top of page

القضاء على داعش .. وطرد إيران من سوريا

القضاء على داعش .. وطرد إيران من سوريا؟

من المؤكد ان الرئيس الامريكي (ترمب) يريد تمزيق الملف النووي الذي عقدته ايران مع دول 5*1 وانه يعتبره اسوأ صفقة في التاريخ. وهو عازم على طرد (ايران )من سورية..هي وجميع الميليشيات التي احضرتها بعد القضاء على داعش.فهي التي تدافع عن بشار الاسد فقد وصفه ترمب بانه حيوان وانه شرير. وهذا يؤكد موقف الولايات المتحدة من الاسد ومن الذين يدافعون عنهوهي ايران. ووضعت امريكا روسيا في موقف حرج ..فقد صرح وزير الدفاع الامريكي :- على روسيا ان تختار بين تحالفها مع امريكا.. او تحالفها مع الاسد . فقد اصبحت روسيا معزولة لانها تحالفت مع كوريا الشمالية وسوريا (وايران) وهم دول لا يرغب احد بالتحالف معهم. ونعتقد ان (بوتين) ايضا يريد (طرد ايران )من سورية .لاختلاف مصلحة كل منهما ولنظرة روسيا الي سوريا التي تختلف عن نظرة ايران بكل تاكيد .السياسة ليس لها مذهب معين ولا مدرسة معينة فالتحالفات قد تختلف بين ليلة وضحاها فالبوصلة تتجه دائما نحو المصلحة ..خاصة اذا كان اللعب مع الكبار من وزن امريكا وروسيا ..فالكتابة في السياسة ليست نبؤه فلا دخان بدون نار. يخطيء من يعتقد ان (داعش) سوف تعيش الي الابد فالحركات الاسلامية تدور على مر الزمان وتتعاقب الواحدة تلو الاخرى مثل تعاقب الليل والنهار. فهذه سنة الله في خلقه مثل الانسان تماما يولد طفلا ثم ينمو فيصبح شابا يافعا ثم رجلا قويا وبعد ذلك يشيخ قليلا قليلا الي ان يتوفاه الذي خلقه. نعلم كيفية نشوء حركة (داعش) باعتبارها حركة جهادية اسلامية ضد الغزو الامريكي للعراق.. سنة 2003فقد قامت القوات الامريكية باحتلال (العراق) بحجة واهية كاذبة هي وجود اسلحة الدمار الشامل (الاسلحة البيولوجية والاسلحه الكيميائية) وكان من الطبيعي ان تنشأ حركات تقاوم هذا الاحتلال دفاعا عن الوطن فتاسست (جماعة التوحيد والجهاد) بقيادة (ابو مصعب الزرقاوي) ثم تأسست حركة( داعش) بقيادة (ابو مصعب الزرقاوي) الي ان وصلت القيادة الي( ابو بكر البغدادي) الذي اعلن دولة الخلافة في العراق والشام بصفة مبدئية واطلق عليها اسم الدولة الاسلامية ونصب نفسه (اميرا للمؤمنين)..ولا نعرف مصيرها اليوم الى اين..؟ هل نقول وداعا داعش او الدولة الاسلامية..؟ ام هناك سيناريو اخر..؟ ولدت هذه الدولة وكفنها فوق راسها.. فقد ولدت ميتة.. لا محالة . فهي بدون ارض وبدون شعب.. وبدون مقومات الدولة الحديثة .فبقيت مجرد عصابة ارهابية ترتكب المجازر في كل مكان تصل اليه ..واستعملت اقصى درجات العنف مع اعدائها سواء بقطع الراس بالسيف او بالحرق او بالسيارات المفخخه ..الخ .مما شكل حولها محيطا عدائيا عالميا وبقيت هي جزيرة صعيرة تتقاذفها الامواج العاتية للدول الكبرى .حيث قامت الولايات المتحدة بتشكيل حلف من 60 دولة للقضاء على الدولة الاسلامية او (داعش )وطردها من العراق ومن سوريا. ومن جهة اخرى تدخلت (ايران) بقوة للحفاظ على نظام بشار الاسد ..وهو علوى طائفي متعفن . حيث ارسلت قوات حزب الله الي سورية ثم ارسلت ميليشات ابو الفضل العباس العراقيه.. واخيرا ارسلت قوات الحرس الثوري الايراني.. للحرب مباشرة في سوريا دفاعا عن النظام ..وارسلت عشرات الميلشيات الشيعية . بقيت (داعش) متمسكة (بالموصل) في العراق وبمدينة (الرقة )في سوريا وهكذا اتفق الشرق والغرب لاول مرة في التاريخ على القضاء على ميليشيا… وليست جيشا ولا دولة. المهم ان القرار الامريكي والقرار الروسي اتخذا للقضاء على( داعش ) وان بقي كل طرف يحارب منفردا.. وربما كان هناك تنسيق بين الطرفين الا انه بقي سريا لم يعلن عنه.في العراق بدات القوات العراقيه بعد تدريبها وتجهيزها باستعادة الاراضي العراقية من (داعش) فحررت جميع الاراضي العراقية ولم يبق بيد داعش سوى 7% من ارض العراق. وهي في (الموصل) فقط وتدور المعارك الان فيها وقد تم تحرير اكثر من 70% من المدينة حتى الان. اما داعش في سوريا فالامر يختلف نظرا لان (ايران) ارسلت حوالي 30 ميليشيا حتى الان .اكثر ما يهمنا في هذا المقال هو تدخل (روسيا) بقوة في سوريا وهي تقول انها تدخلت بناءا على دعوة من الرئيس السوري وان كان هذا مشكوكا فيه وانه ليس الا غطاءا للتدخل الروسي في سوريا. اختلاف مصالح روسيا وايران .. مما يهدد (بطرد ايران) من الملعب السوري باعتبار روسيا الاقوى دوليا وعسكريا اضاة الي اصرار امريكا على طرد ايران . لكن لماذا يختلف الروس مع حلفائهم الايرانيين ..