top of page

الدولة الإسلامية بعد معركة الموصل.. تتقلص أم وداعا ..؟


عشنا وعاش العالم معنا لحظات في تاريخنا الحديث البعض نظر اليها باعتبارها سحابة سوداء في سماء العالم ..لا تجلب مطرا ولا خيرا فهي ملئية بالارهاب والقتل والذبح . وانتحلوا اسما مزيفا غير حقيقي هو الدولة الاسلامية كذبا وزورا اعتقادا منهم بانهم يستطيعون خديعة البعض وان ينضموا اليهم. ولكن سرعان ما ظهرت داعش على حقيقتها عصابة اجرامية ارادت ان ترتدي رداء الدين بعد ان رأوا الفظائع التي ارتكبتها (داعش) في انحاء العالم فاتضح انها ليست دولة اسلامية..بل دولة مزيفة .تخالف الدين الاسلامي فقد حرم الله القتل فقال تعالى :. (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما ) القران الكريم – سورة البقرة,فكرهوها بل وحاربوها كل بطريقته الخاصة. الان نحن على ابواب (الموصل )درة العراق والقوات العراقية تقترب منها لتحريرها من قبضة (داعش) وبالقضاء على (داعش) او الدولة الاسلامية في الموصل يكون العراق قد افاق من هذا الكابوس الذي جثم على صدره حوالي سنتين عندما كان الجيش العراقي ..مبنيا على الطائفية البغيضة التي رسمها (نوري المالكي) رئيس الوزراء العراقي السابق.. فهل يعقل ان تقوم ميليشيا من 700 مقاتل من (داعش) بهزيمة الجيش العراقي واحتلال (الموصل) وعدة محافظات من ارض العراق ..؟الجيش العراقي الذي حارب ايران 8 سنوات وهو جوهرة الجيوش العربية . داعش او الدولة الاسلامية كانت بالونا ملونا ليس الا ..؟ فقد كانت صنيعة الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية كما قالت ذلك السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية السابقة في مذكراتها .وقام الاعلام الغربي بحملة واسعة لتضخيم داعش وجعلها قوة خرافية ..؟ فقرأنا في صحيفة ( فاينانشل تايمز ) حديثا بعنوان (داعش يحضر لهجمات الكترونية) في مقابلة مع السيد (ديفيد ديوالت )رئيس شركة (فاير اس) وقد حذر رئيس الشركة من ان تنظيم (داعش) سوف يشن هجمات الكترونية ..ضد مطارات غربية واهداف اخرى من بينها دول وشركات غربية من الدول التي دخلت في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة .واضاف: بدانا نرى اشارات واضحة حول محاولة (داعش) للوصول الى الاسلحة الالكترونية وان داعش نجحت في( استخدام التكنولوجيا )لتحقيق اهدافه من حرصه على تجنيد العناصر الاوروبية ..المدربة وشراء نظم المعلومات الالكترونية..التي تتوفر في الاسواق العالمية .. هذا احد نماذج الاعلام الغربي في رفع درجة الكراهية ..الى (داعش)او الدولة الاسلامية فلا ندري من اين هذه المعلومات التي وصلت الى السيد (ديوالت) ..؟وكيف اصبحت (داعش) تملك الاسلحة الالكترونية ..؟ثم يستطرد ان (داعش) تشتري الاسلحة الالكترونية ..من السوق العالمي وكأن هذه الاسلحة في سوبرماركت.. وهذا مثال اخر من الاعلام الغربي الذي يريد تجييش العالم كله ضد داعش فقد كتبت صحيفة الديلي نيوز البريطانية بان داعش تملك اسلحة الكترونية وتملك صواريخ روسية من طراز (اس اي 24)وهي صواريخ متطورة مضادة للطائرات استولت عليها من القاعدة الجوية السورية (الطبقة) عندما احتلتها داعش. واتضح ان هذا كله مجرد اعلام كاذب سيئ النية ..وعلى اي حال فلم نرَ في التاريخ الحديث على الاقل ..