هذه هي اسرار المصالحة بين عباس وحماس
وحقيقة الدور الذي لعبته المخابرات المصرية
المحزن ان نرى فلسطين على هذه الحال لقد رحبنا بقيام الفصائل والمنظمات المتعددة على امل ان تقوم بتحرير الارض المغتصبة من الاحتلال الاسرائلي ولكنها تحولت لتصبح حكاما للفلسطينيين بدلا من تحريرهم وهاهم يتقاسمون فلسطين ففتح المحاربة اصبحت من التراث الفلسطيني المجيد.. واكتفت بسلطة وهمية تحكم بها (رام الله) .اما حماس فقد عجزت عن تحرير فلسطين.. فاكتفت بمن قدمتهم من الشهداء وورثت (غزة )وتحكمها الان ..وكأن فلسطين تركة يتوارثها (ابناء فتح ) (وابناء حماس)واصبحنا اضحوكة امام الامم فلنا رئيس لا يستطيع دخول (غزة) ورئيس اخر لا يستطيع الخروج من (غزة.)..؟ المهم ان حركة (حماس) بقيادتها الجديدة اي الاخ (يحي السنوار) اجتمعت مع (محمد دحلان) وهو غني عن التعريف فكلنا نعرف ماضيه وخدماته التي قدمها في الماضي. المهم اجتمعوا في القاهرة اجتماعا سريا وبعد مباحثات ومحادثات صدر بيان مشترك منهما هو في الحقيقية استعداد من الطرفين لتوقيع اتفاق ..ويمكن اعتباره (مبادرة تعاون مشترك) في المستقبل. اي بعد توقيع الطرفين على تلك الوثيقة . خاصة وان (دحلان) كان يلهث خلف موضع قدم له في (غزة )بعد ان طرده الرئيس محمود عباس من حركة فتح ..ثم تم فصله من اللجنة المركزية لحركة فتح ..ووجهت اليه اتهامات كثيرة مما اجبره على مغادرة فلسطين والاشتغال في (ابو ظبي) مستشار لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان (ولي عهد ابو ظبي )حيث يقيم الان . مما جعله يقدم الي حركة حماس وعودا( فلوكلورية )ربما تكون اكثر من احلام اليقظة واهم ما فيها للتذكير فقط هو :- تشكيل حكومة فلسطينية برئاسة السيد( محمد دحلان) ..واحتفاظ حركة حماس بمنصب وزير الداخلية .وتوجد في الوثيقة وعود كثيرة قدمها السيد محمد دحلان مثل رفع الحصار عن غزة.. وفتح معبر رفح.. بصفة دائمة وباقي المعابر التي مع اسرائيل ..واقامة مطار وميناء في غزة.. وان يتم تعويض.. القتلى والجرحى الذين اصيبوا اثناء انقلاب سنة 2007 اضافة الي (تعهد الدحلان) بدفع رواتب جميع الموظفين من ماله الخاص..! وعود دحلان الي حماس كانت مغرية جدا.. فان خزينتها (شبه فارغة) بعد توقفت( ايران) عن تقديم الدعم المالي لها.. ثم توقف (دولة قطر) التي حلت محل ايران في تغطية مصروفات حماس ..الا ان قطر نتيجة اتهام الولايات المتحدة الامريكية بان (قطر) دولة تمول الارهاب ..وما جرى من مقاطعة بعض الدول العربية وحصارها لها ( فتوقت قطر) عن تقديم اي مساعدة الي حماس والي غزة . جاء عرض الدحلان مغريا فهو (طوق النجاة) لسفينة حماس وهي على وشك الغرق فوافقت عليه (القيادة الجديدة) لحماس مبررة ذلك بفتح صفحة جديدة ونسيان الماضي فالتقلبات في السياسة امر طبيعي اذا كان هناك مصلحة سواء وطنية او حزبية ..الخ. الا ان الاخ (يحي السنوار) لا يستطيع التوقيع نيابة عن حركة حماس فهناك المكتب السياسي برئاسة الاخ (اسماعيل هنية) يجب مراجعتهم واخذ الموافقة منهم. بعد عرض مبادرة السيد محمد دحلان على المكتب السياسي لحركة حماس في (غزة) تمت الموافقة عليه. ولكن يجب تركه الي الوقت المناسب في المستقبل.. الذي قد يكون قريا بحسب الظروف. الذي يفطع قلوبنا ويمزقها من الداخل هو القادة الجدد للشعب الفلسطيني فان (القرارالفلسطيني ليس بايديهم.). مع الاسف الشديد ولانحدد اي واحد منهم فجميعهم اذا وقفوا امام (مدير المخابرات المصرية) اصبحوا مثل التلاميذ في المدرسة يتلقوا الدرس من الاستاذ.