وهم دخلوا لهدف واحد وهو حماية نظام بشار الاسد..؟ فقد صرح القيصر الروسي الجديد(بوتين )في مؤتمر صحفي بثه التيلفزيون الروسي بانه لولا التدخل الروسي في سوريا لسقطت (دمشق) في ايدي المعارضه خلال اسبوع او اسبوعين. فروسيا هي صاحبة الفضل على ابقاء الاسد وليس (ايران )او الميليشيات الشيعية الاخرى. كان التدخل الروسي بشن غارات وحشية.. على المدن السورية ولقد تسببت في تدميير الكثير من المدن تدميرا كاملا لدرجة ان اعادة اعمار سوريا يكلف (مائه وعشرين ) مليار دولار…؟ اختلاف المصالح هو السبب.. فقد كانت تحلم روسيا منذ زمن القياصره بالوصول الي المياه الدافئه.. في البحر الابيض المتوسط . وفعلا حصلت على قاعدة جويه وهي قاعدة (حميميم) واستاجرتها بعقد من الحكومة السورية لمدة خمسين عاما.كذلك حصلت روسيا على قاعدة بحرية في ميناء(طرطوس)السوري للاسطول الروسي . وقد كان الدافع الرئيسي لروسيا عندما ارسلت قواتها الجوية كان الاستيلاء على( حقل الغاز والبترول) الذي تم اكتشافه في شرق البحر الابيض المتوسط.. والذي اعلنت اسرائيل بان هذا الغاز والنفط ملك للشعب اليهودي.. واعلنت اسرائيل انها لن تعطي قطرة منه الي سوريا او لبنان بالرغم من انه يقع في المياه الاقليمية السورية واللبنانية.. وذلك نتيجة لضعفهماعسكريا..! بينما(ايران) كانت تطمع في البقاء في سوريا وذلك لتكملة الهلال الشيعي.. الذي يبدأ من ايران مرورا بالعراق ثم سوريا ولبنان.وهي تحلم باعادة الامبراطورية الفارسية.. التي هدمها المسلمون زمن الخليفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. وحولوها من دولة( مجوسية) تعبد النار الي دولة اسلامية تعبد الله. الا ان الخلافات بين ايران وروسيا بدأت تخرج الي (العلن) مع التحالف الروسي التركي…حيث طلب (القيصر بوتين)من (ايران) تقليل نفوذها في دمشق بل في سوريا كلها …؟ وارسلت روسيا قوات عسكرية على الاراضي السورية قيل ان الدفعة الاولى كانت 4000 ضابط وجندي تثبيتا لوجود ها العسكري في سورية . .اقترحت روسيا مؤتمرا للسلام بين السوريين انفسهم خاصة المعارضة التي تحارب على الارض السورية واقترحت روسيا مدينة (استانة) عاصمة خوزستانوهي احدى دول الاتحاد السوفيتي قبل انفصالها واستقلالها وفيه غيرت روسيا تحالفه مع ايران فاستبدلتهبتحالف مع تركيا.. وفيه ضمنت روسيا قوات الاسد ومن يحالفه.. وضمنت تركيا قوات المعارضه . شعرت (ايران ) بان دورها قد ينتهي في سوريا اذا اصطدمت مع روسيا وتركيا فسارعت الي الانضمام الي مؤتمر (استانه) التي اقترحته روسيا لايجاد حل سياسي بين السوريين انفسهم.ومعلوم ان مصلحة ايران في الاستمرار بالقتال وليس بايجاد حل سياسي. المهم..تحقيق الحلم الايراني خاصة وانها انفقت على الحرب السورية مبلغا ضخما حوالي 100 مائة مليار دولار بالرغم من حاجتها الماسة الي هذه الاموال وليس من السهل عليها مغادرة سورية بهذه البساطة. وايران تنظر الي قتالها في سوريةاعلى نه امتداد لتعليمات (الامام الخميني )رحمه الله فقد كان شعاره تصدير الثوره (فايران) تنظر الي الحرب السورية على انها حرب طائفية فهي تنظر اليها بمنظور الحرب (الشيعة ضد السنة) وهذا ليس سرا بل يعلنه زعماء ايران باستمرار. خاصة وان ايران تحلم بان تكون راعية للمسلمين الشيعه في العالم. ولكن روسيا والولايات المتحدة شعرتا بان ايران تمددت اكثر من حجمها الطبيعي واصبحت تشكل خطرا على اسرائيل ..ربيبة امريكا وروسيا بل خطرا على مصالح امريكا وروسيا معا .فيجب تقليم اظافرها وانيابها واعادتها الي حدودها فقط .ويبدو ان هناك خطة امريكية روسية لطرد ايران بالقوة ..من سوريا بحسب راي المحلل العسكري الي صحيفة (كوميرسات) الروسية ..ربما بالاشتراك مع الولايات المتحدة.. فقد تمددت ايران اكثر من حجمها الطبيعي بكثير في العراق وسوريا ولبنان واليمن . ويجب ارجاعها الي حجمها الطبيعي .خاصة ان الحلف مع روسيا لا يعتمد عليه ولنا في التاريخ عبرة فقد تخلت روسيا عن عراق( صدام حسين) مقابل شيك من امريكا باثنين مليار دولار..حمله الامير سعود الفيصل رحمه الله وزير خارجية المملكة العربية السعودية.

مشاهدة واحدة (١)٠ تعليق
bottom of page