مؤتمر فتح السابع مهرجان للحرس القديم..!
انطلقت المزامير والطبول عبر الصحف والمحطات الفضائية والاقمار الصناعيىة مبشرة بانعقاد المؤتنر السابع لحركة فتح في 29/11/2016 بعد سبع سنوات من انعقاد مؤتمر فتح السادس.وتضاربت الاراء حول هذا المؤتمر فهل هو يشبه حفل توقيع اتفاق (اوسلو) سيء الذكر الذي وقعه السيد محمو عباس في واشنطن سنة ..؟ام انه سوف يكون لجمع القطيع بعد تفرق الرعاة..؟ فان حركة فتح اخذت اسمها من حركة التحرير الوطني الفلسطيني .هذه الحركة العظيمة التي قدمت الشهداء اسرابا وقوافل لا تنقطع كانت رماحا في صدور العدو الاسرائيلي .وكانت تقود بحق الفصائل الفلسطينية لتحرير فلسطين .
بكل الم(فتح)تلك لا نريد القول انها استشهدت ..ولكنها انحرفت عن مسارها ودخلت نفقا مظلما اطلقوا عليه اسم نفق السلام.ويبدو ان بعض من بقي على قيد الحياة من قادة فتح العظام.. سعدوا بتغيير ملابسهم العسكرية..ولبسوا بدلا منها البدل الحرير الفرنسية.. واصبحوا وزراءا وضباطا في في السلطة الفلسطينة تحت الاحتلال الاسرائيلي وابتعدوا عن التحرير .
ليس لدينا دموع نذرفها فقد سئمنا البكاء ..وجفت الدموع في المحاجر.. واصبحنا تواقين لرؤية الشهداء الابرار من ابناء الشعب الفلسطيني العظيم .نظرا لان(فتح) لم تعد تقدم الشهداء بعد دخولها عملية السلام والمفاوضات العبثية وهم يعيشون احلام اليقظه ..اذا افترضنا حسن النية.. في من بقي منهم على قيد الحياة .فمن يعتقد منهم ان بامكانه ان يحرر ارضا ..من انياب( اسرائيل )بدون دماء تروي الارض المقدسة..وبالمصافحة والقبلات فقط فهو واهم.. فقد مضى قطار التحرير من محطة المفاوضات الترفيهية ..الي المجهول ولا يستطيع احد ان يتنبأ اين يقف..؟ ولكن يقينا ليس في محطة المفاوضات.
اما هذه الضجة الاعلامية لعقد مؤتمر(فتح ) فهذا يدعو الي التساؤل بجد وحزم ..؟ مؤتمر فتح او مهرجان فتح لا تهم الاسماء ..الاهم هل يعقل ان يعقد مؤتمر لحركة تحرير تحت ظلال بنادق الاحتلال الاسرائيلي.. بل وبمباركته..؟
نحن نتذكر النقاش الحاد الذي جري في عمان قبل انعقاد مؤتمر( فتح)السادس فقد رفض فريق من قادة فتح وعلى راسهم (ابو اللطف) الاخ فاروق القدومي عقد مؤتمر لحركة تحرير تحت الاحتلال ..وطالبوا بعقده خارج فلسطين المحتلة ..الا ان فريقا اخر يعلم ان كثيرا من قادة( فتح) يرفضون اخذ تاشيرة اسرائلية لدخول فلسطين وبالتالي يضمن هذا الفريق نجاحه.
لا يمكن ان ننسى الابطال الشهداء من فتح ومن باقي المنظمات الفدائية الفلسطينية منذ قيام الثورة الفلسطينية الاخيرة الذين قدموا دماءهم الزكية وارواحهم الطاهرة على مذبح تحرير فلسطين انهم شهداء ولكنهم احياء عند ربهم يرزقون وهم ينظرون الان الي مصير فتح وباعتقادنا انهم يتالمون مثلنا لان بعض قادة (فتح ) يعتقدون بان اسرائيل سوف تتنازل عن ارض الميعاد ..(ارض فلسطين) الطاهرة بدون دماء تروي الارض المقدسة ..فان( فتح )وغيرها يعرفون بوصلة تحرير فلسطين فاذا اراد البعض ان ينحرف فهذا شانه ولكن التاريخ لن يرحم والشرفاء في الارض لن يصمتوا طويلا فالاحرار في فتح كثيرون.
المؤتمر السابع او الثامن او العاشر لن يغير شيء فهو مهرجان للحرس القديم في فتح اي العواجيز.. ولكن اما ان لهذا الفارس ان يترجل كما قالت (اسماء بنت ابي بكر الصديق) الم يريدوا ان يفسحوا المجال الي جيل شاب.. فقد بلغوا من العمر عتيا. فهل فتح بحاجة الي كل هذا الصراخ والاعلام والصور من اجل انتخاب قيادة جديدة فعلا لها..؟ام ان هذا الصراخ في الهواء الطلق فقط..؟ فلن يتغير شيء على اجندة فتح الجديدة فتح المستسلمه لعملية السلام المضحك المبكي .فهذا المؤتمر من اجل الحرس القديم ولن يتغير شيء في اجندة فتح فان التنسيق مع اسرائيل مقدس ومالنا ومال القدس وممنوع المقاومة المسلحه حتى لو كانت بالسكاكين ..الخ. الاجندة المعروفة للجميع . الوجوه القديمة الجديدة .