بل يتلقوا الاوامر منه. يبدو ان الاخ يحي السنوار لم يكن يعرف هذه الحقيقة.. بحكم مركزة الجديد في الحركة. فقد تم انتخابه حديثا ليكون رئيسا لحركة حماس في غزة . فلقد سافر وفد من حركة حماس على اعلى مستوى في الحركة برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة وهو الاخ ابو العبد (اسماعيل هنية) الي القاهرة لتحسين العلاقة مع مصر خاصة وان معبر رفح هو المنفذ الوحيد لاهل غزة على العالم.. ومفتاحه بيد مصر.المهم جرت مباحثات (الاخ هنية) والوفد المرافق له في ادارة (المخابرات العامة المصرية) فهي الجهة التي تحتفظ بملف (غزة )وهي الجهة المسؤلة عن العلاقات مع غزة ويبدو ان هذا هو امرمن ( الرئيس عبد الفتاح السيسي ).خاصة وانه يهتم بامر فلسطين . كانت المفاجأة المذهلة فان هنية.. عرض مبادرة (الدحلان) على مدير المخابرات المصرية الذي كان جوابه حاسما في هذا الموضوع فقال مخاطبا هنية احتفظ بهذه المبادرة وثيقة تامين للمستقبل..؟ لانا رتبنا صلحا بينكم وبين السلطة الشرعية.. وهي السلطة الوطنية الفلسطينية . ذهل هنية ورد قائلا :- (محمود عباس )رفض المصالحة منذ عشر سنوات وعملنا ستة مصالحات.. ولم ينفذها .فاجابه . مدير المخابرات اليوم في مصالحة اكيدة تحن نرعاها .اذا نفذت شروط عباس وهي :- ان تحل حماس اللجنة الادارية التي تحكم غزة ان تدعو حكومة الوفاق الفلسطينية برئاسة الحمد الله لاستلام الحكم في غزة . تسليم جميع المعابر الي السلطة الفلسطينية . الذهول سيطر على المجتمعين الا ان الاخ (اسماعيل هنية) سال وماذا عن اتفاقنا مع دحلان..؟ فاجابه مدير المخبرات مع ضحكة مصرية .. خليه معاكم بوليصة تامين ..؟ وانفجر الجميع ضاحكين .وهكذا اذعنت حماس لشروط المخابرات المصرية ..وهي ليست (شروط فتح) ولا شروط (محمود عباس) وانما هيي الشروط المصرية القاسية.. والتي لابد من تنفيذها .فان الحالة في (غزة) اصبحت لا تطاق.. وعباس اتخذ اجراءات قمعية حادة ضد حماس واصابت الاهالي في غزة .وقطر توقفت عن تمويل حركة حماس لان الحركة اتهمت بانها (حركة ارهابية )وصدر حكم من احدى المحاكم المصرية بذلك ..بالرغم من صدور حكم اخر من محكمة مصرية اخرى ينفي عن حركة حماس تهمة الارهاب. المهم ان الاخ اسماعيل هنية كان بين مطرقة الموافقة على امر مدير المخابرات المصرية وبين سندان الرفض.. بحجة الاتفاق مع (دحلان) ولكن في هذه الحالة فانه سوف يخسر مصر.. نهائيا التي سوف ترفع سيف الارهاب على رقبته وعلى رقبة حركة حماس.. فكان لا بد من الموافقةعلى المصالحة مع السلطة .يقينا هنية يعرف ان عباس يكره حماس اكثر من (نتنياهو) وهو متاكد من فشل هذه المصالحة.. فان اسرائيل لم تتدخل بعد وهي تراقب المنظر فقد سافر ثلاثة ضباط اسرائليين الي القاهرة على طائرة خاصة وكانوا حاضرين في القاعة. تدخلت اسرائيل بعد توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس واعلن (بنيامين نتياهو) شروط اسرائيل للموافقة على هذه المصالحة وهي:- على حماس ان تقطع علاقتها بايران فورا – على حماس تسليم سلاحها الي السلطة الوطنية الفلسطينية يجب على حماس ان تعترف باسرئيل يجب على حماس ان تعترف بيهودية دولة اسرائيل. لم يتوانى الرئيس محمود عباس عن ترديدها فصرح فورا بلاتي:- 1- السلطة لن تستنسخ تجربة حزب الله في غزة السلطة واحدة والجيش واحد وسلاحه واحد اي يجب على حماس تسليم صواريخها وسلاحها الي السلطة الفلسطينية فورا وقبل ان تكون لنا دولة وحماس سوف ترفض وعندها سوف تنفجر اتفاقية المصالحة كما انفجرت ستة مصالحات قبلها. ترى هل تستعمل حركة حماس بوليصة التامين التي في حيازتها..؟ وهي العودة الي الصلح مع محمد دحلان..؟ حفظ الله الوطن الفلسطيني شعبا وارضا.لك الله يا فلسطين..!!
Comments