حكومة فلسطينية في المنفى ... كانت قاب قوسين اوادنى
سالني صديق عزيز على قلبي هل انت نادم.. لانك عدلت عن تاليف حكومة فلسطينية في المنفى..وانت ابن غزة ؟وهل عدلت عن قناعة او عن ضغوط خارجية..؟ فنظرت الي السماء قليلا وانا استرجع جبلا هائلا من الذكريات..قبل ان اتفوه بكلمة واحدة ..ربما انتظر قوة من عند الله جلت قدرته…ثم اجبت بكل ثقة :- يا صديقي اؤكد لك بامانة وصدق.. اني لست نادما ..على عدم تشكيل حكومة فلسطينية في المنفى ..بالرغم من انها كانت قاب قوسين او ادنى من الاعلان عن تشكيلها ..من اخوة لهم تاريخ طويل في النضال الوطني والقومي ..وايديهم ليست ملطخة بدماء احد.. كما ان ايديهم ليست ملطخة بسرقة او فساد . كنت هادئا وانا اتحدث مع صديقي .كنت مبتسما ولكن توجد غصة في القلب ..وقلت ما تتحدث عنه يا صديقي اصبح من ذكريات الماضي منذ سنة 1999 وهو جزء من الفولكلور الفلسطيني المجيد ..فقد كنا من ضمن الفصائل الفلسطينية التي توالدت بسرعة يعد سنة 1967لقد كان قرار العدول شخصيا وان لم يكن بعيدا عن الضغوط التي مورست علينا..ولكن احيانا ..عندما يخلو الانسان الي نفسه ويكون طاهرا مع الله.. فان التامل– على طريقة الشهيد كمال جنبلاط رحمه الله – فيما تراه عيني وما تسمعه اذني ..تجعلني اشعر بالذنب الاخلاقي..او بالتقصير في حق وطني .فربما كنت استطيع ان اقدم شيئا افضل مما نراه..الا ان العين تدمع مما نراه وان كنت لا احب ان اوجه السهام الي صدر احد.. الا ان متعة الصمت لا تفيد.. عندما ترى جبلالكوارث يزداد ارتفاعا وشلالات البؤس تخيم على غزة ..بل مخيما على فلسطين الغالية .فان فلسطين تم تقسيمها الي (دولة رام الله ) (ودولة غزة )وكلتاهما تحت الاحتلال .لا اعرف كيف ينام الرئيس الفلسطيني الذي يفترض انه رئيس لكل فلسطين ..وهويرى ويسمع انين اهل غزة قلعة الصمود الوطني الفلسطيني بدون منازع ..كيف ينام الرئيس الفلسطيني و520000 خمسمائة وعشرين الف فلسطيني في غزة اصبحوا نازحين في بلدهم بدون ماوى..؟ فقد دمرت الطائرات الاسرائلية الامريكية الصنع معطم منازل سكان غزة .كيف ينام الرئيس على انين 11000 جريح في غزة نتيجة العدوان الاسرائيلي الاخير سنة 2014 ..؟ لم يزور غزة لانه لا يستطيع ان يقابل ارواح الشهداء.. ولا مواجهة امهات الشهداء.. الذين كتبوا اسماءهم بالدم الطاهر وهم سلسلة طويلة من الذهب الخالص.. الرئيس كان ساهرا فلم يسمع استغاثة (وامعتصماه) من غزة فان ا(لمعتصم) قد مات في قلبه . بينما هو يقوم بالتنسيق الامني مع العدو الاسرائلي .ماذ يقول الي امهات الاسرى وهو يلهث وراء مفاوضات عبثيه منذ 25 عاما ..؟ويتساءل المرء هل يستطيع الرئيس فتح معبر رفح مع مصر مثلا ..؟ وهو يتباهى بانه على علاقة اخوية ممتازة مع المشير السيسي.. الكثير من اللوم يقع علىالرئيس الفلسطيني بدون مناقشة . لماذا اين اعمار غزة ..؟ اين محكمة الجنايات الدولية ..وجرائم الحرب وقعت امام عينيه في غزة ..؟اتهامات واسئلة كثيرة بدون حواب .واقعنا الفلسطيني يحتاج الي عمالقة العالم في التاريخ ..مثل هولاكو وجنكيزخان وصلاح الدين..وامثالهم لانقاذ فلسطين ..من براثن حفنة من مشردي العالم من اليهود.. اتوا من كل بقاع الدنيا بحجج اخترعوها بانفسهم مثل الوعد الالهي.. وارض الميعاد ..وهم جاءوا الي فلسطين (بوعد بلفور) وزير خارجية بريطانيا اما (ارض الميعاد) فهي في الخيال وليست في فلسطين .المؤلم ان القيادة الفلسطينية الحالية لا يستطيع اي عاقل في كوكب الارض او اي كوكب اخر الا ويقول ان (الرئيس)ليس مهتما بتحريرفلسطين..فافعاله تشير الي ذلك قطعا بدون اي شبهة فهو يزعم انه قلسطيني مسلم ترى لماذا لم يزور المسجد الاقصى ..مرة واحدة فقط ..لا نقول لماذا لم يصلي ..بل زيارة فقط. وليس في مقدوره.. اخراج اسير فلسطيني واحد من سجون العدو.. بل انه لا يستطيع ازالة حاجز واحد من الحواجز الاسرائلية المنتشرة في الضفة الغربية.والمحزن حملات الاتهامات المتبادله بالسرقة ..والاختلاس ..والقتل.. بل وبالتعاون مع اسرائيل لاغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات .. وكل الاعمال المنبوذة التي لا تليق بقيادة ميليشيا ..وليس دولة.. لها اسمها المحبوب في العالم . كل ذلك على شاشات الفضائيات.. بين الرئيس ومعارضيه.. وهم كثر ..مهاترات لا تليق ومعه 20 عشرين منافقا فقط يحكمون.اقول يا صديقي :- الحمد لله الذي الهمني الصواب ..بالعدول عن الحكومة .اما غزة فانها تنتظر طلوع فجر جديد فقد ان لليل ان ينجلي وان للقيد ان ينكسر .وانا.. سوف اقدم ما استطيعه بالرغم من انني خرجت من عمر الشباب.. ودخلت في سن الشيخوخة ..اللهم احسن خاتمتنا يا رب ..!!