(الشرق والغرب) يتحد ويجتمع في معركة سوى معركة الدولة الاسلامية .. الولايات المتحدة شكلت حلفا من 60 دولة من بينها فرنسا وبريطانيا وايطاليا..الخ كذلك (روسيا )شكلت هي الاخرى حلفا من عدة دول ..والطائرات من كل جنسية تهاجم داعش او الدولة الاسلامية ..طائرات من كل نوع ..طائرات قاذفة وطائرات مقاتلة وطائرات تلقي البراميل المتفجرة وصواريخ وقنابل فوسفورية..الخ. ونعتقد ان (الموصل) سوف تسقط في ايدي القوات العراقية.. بالرغم من كثرة التعقيدات حول هذه المعركة ..فهي (ام المعارك ) بحق خاصة وان العراق اعد لها اعدادا جيدا …فالجيش العراقي ومعه قوات الدرك ..وقوات العشائر والقوات الكردية اي (البشمركة) وقوات امريكية ويوجد خلاف كبير حول مشاركة قوات (الحشد الشعبي) لسوء سمعتها وانها تحمل نعرة طائفية بغيضة . ولم ينسَ العراقيون ما فعلته هذه القوات مع المسلمين السنة خاصة معركة مدينة (الفلوجة)حيث خطفوا وقتلوا ونهبوا ودمروا ..الخ. مما جعل اهل الموصل وضباطا من الجيش العراقي يطلبون من (الرئيس العبادي) رئيس وزراء العراق بصفته القائد العام للجيش العراقي. ابعاد قوات الحشد الشعبي ولكن العبادي يتعرض لضغط كبير من دولة في المنطقة لاشراك ميليشيا الحشد الشعبي في المعركة.وهناك مشكلة اخرى ظهرت قبل احتلال الموصل وهي محاولة الجيش التركي الاشتراك في تحرير الموصل مما اثار غضب بغداد وسخط الدول المجاورة ووصل الامر الي ان تقدم العراق بشكوى الي (مجلس الامن )الدولي لاجبار تركيا على سحب قواتهامن العراق . والذي يهمنا في هذا الموضوع هو معرفة مصير( داعش) او (الدولة الاسلامية) بعد تحرير مدينة الموصل وهي اخر قلاع داعش في العراق ..؟بالتاكيد فان احلام داعش تكون قد تقلصت فقد نشرت خريطة لحدودها منذ سنتين وهي تشمل العراق والكويت والشام بمعناه القديم اي قبل تقسيم سوريا بحسب اتفاق سايكس – بيكو سنة 1917أي سوريا ولبنان وفلسطين والاردن . وكانت هذه الخريطة مؤقتة قابلة للتمدد في المستقبل .ولكن يبدو ان احلام السيد (ابو بكر البغدادي) زعيم داعش قد تبددت ..واصبحت حدوده بين التقلص.. وبين الانتهاء نهائيا.. خاصة وان (محمد العجلوني) الذي ارسله البغدادي الى سوريا لتوسيع رقعة ارض داعش في العراق والشام قام بتأسيس (جبهة النصرة )وانضم الى (القاعدة) وانفصل عن داعش ولا ندري هل هذه تعتبر خيانة ..ام انها طمع في الرئاسة .ام الشهادة هي المصير. نرى 3 سيناريوهات لمستقبل داعش على فرض هزيمتها في الموصل في وقت مبكر وهي :- 1- ان داعش ان هزمت في (الموصل) فسوف تظهر في اماكن اخرى.. قد تكون داخل العراق او خارجه.. فان العراق بلاد شاسعة والحمد لله ويمكن لداعش ان تنتقل الى اي مكان اخر .ولكن على شكل حرب عصابات ونحن نميل الى تاييد هذا الراي . 2- اما السيناريو الثاني وهو ممكن ان يتغير اسم (داعش) او (الدولة الاسلامية) فتظهر باسم جديد .وان كان هذا مستبعدا فبعد قتل كبار القادة والرؤوس المدبرة لداعش يصعب ان تظهر باسم جديد في الوقت القريب فهي تحتاج الى مدة من الزمن لتكوين كوادر وقيادات جديدة. 3- انتقال قادة داعش الذين يبقون على قيد الحياة او ربما فرارهم الى سوريا لخوض معركة (الرقة )وهي عاصمة الدولة الاسلامية التي انشأتها (داعش) ولكن الارهاب لن ينتهي فقد تظهر جماعات جديدة متطرفة ربما تكون اشد شراسة مما رايناه من داعش.

مشاهدة واحدة (١)٠ تعليق
bottom of page