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية ..فاذا كانت دول الخليج حليفة الي امريكا ..فهذا لا يمنعها ان تمد يدها الي (ايران) للتحالف العسكري ايضا..ونوحد سلاحنا ضد عدونا المشترك الي عدونا الوحيد وهم الذين اغتصبوا ارض فلسطين الغالية واقاموا عليها دولة (اسرائيل) التي سوف تزول باذن الله.
ااما علاقة ايران مع الغرب ..فان ايران قبل غيرها تعرف ان الغرب حليف المصلحة ..فقط فلا يهتموا بالعهود ولا بالعقود والتواريخ عندهم ليست مقدسة .ولكن اذا رات ايران في الاتفاق النووي وفي شروطه القاسية انها تقدم مصلحة للبلاد والمواطنين فهذا امرهم ولا دخل لنا فيه .واهل مكة ادرى بشعابها.اما ما يعتقده البعض من ان الساعة قد قامت.. وايران سوف تحتل العالم العربي ..فهذا تهويل لا اساس له من الصحة. لقد وجه الرئيس الامريكي اوباما كلمة الي دول مجلس التعاون الخليجي ..في ثلاثة جمل هي:- 1–الاتفاق الايراني تعلق بنقطة واحدة فقط وهي وقف الابحاث النووية والصناعات العسكرية10 سنوات .
2-على العرب ان يعتمدوا على انفسهم في مواجهة اعدائهم .
– على الدول العربية اعطاء حقوق سياسية ..وعدالة اجتماعية في داخل وطنهم.
ونحن بدورنا نعتقد ان هذا هو انسب حل ..فلا نخاف من اتفاق مع الغير ونهتم بداخل بلادنا فان قوتنا تنبع من داخلنا ..وليست مستوردة ..واما الاتفاق النووي فلا يغير شيئا في واقعنا العربي .بل انه كبل ايدي ايران وجعلها تحت الانتداب الامريكي 10 سنوات