نتكلم هذا بالم حقيقي فهل يعقل ان يكون هذا مصير اكبر حركة في النضال الفلسطيني..؟ لقد ارتموا في احضان نتنياهو ومن قبله اولمرت واستيبي ليفني ..الخ.لقد اكتفوا بالابتسامات العريضة ونسوا الواجب الثقيل الملقى على اكتافهم فالمفاوضات الهستيرية لم ترفع حاجزا واحدا.. من حواجز الضفة الغربية بل لم تمنع استيطان مزيدا من قطعان اليهود.. على ارضنا المقدسه ولم تستطع منع هدم بيت فلسطيني بل لم تمنع المجازر التي يراها الجميع على الشاشات الفضائية.ولم تفرج عن اسير واحد من الاسرى الفلسطينيين خلف القضبان الاسرائلية.
من ينسى القران الكريم فسوف ينساه الله. ففيه اوامر ملزمة لنا وهي :-
قال تعالى :- بسم الله الرحمن (انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم منكم فاؤلئك هم الظالمون). صدق الله العظيم.
القيادات الجديدة القديمة لن تتغير ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطيء.ولكن ترى هل يتذكرون الثوابت الفلسطينية ..؟فيجب ان لا تفرط بشبر واحد من ارض فلسطيين وللتاريخ نذكركم يا (ابناء فتح) ان الشهيد الفلسطيني_ الرئيس ياسر عرف)رفض التوقيع على اتفاق سلام مع اسرائيل في كامب ديفيد تنسحب بموجبه قوات الاحتلال الاسرائيلي من كل الضفة الغربية ما عدا القدس.....!! القدس عاصمة فلسطين وزهرة المدائن..فهي عاصمة الدنيا.
ان هذا المهرجان اصبح لايعنينا من قريب او بعيدفقدمن ما استطعنا من نضال لاجل القضية الفلسطينيه الحبيبة والان كبرنا ونترك المسيرة الي الاخوة الجدد ولكنيرعجنا اختيار الاعضاء المقربين او الذين يسيرون في الركب وشيوخ السلطان واول (صاعقة) ضربت هذا المؤتمر في يومه الاول انتخاب(محمود عباس) قائدا عاما لحركة فتح ..؟ اذا كان يتكلم عن الديمقراطية كان يجب ان يكون انتخابه في اخر ايام المهرجان ..بعد ان يقدم كشفا باعماله الي المؤتمر..؟ ولماذا لم يفتح الباب للترشيح فربما كثير يرغبون في ترشيح انفسهم ولكنه حب الكرسي..الذي اصابنا فلن يتركه طوال حياته .
المضحك المبكي تصريح الناطق الرسمي باسم المؤتمر (محمود ابو الهيجاء) فقد قال ما يلي :- (اللجنة التحضيرية قررت ان المؤتمر السابع.. لن يكون (مهرجانا) مركزيا للحركة.. كما حدث في المؤتمر السادس.).....!اعتراف من الناطق الرسمي بان هذه المؤتمرات مجرد مهرجانات للحرس القديم تتكرر وهي لعبةاصبحت مشروخه فالمقربون يختارون محمود عباس فقط.. ! لا فهو الزعيم الاوحد .اما قادة فتح الاخرون الذين لم يدعوا الي المؤتمرلانه لا يثق بالولاء له فلم يدعوا الي فعقدوا مؤتمرا طعنوا فيه بشرعية المؤتمر السالبع..... حسبي الله ونعم الوكيل ..؟
ان التحدى الاكبر في وجه عباس كان القيادي البارز في فتح (محمد دحلان) فقد اعتمد عباس على انه فصل من اللجنة المركزية ولم يدعى الي المؤتمر خشية ان ينافسه على الكرسي..؟ يقال ان (محمد دحلان) عنده ملايين ويستطيع المنافسة ..وان كانت اموال الرئيس اكثر فعنده ميزانية السلطة ..المهمم ان (محمود ابو الهيجاء) عندما سؤل لماذا لم يدعى دحلان.. فكانت الاجابة مقتضبة فقال :- (ان النظام الداخلي قد حسم امره بشانهم) واطلق ابو مازن عليهم لقب المجنحين..
مؤتمر لتجديد البيعة الي الرئيس (عباس) ونحن لا نرغب ان نوجه سهاما له فقد اصابه الكثير وهو معروف للجميع ولكن يكفي ان نتحسر على فتح التي اصبحت حركة سلام اي اصبحت تحكم الفلسطينيين بدلا من تحريرهم ...حسرة وخسارة.
من المؤكد ان (الرئيس عباس) وجغل المصالحة الفلسطينية مستحيلة ..فهو يكتفي (بامارة رام الله )ويترك (حماس في امارة غزة ) وهما تحت الاحتلال الاسرائيلي. وهما الاخوة الاعداء لا يلتقيات فهما مثل سكة الحديد خطان متوازيان عباس يرتمي في احضان السلام وحماس تنهج خط المقاومة واثبتت الصواريخ التي انطلقت من غزة انها الاقدر على تحرير فلسطين لمن يريد التحرير .
قال تعالى :- (من المؤمنين رجال عاهدوا الله فمنهم من قتل ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم.
Comments